Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى

 

 

عزوبي وأبي مرة

مطلقة وأبي ريل

 

 

 

سؤال يخطر على بالنا جميعا...

سؤال لم نجد له جواب...

كل يوم نطوف الشوارع.. كل يوم نمشي في الأسواق.

إن كنت أعزب فإنك تبحث عن فتاة.

إن كنتِ مطلقة أو عانس تبحثين عن رجل.

وإن كنت مراهق فإنك فستقول لي إنك تبحث عمن يطفئ نار شهوتك.

وإن كنت مراهقة فإنك تبحثين عن الدفئ والحنان.

هذه إجابة تهجع في بال العموم منا.. متناسين حقيقة أصلنا، مندمجين بسخافة هذا الوجود وسطحيته.

ولأقرب مثال حتى أوصل فكرتي لكم أحبائي. فإن الرجل طوال عمرة يدرس و يتعلم في جامعات حتى يتخرج بشهادة من أجل فتح شركته الخاصة حتى تدر له أموال تعيشه برغد و هناء، ثم يبني بيت أحلامه لأولاده، فيشيده منزلا ولا أفخم من أكبر قصور العالم.. وبعد أن يرهقه العمر، ويعجزه الدهر، يشتري بيت من بيوت أوربا الريفية، بيت حقير متواضع حتى يعيش حياة متواضعة هناك.

السؤال الآن، لماذا بنيت هذا القصر في بلدك الأم، حتى تلجأ في نهاية عمرك إلى حياة متواضعة في الريف الأوربي؟ كي تصفي بالك من هذا الترف الباهر؟ كي تعيش حياة بعيدة عن متناقضات أرقام وإحصائيات؟ هناك في تواضع تختبر من خلاله الحياة العارية من قشورها؟

والآن تتساءلون ما علاقة الرجل الغني بنا نحن البشر الذين نطوف المجمعات؟؟!!

إلى ماذا نبحث؟ عماذا نبحث؟ لماذا نبحث؟

لم نرضا قط ولا عن علومنا المتطورة ولا حياتنا المترفة ول اشهواتنا المفرغة المتفجرة.. لدينا أكبر المستشفيات وأغلى الماركات، و لدينا البنات والشباب، ولا زال الأعزب/المتزوج منا يقول "أبي مرة" والعانس/ المتزوجة منا تقول "أبي ريل"... والغريب فينا إننا إن حصلنا على ما نطمح له و نطمع فيه، عدنا إلى ما نحن عليه نبحث من جديد في دائرة مفرغة لا نخرج منها أبدا.. هذا ما ألهانا وهذا ما أوصلنا إلى هنا. لقد ألهانا التكاثر.

يا أخوتي، يا من هو قريب مني وغريب عني، أنت. إننا نبحث عن الكمال والجمال، ولا نستطيع أن نصل إلى العزيز إلا بالعزة، لأنها هي الصلاة.

ولا نستطيع أن نعرف الجمال و الجلال إلا إذا  بحثنا عن الجمال والجلال الكامن فينا نحن الإنسانية، معجزة روحه التي نفخنا فينا و صرت ها أنا ذا، وصرت ها أنت ذا.

لأن القاعدة تقول (من عرف نفسه فقد عرف ربه) لا تبحث عن الكمال خارجا، بل إبحث عنه في الداخل، تلك المكان التي وسع جمال السماوات والأرض، ومن عرف ربه فقد اغتنى عما دون ذلك. سيعيش في صيام أبدي، صيام الجوارح، صيام عن كل ما دون الله.

وإلى هذه الساعة، ستجدوني بينكم، أطوف الشوارع وأتسكع بالمجمعات. باحثا عن الجمال والكمال في مكان خطأ. مثلكم تماما.

 

 

أحمد الفرحان

 

 

 

15-2-2009

مقال معاد نشرة

 

 

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية