Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى

 

 

أنا في قلب الله

 

في كتاب جبران خليل جبران الرائع، والذي يحمل عنوان النبي، يقول في احد فقراته:

أما أنت إذا احببت فلا تقل: "إن الله في قلبي"، بل قل بالاحرى: "أنا في قلب الله".

هذا الكتاب الذي يطفح بالحكم المواعظ التي تحتاج منا النظر والتأمل والشرح، حيث يتركها جبران دون اي تفسير، تركها غامظة، تخاطب أعماق الانسان دون ان تحاكي فكرة! ولكن هذا ما يجعل قراءة كتابه "النبي" متعة، حيث أكرر قراءته مرارا وتكرارا...

لنتأمل في العبارة المقتطفة من كتابه، (أما انت إذا أحببت فلا تقل:إن الله في قلبي، بل قل بالأحرى:أنا في قلب الله)، وهنا نسأل لنتفكر ونتأمل، هل يجب على المرء أن يكون محبا حتى يقول الله في قلبي؟ ليس جميع الناس يشعرون بالمحبة حتى يستطيعون قول ان الله في قلبهم.. ان يشعر المرء بالمحبة يعني انه وصل إلى مرتبه عالية من السمو الروحي حتى يشعر بالمحبة.. وإن شعر بالمحبة يستطيع ان يقول أن الله في قلبه او انه في قلب الله..

أما القضية الثانية التي يطرحها جبران يمكن ان نناقشها بطرح الاسئلة التالية: أي إله في قلبك؟ وهل يسع قلبك آله السماوات والأرض؟ هل قلبك عظيم إلى هذه الدرجة حتى يحيط بما هو اعظم وما هو أكبر؟ من أنت في نهاية المطاف حتى تحمل الله في قلبك؟ من أنت في نهاية المطاف حتى تختار ان تحمل الله في قلبك أم لا تحمله؟ الله في قلبك يعني أنك امتلكت الله وصار في يدك تتحكم به وتجعله في قلبك وتخرجه منه... من هنا تبرز قضية الأنا التي نعيشها جميعنا... انا متدين واحب الله، والله في قلبي... قد يكون الله في قلبي انا وليس قلبك أنت... قلبي أنا افضل من قلبك لان الله في قلبي وليس في قلبك أنت.... هنا برزت قضية الأنا من جديد عند المقارنة بين قلبي وقلب صديقي!

لهذا يوصينا جبران بألا نقول الله في قلبنا، بل بالاحرى نقول بأننا نحن في قلب الله. لان الله واسع، وعظيم وكبير، يستوعب ويحيط بالصغير والبسيط الذي هو انا وأنت... الله يسعنا جميعا كما هذه الأرض تسعنا جميعا، ومن هنا تختفي قضية الانا، ونصبح متساويين في رحاب الله..

دعوني ابحر أبعد من هذا وأقول، بان الدين الحقيقي هو ان نكون متساوين في رحاب الله، ليس هناك أحد أفضل من أحد امام الله... فحينما يكون الله في قلبي، بالطبع سيصير قلبي جنة، ولكن الحياة الواقعية قد لا تكون جنة لان الله ليس فيها بل في قلبي المؤمن به فقط.... ولكن ماذا لو كنا جميعا في قلب الله؟ ستكون الحياة الواقعية جنة، بما فيها قلبي وقلبك... بيتي وبيتك... غرفتي وغرفتك!!

فتأمل مرة أخرى في العبارة التي كتبها جبران:

أما أنت إذا احببت فلا تقل: "إن الله في قلبي"، بل قل بالاحرى: "أنا في قلب الله".

 

 

 

أحمد الفرحان

4-8-2016

مقال حصري

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية