|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى |
|||||||||
زنزانة ام هي مسجد؟
بعيدا من هنا.. تحت هذه الأرض بألوف الأميال. أسير مقيد في زنزانة مظلمة. لا هواء ولا ماء يجري. أصرخ، لا أحد يسمعني، وأنا لا أسمع أي أحد. في زنزانة مظلمة لا منفذ منها، ولا باب، ولا شباك. أي الأماكن يمكن أن ألجأ غير ذاتي؟ أي الغرف أستطيع أن آوي إليها غير زاوية قلبي وفكري؟ أي المعابد و الكنائس والمساجد يمكن لي أن أدخل، غير قلبي المعمور بالذكر؟ أي حديث يجب أن أتحدث به؟ ومن السامع الذي له أن يصغي؟ أفأدلكم على من هو أهلا لها؟ أهناك من سامع يمكن لصوتي أن يصله أسرع من ربي؟ ألديكم عَالِم يمكنه أن يستوعب حالتي أفضل من رب العالمين؟ إنه يسمعني دون كلمات، ولا إشارات، ولا إيماءات. إن حديثنا صامت... والصمت لغة اللغات. إن حديثنا صامت... والصمت أبلغ من الكلام. إن حديثنا صامت... والصمت صلة الصلاة. أبهذا الحديث تعجبون؟ وتضحكون ولا تبكون؟ أنتم أيها الساهون... تقربوا فربما تصلوا.
أحمد الفرحان
2004
| |||||||||
|