|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى |
|||||||||
الرؤيا الصادقة
هل نتأمل في أنفسنا وفي الرؤيا التي نراها في الأشياء من حولنا أو الحكم عليها، الله يقول في كتابه (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) ومن أكثر الأمور التي تحملنا الأوزار دون أن ندري وتكون سببا في تغذية التشاحن والوعي المنخفض فيما حولنا، هو حين نندمج ونتفاعل مع ما يحصل في عالمنا ونصرف طاقتنا الشعورية عليه أو ندينه أو نحكمه ونرجمه وبدون علم وبدون أن نملك الوعي الكافي في داخلنا، وأرى هذا كثيرا عندما أتأمل في حال المتفاعلين في الأحداث السياسية والإعلام، وترى هذا يؤيد ويستميت من أجل السيسي، وهذا يمقته ويحكم عليه، وكل هذه المصائب من الطاقة السلبية والحكم والتفاعل بدون وعي وعلم، لهذا طالما تكون رؤية الشهادة هي التي تكون بالبصيرة والبعيدة عن الحكم والتفاعل في أي شئ وقبل أن نعلم ونرى الحق، ولطالما تغيب عنا هذه الرؤية بسبب ما نتأثر به من صدمات عاطفية، ودينية والوطنية، أو العقد من النقص والاستكبار الموجودة في لا وعينا والمؤثرة على رؤيتنا أو ادراكنا، وخاصة في مجتمعاتنا العربية فترى العجب العجاب من الادانة واطلاق الأحكام والاخراج من الدين والملة وبدون أدنى درجة من الرؤيا والعلم. نرى من الضروري والمحوري في زكاة قلوبنا وحصن أنفسنا من الضلوع في الاثم، هو في الحياد وعدم التفاعل في أنفسنا، والسعي الصادق لرفع وعينا وبذل الجهد في الوعي بانفسنا وتنقيتها مما تحمله من عقد أو عواطف وصدمات، والوعي بما نتأثر فيه من حولنا من وسائل الاعلام والسياسات والذي يتم بثه وترويجه خدمة لمصالح السياسات والانظمة العليا، وأثره على رؤيتنا وإدراكنا. من هنا نرى أن البصيرة هي رؤية الأمور بعمق وليس بما يظهر منها أو بظاهر الشرع، وعلى سبيل المثال عندما نسمع بشخص ملحد طالما يتم الحكم عليه أو ربما الشعور بالحزن عليه وعلى مصيره، ولكن لو تأملنا في بعض الأحيان، يكون هذا الإنسان أو الذي توجه للالحاد عنده وعي إيماني أو عنده يقين بوجود قوة إلهية وسنن كونية عادلة في هذا الكون، وكثيرا ما يكون حال بعضهم أفضل وأقرب للحق ممن يبرر الظلم باسم الدين أو يتمسك بمعتقدات وخرافات دون جوهر حقيقي في نفسه وحياته، وهذا الحال ينطبق أيضا حين رؤيتنا وحكمنا على الأمور حولنا، أحيانا كثيرة تكون الرؤيا التي نحملها ظالمة أو بعيدة عن الحقيقة، بسبب هذه الرؤيا الظاهرية والغفلة عن العوامل القدرية والغيبية في تسيير الأمور وقد نشعر بهذا الشئ عندما تسمع كلمة (كل هذا يحصل بسببك) أو عندما يتم تحميل الزوجة أو الزوج مطلق المسؤولية عن ما يدور من خلاف والرؤية بالرؤية السطحية للأمور ودون بعد فيها، لأنه وفي غالب الأحيان يكون أكثر من طرف يدخل في بث الطاقة السلبية، وانخفاض في الوعي في تعاملنا واختبارنا. الوعي المهم بالحكمة والرسالة التي نحتاج أن نعيها بسبب ما نشعر به من ألم ومعاناة، ودون أن نرى بالرؤية الضيقة المفصولة أو الراحة الوهمية من اسقاط الحق على الآخرين والغفلة عن دورنا المحوري فيما نعيشه ونختبره ونسعى إليه في حياتنا. مما يجدر ذكره أن هذه المؤثرات بشكل عام مثيرة للسلبية وغير طبيعية، ونحتاج الانتباه أنه كثيرا ما تكون ردود فعلنا على المؤثرات الخارجية أو على ما نراه من تجاوزات ليست ردود طبيعية ويكون هناك استفزاز أو إثارة شيطانية بعيدة عن النفور الذي ينبع من طبيعة النفس، وبسبب وجود برمجة معيقة وتروما أو صدمة نفسية تعيق عنا الوعي والرؤيا الصادقة للأمور والأحداث والشاهدة عليها، فترى أن التيارات المحافظة بشكل سلبي على العادات أو التقاليد وفكر المجتمع متشاحنة مع المنظمات الممولة خارجيا أو التي تدعي الحقوق والتحرر وكلاهما باطل وناقص، ومن المهم جدا أن ننتبه على ما فيه داخل أنفسنا وننتبه لهذا النزغ الشيطاني والغضب والاستفزاز الذي يتشكل من حال معين أو ضد إنسان وفكر معين لأنه يدلل بشدة على وجود برمجة خاطئة وإدراك ناقص، ونثق تماما أن اتباعنا لوجهة الله ورحمته، تكون أقرب لرؤية الشهادة واقرب للرحمة بانفسنا وغيرنا، والابتعاد عن النقمة والسخط على الآخرين مهما عظمت ذنوبهم أو اخطاؤهم، وتوجيه الطاقة والسعي في اصلاح الحال والاستغفار لأنفسنا، وإلى صلاح انفسنا وحالنا ورؤيتنا قبل اي شئ.
مقال معاد نشره
| |||||||||
|