Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى

 

 

المبررات العقلية وأبعادها

 

نحتاج أن ننتبه من مبررات الفكر والعقل والتي كثيرا ما نلجأإاليها (وكثيرا بشكل غير واعي) والتي ربما تكون منطقية ومقنعة لنا أو تحمل غلافا دينيا جذابا ولكن في حقيقتها تكون هروبا من اختبارنا، أو هروبا من مواجهة أنفسنا وما فيها، أو الحاجة إلى الرد الصحيح لما نتعامل معه ونواجهه في حياتنا، وهذه المبررات قد تأخذ أشكالا كثيرة منها مبررات المسايرة الخاطئة لنظام المجتمع أو التبني والانجراف للعادات وأنظمة الفكر الحياة فيه وبدون وعي وتفكر ونبرر أن أكثرية الناس تعيش هكذا أو تأكل وتتزوج بهذه الطرق، أو الأكثرية تؤمن بهذا وتقتنع بهذا، والغفلة عن أمانتنا الفعلية تجاه حياتنا ومعتقداتنا والطرق الصحيحة المنسجمة مع أنفسنا ولوجهة الله والتي ينبغي أن نعيش فيها، ومن هذه المبررات أيضا المبررات الروحية أو التي قد نتذرع بها عقليا لتغطية ضعف وعجز معين في أنفسنا، كأن نتذرع بظروف معينة صعبة أو حال عمل أو زواج، ونشعر بالحاجة الداخلية إلى اصلاح وتغيير هذا الحال والحاجة إلى التعامل الصحيح معه، ونبرر بأن هذا قدرنا ونصيبنا،  أو نغفل عن أمانتنا فيها والدور الذي ينبغي في صناعة قراراتنا ووجهاتنا واختياراتنا في الحياة وعلى ماذا نبنيها، ثم نبرر أن كل ما نواجهه من أقدار ومصائر هو بيد الله وليس لنا يد فيه، ومن المهم أن نعي أن كثيرا من الأوهام الفكرية والعقلية أو الحاجبة عنا لنور الوعي والمسار الصحيح الذي ينبغي أن نسيره تكون في كثير من الأحيان مدعومة ثقافيا ودينيا وتكتسب القوة والأثر على الناس بسبب الفكر الطاغي الموجود فيه وكثيرا ما يكون هناك دعم غير واعي لمبررات الصبر أو التواطؤ في الحياة والذي يكون في غير محله وبدون وعي ديني أو خطة ويقين متصل بالله في أنفسنا، وأحيانا كثيرة يحصل هذا مع مبادئ التسامح وصلة الرحم والتذرع بالتوكل على الله في غير محله.

الحاجة هنا تكمن إلى معرفة النفس والتعرف عليها ومراقبة ما فيها بوعي ورحمة والاشياء والحاجات التي تكون مختبئة في اللاوعي والتي نغطي عليها ونهرب منها باختلاق هذه الحجج والمبررات،  كالهروب من المواجهة أو التغطية على المشاعر أو الأوهام التي نشعر بها من الضعف أو العجز والفشل في أنفسنا،  وهذه خطوة أساسية في دك أسس هذه الحجج والمبررات التي نصنعها لانفسنا وحمل الأمانة الجادة فيها.

من هذه المبررات أيضا ما يتعلق بطبيعة النفس فقد أكره مجالسة الناس والتعامل معهم لاسباب معينة أحتاج أن أعيها وأبرر أن طبيعتي هي الوحدة أو الخجل أو أبرر أن طبيعتي هي الغضب أو أن الوضع مستفز ولا يمكن الصبر عليه ونتذرع بهذا ويكون في الحقيقة هناك دوافع داخلية خفية مثل الكبرياء أو تعليق النفس بالناس وأفعالهم وبناء تقديرنا عليهم، وفي أحيان كثيرة قد نقع في الأخطاء أو التعامل المؤذي وغير الرحيم مع الناس أو من نقوم عليهم، ونبرر لأنفسنا ذلك بحجة التربية أو حفظ النظام والتعليمات أو ستار الدين والقانون أو العمل من أجل مصلحتهم، وفي الواقع لا تكون أعمالنا صائبة وتكون منبعها حاجات نفسية من الظهور والفخر الاجتماعي أو حاجة للسلطة لتغطية ضعف في النفس، كما يحدث كثيرا من اشكال السلطة الاجتماعية والأسرية على الأولاد أو على الزوجة والتي تأخذ الاحترام والقبول الاجتماعي أو يعززها الفكر الثقافي والديني، وكذلك أشكال الكره القلبي ضد من يخالف الفكر أو المنهج أو المذهب الذي نحن عليه وتبرير ذلك أنه عدو لله أو إنه انسان منحرف أو مسؤول فاسد، والذي يحتاج منا كل هذا إلى رفع وعينا الانساني والديني ومعرفة الدوافع الخفية والحاجات المختبئة في لا وعينا.

 

 

مقال معاد نشره

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية