|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى |
|||||||||
المحبة عند جبران خليل جبران
في أغنية فيروز "المحبة" المقتبسة من رائعة جبران خليل جبران "النبي" سألت مطرة المصطفى قبل مغادرته أرض "أورفليس" عن المحبة، فأجابها ((..المحبة تضمكم إلى قلبها كأغمار الحنطة، وتدرسكم على بيادركم لكي تظهر عريكم.. وتغربلكم لكي تحرركم من قشوركم، وتطحنكم لكي تجعلكم كالثلج أنقياء، وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا، ثم تعدكم لنارها المقدسة حتى تصيروا خبزا مقدسا يقرب على مائدة الرب المقدسة)). إذا ما أخذنا هذه الكلمات ووضعناها أمام مسرات الحياة وأحزانها ندرك الحكمة من عذاب النار الذي تكون مصدرا للرحمة الإلهية. شبه جبران البشر ببذور الحنطة، لأنها أمل المستقبل الذي لا حدود له، ومن المحبة التي تجمع البشر كلها تضعهم في واقع ما حتى تعري ما بداخلهم من حقد وكراهية أمام صاحب هذا الحقد والكراهية كي يتوب منها ويعود إلى رشده (تدرسكم حتى تظهر عريكم). وبفضل الرحمة والمحبة الإلهية، تجعل البشر في آلام ومصائب حتى تجعلهم يدركون الفناء ويختبرون البقاء (تغربلكم لكي تحرركم من قشوركم)، وبهذه الآلام والمصاعب، تطحن القلوب بالهموم والعقول بالقلق حتى تنقيه من النكد والظلام، وبعد ذلك يصاب البشر بحزن أثر المصيبة، فتعزي الملائكة أحزاننا كما ذكر في الكتاب المقدس"طوبى للحزانا لأنهم يعزون"، وكل هذه الطبخة التي تطبخها المحبة حتى يرتقي الإنسان بنفسه ويكون قد أفلح من زكاها.
أحمد الفرحان
25-5-2009
| |||||||||
|