|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى |
|||||||||
الوعي الداخلي هو السبيل الحقيقي للشفاء والفلاح
نحتاج التأمل في الدوافع الكامنة والحاجات النفسية التي نبني عليها أنفسنا وتلعب في الخفاء خلف أعمالنا ووجهاتنا، حيث كثيرا ما تكون هذه الحاجات النفسية والدوافع مخزنة في خفايا اللاوعي، ولا نتنبه لها ولتأثيرها علينا والاثار التي تتركها على أعمالنا، والحاجة الرئيسية وهي الحاجة إلى رصد ومراقبة دوافعنا الخفية والحاجات المسيرة لنا ولأعمالنا، والمس أهمية هذا الموضوع في سبيل اثمار وفلاح أعمالنا والآثار الصالحة التي تنشأ منها، كأن نرى هذه الدوافع والحاجات النفسية من ترببة الأبناء وتنشئتهم بسبب الرغبة في تملكهم وبناء الطموحات الشخصية والدينية عليهم أو الحاجة إلى سد نقص والشعور بالنجاح عندما أريد منهم أن يكونوا صالحين أو ناجحين دراسيا وعمليا، ويكون منبع هذه التنشئة وهذا التأثير عليهم هو اشباع هذه الحاجة النفسية وهذا النقص في أنفسنا وليس المحبة الحقيقية التي تنبع من النفس التي تقبل الانسان توفر له البيئة المناسبة لما يكون والعمل والنية التي تنبع من المحبة واتباع وجهة الله في أنفسنا، وكذلك كثير من الأعمال التي تبنى على حاجات ودوافع باطلة كأن أكون معلما أو مؤثرا في الناس وتكون الدوافع المحركة هي رغبة التقدير والمدح، وكثيرا ممن يقومون بالأعمال الخيرية والانسانية كالداعمين للمعاقين أو مرضى السرطان أو الاحسان للفقراء ويكون العمل مبنيا على حاجة في نفسي من من الشعور بالتعزيز (أني انتصر للحق أو أعمل الخير) وهذا العمل يخدم هذه الحاجة النفسية ويصب فيها، أو تكون محبة للطرف الاخر ومبنية على حاجة في عدم الشعور بالوحدة، أو كوسيلة للتفريغ أو الرغبة في افراغ المشكلات مع هذا الصديق، فعلى سبيل المثال عندما أرغب في التعليم أونصيحة الناس وقول كلمة الحق ويكون الدافع هو تلقي التقدير والحاجة إلى المدح والاهتمام، فطاقة هذا الدافع الباطل من الرغبة الكامنة في المدح والتقدير ستؤثر على أعمالي وتصب في النية التي أضعه فيها، وبالمثل عندما يكون الاحسان إلى الناس، حيث هناك فرق شاسع ما بين أثر العمل الذي يأتي من الرحمة ومن الأثر الذي يأتي جراء الحاجة النفسية وسد النقص في النفس وتعويض حاجة النفس من الشعور بالمحبة أو التقدير والاهتمام بطرق ملتوية وغير كافية ودائمة، حيث كثيرا ما نظلم أنفسنا ونؤثر سلبا على هؤلاء البشر بمشاعر الاشفاق والحزن التي تتولد في أنفسنا تجاههم وتعزيز المشاعر السلبية من العجز أو الدونية التي تتشكل لديهم بشكل غير واعي، وهذه الحاجات التي تؤثر بشكل حقيقي على إثمار أعمالنا وعلى عطائها، ومن هنا حيث نحتاج إلى معرفة النفس ومعرفة مافيها في سبيل تزكية دوافعنا، وفك العقد أو النقص الذي يؤثر بشكل لا واعي علينا وعلى أعمال. طالما يكون الشئ الذي ينبع من داخلنا ومن حقيقتنا له صبغة مختلفة تماما وهو الذي يحمل صفة الصدق وليس الذي نتظاهر به أو نفرضه على أنفسنا، فعلى سبيل المثال أريد أن أعمل مقابلة للعمل وعندي حالة من الخجل وضعف الثقة في النفس، واستمع إلى خبراء التنمية الذين يحفزون ويحمسون من أجل أن تثق بنفسك في سبيل تحقيق أهدافك، وتكون ثقة مفروضة من الخارج وليس كما تكون ثقة حقيقية وتنبع من النفس وأشعر بها من داخلي ومن حولي يشعرون بها ويتحسسونها، أو أشعر بالتحفيز لفترة من الوقت ولكن لا البث أن أعود للوضع الطبيعي واختبر هذا الخجل وضعف الثقة مرة أخرى لأن أصل الاضطراب لا يزال موجودا، ومثله تماما عندما نتظاهر أو أفرض على نفسي احترام الآخرين أو المخالفين ولا تكون صادقة بسبب وجود مشاعر مضعفة في الداخل من الدونية أو الاستكبار على الآخر بسبب الدرجة أو المنصب أو الطائفة التي أنتمي اليها، ويكون وعينا بالجذر الداخلي للمشكلة أو الاضطراب هو السبيل لشفائه شفاء حقيقيا، وعلى سبيل المثال هذا الخجل الاجتماعي أو الضعف التعبير عن النفس لا يحل بالتظاهر بأني واثق في نفسي أو تحفيزها مؤقتا، أو هذه الرؤية المشوشة للناس والاستكبار في النفس، ولكن يتم تغييرها تلقائيا ويحل محلها رد طبيعي وتكون هذه الثقة محصلة تلقائية من النفس وتأتي عند رفع الوعي الروحي، والوعي بأمانة النفس الذي يجعلني أرفع قدر النفس واستحقاقها، وهنا أحتاج أن أتأمل في نفسي لماذا أشعر بهذا الشعور، وما هو السبب، وهل أمانتي لنفسي وحياتي تتطلب مني أن أكون ضعيفا هكذا، والتفكر بما سيضيع مني، ويعيقني عن العمل بما يرضي قلبي وضميري، ويعيقني عن الوجهة السعيدة والمسار السليم الذي ينبغي أن أكون عليه إذا بقيت على هذا الحال، وفي سبيل شفاء أي حالة اضطراب نختبرها من المهم اشعال لحظة الصحوة واليقظة في أنفسنا والوعي بزيف الخوف والوهم الذي يؤثر علينا. في هذا السياق أيضا، تابعت دورة لـ(محمد كيلاني) وهي مسجلة بالفيديو في موقعه على اليوتيوب، تدعى (الرايك) وكتاب له على موقع سوق الاصحاب (every thing is atruma) وأشعر أنها ملهمه جدا ونافعة في مجال العلاج النفسي عن طريق العودة إلى الصدمة البدائية أو الطفولية التي تنشأ الاضطراب أو الخجل أو اضطرابات الشعور بالذنب أو جنون العظمة عند البعض، وأيضا طريقة العلاج التي تبني على وضع حجة منطقية أولا لتخفيف حدة المقاومة العقلية عند المصاب بالاضطراب، ثم السعي للبحث عن الصدمة الأولية التي أنشأته، وارجاع المريض إلى نقطة ما قبلها حيث كان هذا الخوف أو هذه الصدمة لم يعني شيئا له في حياته وارجاع استشعارها، وأشعر أن هذه الدورة ملهمة حقا وتعالج الجذور وليس كالنظام المتبع في الطب النفسي أو التنمية البشرية اليوم.
مقال معاد نشره
| |||||||||
|