|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى |
|||||||||
سر الماء
قال ربي: ((وجعلنا من الماء كل شيء حي))، إلى ماذا يرمز الماء؟ وما علاقته بكل الطرق والمعتقدات ، كالمعمودية في المسيحية، وطقوس الصابئة المندائيون، والدعاء تحت المطر في الإسلام والوضوء والغسل بعد الجنابة؟ إن الموضوع هذا جريء وضروري لأن يرى النور، خلال هذه الأسطر، ولا نريد أن نتكلم عن منافع المياه المعروفة لضيق المساحة، وإنما سنخترق المجهول ولن نحترق به، وذلك كي نعرف حكمة الحكيم.. ربي الله. إن في العهد الأول قبل خلق العالم، خلق الله نورا ابتدعه من غير شيء، ثم خلق منه ظلمة، ثم خلق من الظلمة نور وخلق من النور ياقوتة غلظها كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين، ثم زجر الياقوتة فماعت لهيبته، فصارت ماء مرتعدا... ولا يزال الماء ماء مرتعدا إلى يوم القيامة من خشية الله. ومن هنا ابتدأت الحياة، فأصل الحياة من ماء، وحتى السماء كانت دخانا، أي من بخار هذا الماء، والأرض أصلا من زبد هذا الماء. الماء هو رمز الحياة، حتى طعمه فهو طعم الحياة، وعلى الأرض بدأت الحياة من ماء، حيث الكائنات ذات الخلية الواحدة وما إلى ذلك من تطور، حتى نزل آدم من الجنة على هذه الأرض. هذا، فإن كل الديانات قدست الماء، فنجد أن أول ما تدخل معابد الشينتو، تشرب من المياه الجارية بين الصخور، وأما في المسيحية فإن يوحنا المعمدان كان يغطس التائبين في الماء (حتى تذهب ثار الذنوب من على الجسم الأثيري) ومن هنا بدأت طقوس تعميد المولود الجديد عند إخواننا المسيحيين، كما نجد طقوس جماعة الصابئة المندائيون في العراق، لا تقام إلا بالقرب من المياه الجارية، وحتى أدوات الزواج قبل الكتاب، فإنها تغسل بالمياه الجارية. أما في الإسلام فإننا نجد أن الماء يغسل أطراف البدن كل يوم خمسة مرات، ويقول الحديث بأن الذنوب تتساقط مع قطرات المياه المتساقطة عند الوضوء.. وهذا علميا مثبتا، لأن الماء هو همزة الوصل بين الأثير والمادة، وكذلك نجد الدعاء تحت المطر. وبعد عرض بعض من هذه الأسرار المقدسة للماء، سنكشفها علميا إن أراد الله في مقالاتي القادمة في كل أحد. ***
سنخوض أكثر لنعرف سر الماء وقدسيته، ولماذا اختارته كل الطرق والطوائف؟ إن طعم الماء هو طعم الحياة، يتلون بنفسيه شاربه، فإن كان نفس الشارب سليمة مؤمنة، فإنه سيتلذذ بكأس الماء... وإن كان مريضا فإن طعم الماء سيكون مر، وفي حقيقة الأمر، فأن الماء يتأثر بنفسية شاربه، حتى جزيئات الماء وتركيبته تتأثر بالصوت والصورة واللون، وهذا ما يثبت أن للميه حياة وإدراك بوعي وسنشرح كل سر في حينه... غير أن الدليل على أن للماء وعي، هو انه ارتعد من خشية الله. إنني دائما أتكلم عن أي موضوع من ثلاثة جوانب إنسانية، الجسد والفكر والروح، حتى أكشف غايته وأدنو قليلا من حقيقته، لذا سأتكلم اليوم عن علاقة الماء بالجسد وحواسه الخمسة. يقول أطباء اليوم، أن على الإنسان أن يشرب لترين من الماء يوميا، لأنه مفيد للجسد. إنما أقول أنا أن كثرة المياه ليست مفيدة للجميع، والسبب هو.. أن هذين اللترين من الماء نحصل عليهما من خلال العصائر والفواكة، ومن الحساء والمشروبات الساخنة... ولا يمكننا الإفراط أكثر في شرب الماء لان كثرة الماء تسبب تعب الكليتين وترهقهما، وهذا معروف في الطب الأصيل. والدليل على ذلك التعب والإرهاق –وفق علم الفراسة والتشخيص التقليدي- يكون موجودا تحت العينين منتفخة –حسب الصورة- فإن كان الانتفاخ دهنيا، فهذا يدل على أن الكليتين مليئة بالمخاط والدهون، إن كان رطبا مائيا، فهذا دليل على ملئها بالسوائل.. فيجب التخفيف من شرب السوائل.
كما أن هناك كتب تتحدث عن العلاج بالماء، والصوم على الماء... وهذه الدراسات احذر منها الناس ، لأنها ليست لكل الناس، خصوصا من هو جديدا في هذه العلوم. ويمكن تنظيف الجسد من السموم من خلال شرب لترين من المياه يوميا، إنما لفترة محدودة وليست لمدى الحياة، فإن كنت تأكل الكثير من المواد الحيوانية، وتدخن الكثير من السجائر وتشرب المشروبات الغازية السامة، والطحين المصنع، أو تعيش في توتر وتشوش، وتعاني من تجعد البشرة في سن مبكر، أو بول داكن أو جفاف ونقص في التركيز، فإنك تحتاج لشرب لترين إضافيين من المياه يوميا لتنظف جسدك من هذه السموم، أو تعويض الجفاف بالرطوبة اللازمة، ولكن إن كنت تهتم بنوعية غذائك وتتناول غذاء متوازن فإنك لن تحتاج هذه الطريقة لتنظف جسدك، خصوصا إن كنت تأخذ نصيبك من المياه من خلال الحساء والفواكة والخضار، وتعيش في جو بارد ومكيف، لذلك فهذه الدراسات والكتب تستند على حسب حاجة وبنية الجسم. وكذلك، فقد أصبح الماء هذه الأيام ميتاً، يصل إلينا بأنابيب من رصاص وحديد، وعبوات بلاستيكية، تختلف طعما وورائحة وتركيبة عن مياه الأمطار أو المياه الجارية، وذلك لأسباب عدة... هي أن المياه المطهرة والمقطرة تحتوي على نسبة من الكلور وهذه النسبة مفيدة إن كانت بكمية قليلة حتى يتم قتل الجراثيم الضارة، إلا أنها في الوقت نفسه تقتل الجراثيم المفيدة وخصوصا الموجودة في الأمعاء وباقي الكائنات الدقيقة التي تبطن جدار الأمعاء وتحميها وهذا يتم إذا ازدادت نسبة الكلور في الماء عن الحد اللازم. وكذلك فإن هذه المياه الميتة تحتوي على نسبة من الرصاص وهي مادة سامة لا يستطيع الجسم التخلص منها، وخصوصا تكون هذه النسبة عالية عندما تكون المياه راكدة لفترة من الزمن في أنابيب الرصاص الخاصة في نقل المياه إلى أماكن سكننا، ويمكن تفادي هذه المادة عن طريق صرف كمية من المياه في ري النباتات أو غسل الأواني والسيارات، حتى تتجدد مياه الأنابيب وتصل إلينا مياه جديدة عن المياه الراكدة طيلة الليل، ومن ثم يتم ملئ قوارير بالماء يكفي لحاجة اليوم من شرب وطبخ. هناك مسألة غش وخداع للعملاء من قبل معظم الشركات التي تسوق لمرشحات الماء، تستقل بدورها جهل رب المنزل بمكونات المياه وتفاعلها، فيتم خداعه عن طريق وضع أسلاك في مياه صنبور المنزل ويتم تجميد الأملاح والمعادن الموجودة في الماء، وهذه الأملاح مفيدة للجسم ومهمة، كالكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، إلا أن كهربة الماء تجعل المعادن تصدأ وتصبح حمراء اللون وثقيلة، فتنزل إلى قاع الكأس، والأملاح تحترق وتطفو على سطح الكأس، والمياه هنا تكون سوداء اللون، فيتوهم رب المنزل بأن مياه الشبكة العامة شديدة الضرر وسامة، ويتوهم أيضا بأن مرشح الماء (الذي يسوقه مندوب المبيعات والذي لديه نسبة من أرباح الشركة) هو الأنسب له، لأن بعد مرور الماء في لوحات الترشيح فإنه يكون خالي من الأملاح والمعادن المفيدة، فيكون فقيرا بها، وإن كهربت الماء بعد فلترته بهذه المرشحات فإنه لن يصدأ أو يتعكر كما في السابق، بسبب خلوه من المعادن المهمة والأملاح، وهذه المياه تسبب بعض الأمراض، نظرا لفقره بالمعادن والأملاح التي تكون مهمة في عمليات الجسم الحيوية والمعوية. وما هو الحل لمشكلة تلوث المياه والمواد السامة التي يحتوي عليها ؟ هل نحتاج لشراء مرشح أم ماذا؟ الحل هو أن نعود إلى حياة الأجداد والآباء، لقد كشفت الدراسات أن المياه التي تبيت في الجرة الفخار مدة من الزمن تعيد إليها الحياة والحيوية. وتعيد إليها المعادن المفقودة والأملاح. يمكنك أن تسقي نبته من ماء من الفخار، ونبته أخرى من ماء الصنبور، ونبته ثالثة من ماء المرشح... فستجد أن النبتة التي سقيتها بماء الفخار هي التي كبرت وأينعت. ويمكنك أن تضيف بعض الأحجار المغناطيسية في الماء، أو شراء صنابير مغناطيسية خاصة، تمغنط المياه، لأن الدراسات أثبتت أن مياه الأنهار تحتوي على مجال مغناطيسي، وإن تعرضت المياه بعد موتها لمجال مغناطيسي (طبيعي وثابت ومتوازن) فإنه ينشط الجسم ويعالج معظم الأمراض. أما عن فوائد المياه في الجسم فهي كثيرة، لا تعد ولا تحصى، إلا أننا سنملي المساحة المسموحة بفوائد مهمة غابت عن الكثير. إن العلم الأكاديمي يفتقد حلقات وصل كثيرة، يمكنها أن تكشف عن كيفية عمل العين ، إلا أنها لا تكشف البصر ذاته، وكذلك مع الأذن والسمع وغيرها من الحواس، ولا تستطيع كشف سر وجود السوائل بهذه الحواس، ولا يمكنه تأثير اللامادة على المادة... إلا أن علم الوعي والحكمة يمكنه ذلك. إذ أنه يقول أن السائل داخل العين هو ما يجعل الرؤية ممكنة والأذن تحتوي على سائل يجعلها تسمع، وكذلك سائل الأنف يتفاعل مع الروائح، وسائل الجلد يتحسس المادة، وسائل اللسان يتفاعل مع الأطعمة... ما السر في ذلك وما سبب وجود الماء حتى يتحقق التفاعل مع العالم الحسي؟ إن الماء هو صلة الوصل بين الأثير والمادة، وبين الذبذبة وكيميائية الأعصاب في الجسد.. فمثلا، الصوت عبارة عن اهتزازات ذبذبية تحرك طبلة الأذن حتى تحرك ثلاث عظيمات ويصل بعدها الاهتزاز إلى سائل الإذن داخل القوقعة، ثم من القوقعة إلى الأعصاب الحسية، التي تنقل هذه الإشارات إلى الدماغ فيترجمها أصوات. أما عن البصر فإن الضوء ذبذبات أثير، أشف وأرقى من الذبذبة الصوتية –كما أن النور أرقى شيء في الوجود- ينعكس هذا الضوء من الجسم المنظور داخل شبكة العين، وهذا يعني أن تفاعلات أثيرية قد حدثت بين ذبذبات الأثير التي تنقل الضوء المنعكس من الجسم المنظور داخل العين، وفي داخل الشبكية يصبح التفاعل أثيريا عصبيا، قبل أن تنقل أعصاب العين تأثيرات الشبكة إلى الدماغ... وكي تعبر الذبذبة (الصوت) أو الأثير (النور) حتى تصل إلى الدماغ، فلا بد أن يكون هناك وسيط يترجمها، ودائما ما يكون الماء هو الوسيط الذي يترجم الذبذبة والأثير إلى رسالة عصبية... وخصوصا في هاتين الحاستين (السمع والبصر) لأنهما أول ما سخر لخدمة آدم، فهما أرقى حاستين عند الإنسان. لماذا الماء هو سر الحياة والتواصل؟ تمتع وأنت تشرب سر الحياة رشفة، رشفة، إلى أن أكتب مقالتي القادمة عن سر إدراك الماء لما يحدث حوله من أحداث وأصوات ومناظر.
****
وها هو السر. غير أن إنسان اليوم أضعف وأقل تقدما عن إنسان الحضارات السابقة، ويظن أنه وصل إلى مجد الحضارة، فكانت ارقي اختراعاته إلى هذا الوقت هو العقل الإلكتروني أو الشاشات الكرستالية وأجزاء صغيرة في بعض الكمبيوترات المتطورة التي تحتوي على قطع من الكريستال. ما علاقة الكريستال بالماء؟ وإن كان من الممكن تسجيل عبارات على ورق أو في قرص ممغنط في الكمبيوتر، أليس من الممكن تسجيلها في هندسة أرقى كجوهرة الكريستال؟ إن للكريستال قدرة في تسجيل المعطيات، من خلال تخزين طاقة النور الذبذبية باعتبار أن الكريستال تكثف لذبذبات على أنواعها عبر عصور طويلة، ويمكن للكريستال بث موجات الطاقة على مثال الكوارتز التي تستعمل في الساعات لتحديد مدة معينة كالثانية بالتقاط تموجاتها في الجو. لقد قرأت الكثير، وكتبت القليل عن حقيقة الذبذبة والأثير، ولكن يمكن أن نتعرف على الذبذبة والأثير في شكل الكريستال، لأنهما يتمظهران في مادة الكريستال في أشكال هندسية ثلاثية الأبعاد، عرفها البعض بالأشكال الأفلاطونية. لقد سلط أحد العلماء في اختباراته تموجات أنغام متواصلة على قطرة سائل، فظهرت التموجات في أشكال هندسية مرئية على شاشة المكبر داخل القطرة، تشبه الأشكال الأفلاطونية وتختلف الأشكال وعدد النقاط فيها حسب نوتة النغم ودرجة تذبذبه.(حسب الصور أعلاه) كما أن أحدهم أخذ كأس ماء ووضع في الجهة المقابلة للماء ورقة وكتب عليها (أنا أحبك) وكأس آخر وكتب على الورقة (أنا أكرهك) وعندما شاهد كريستالات المياه ظهرت الكريستالة نشيطة وجميلة في الكأس الأول،(حسب الصورتين أعلاة) أما في الكأس الآخر فظهرت مشوهة مكسورة حزينة(حسب الصورتين أدناه). وهكذا مع ذبذبات الصوت وذبذبات أفكار الشخص وروحة، وهكذا أيضا عند قراءة القرآن على الماء، فإنه يسمع ويرى ويدرك ما يدور حوله... فيعود المرء ويشرب نتاج أعماله وتأثيرها على الماء، فإما أن يشرب ماء حزينا وكريستالاته مشوهة، وإما أن يشرب ماء نشيطا وكريستالاته جميلة. لهذا السبب كان من هدي الرسل عليهم السلام، هو التسمية قبل الأكل والحمد بعد الأكل. هذا ويكشف علم الطاقة أن حول الإنسان هالة من نور، تزداد استنارة بإيمان وسلوك الفرد القويم، وينطفى نورها عندما يزداد صاحبها طغيان وعصيان، فيسود وجهه ويكون عرضة للأمراض والسحر، لأن هالته الأثيرية غير منيرة وغير قوية حتى تقيه من الشرور، إنما قراءة القرآن والعبادات تجعلها منيرة كالسراج المنير. لهاذا السبب فرض الإسلام الوضوء، وخصوصا في هذه الأيام، علينا تجديد الوضوء خمسة مرات في اليوم، لأن هالتنا منهكة ومتلوثة جدا بسبب الأجهزة الكهربائية والهواتف النقالة وتلوث البيئة، ولأننا أغلب الأوقات نعيش حال توتر وغضب، والوضوء هو تطهير البدن من الأوساخ، وتنظيف الهالة من السواد، وتجديد ذبذباتها، وكذلك لأن في الجهاز اللاإرادي يتكون من اثني عشرة مسار (قنوات طاقة) تتراوح قرط القنات من 15إلى 20ميكرون، وجدران القناة من غشاء رقيق، تمتلئ بمادة شفافة عديمة اللون، ومحاطة بالأوعية الدموية، وتخرج من هذه القنوات قنوات ثانوية تصل إلى الأعضاء الداخلية لتغذيها بالطاقة اللازمة. فبداية هذه المسارات من أطراف اليدين، وتنتهي بأطراف القدمين، الماء يغسل هذه البوابات الأساسية للطاقة... وهذا يرمز إلى تطهير القلب أيضا من كل المكدرات والسلبيات، لدخول محراب النفس والصلاة بخشوع... لهذا فإن الذنوب التي تعلق في الهالة الأثيرية، فإنها تتساقة مع قطرات المياه، لأن الماء يجدد الذبذبات، خصوصا عند البسملة عليه... وقس على ذلك سائر استعمالاتك للمياه. وبما أننا نعيش في وقت متوتر وحروب ودمار، وتحيط بالأرض هالة من السوداوية والسلبية، فعلينا أن نقول للمياه كلمات نشكر وجوده ، كأن نقول "شكرا لوجودك"، "إنني أحبك"، "أنت سر الحياة"، حتى تتغير تركيبته وتتجمل كريستالاته، ومع تصريف المياه داخل أنابيب الصرف الصحي، وخروجه إلى البحر، وتبخره في السماء، يحمل عباراتكم الإيجابية وتنزل رحمة علينا من السماء... لأن كل ما نفعله عائد لنا، فلوّن كريستالات المياه بالخير حتى يعود إلينا الماء بشيء من الإيجابية في هذا الزمن. هذا هو سر الماء، هذه هي الحجة والدليل والبرهان... وما أوتيتم من العلم إلا قليل. والله أعلم.
أحمد الفرحان
11-2008
| |||||||||
|