|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى |
|||||||||
من له عين ليرى فسوف يرى
دائما ما يستخدم عيسى المسيح العبارات التالية: "إذا كانت لديك عين لترى، فسوف ترى" "من كان لديه إذن ليسمع ، فسوف يسمع" إنه يتحدث مع تلاميذه، الذين لم يكونوا صم ولا عم، وكانوا يسمعون ويتحدثون ويمشون كباقي الناس... بل اختارهم لأنه وجد فيهم ما لم يجده أحد فيهم... ولكن لماذا كان يكرر هذه الجمل ويختارها عندما يبدأ كلامه معهم؟ ولماذا يستخدم الأمثال لباقي الناس؟ وماذا يعني بكلمة (إذا) إذا كانت لديك عين لترى، فسوف ترى..؟ إنها عبارة عظيمة في حديثه... لأن الناس يبدو بأنهم يملكون هذه العين النافذة، والأذن المصغية التي يمكنها أن تختبر الحقيقة... وهذا المظهر خطر جدا، لأنه يلبس الحقائق على الآخرين وعلى الشخص نفسه.. فيصدق بأن لديه هذه الحواس المليئة بالحياة، وهو غير ذلك أبدا. عيسى المسيح، كان يريد لتلاميذه أن يدخلوا في حوار باطني بين أنفسهم، ويتأكدوا من ذلك، هل لدي إذن وعين وحواس كما يجب حتى اختبر الحقيقة؟ أم إنه علي أن أعيد أحيي حواسي من جديد حتى يمكنني أن اختبرها؟ هل رأيت مرة إلى شيء ما دون أن تفكر؟ دون أن تقارن أو تفسر أو تتشتت أو يأثر شيء ما خارجي؟ هل رأيت مرة إلى زهرة دون أن تستخدم عقلك؟ لأنه دائما ما تنظر إلى شيء ويصدر عقلك أحكاما وقرارات، فتنظر إلى زهرة فيقول عقلك "إنها زهرة.. ما أجملها" وما إلى هناك من أحكام سلبية وإيجابية. إن اللحظة التي تقول عن الزهرة "إنها زهرة، ما أجملها" فإنك تفقد التواصل مع هذه الزهرة وتوقف النظر لهذه الزهرة، سوف تأخذ صورتها وتضعها مع باقي الزهور التي رأيتها في الماضي ، وتضعها في ملف داخل عقلك. وهنا تكون قد وضعت طبقات على عقلك وعينك، فتحجب الرؤية الحقيقة للزهرة وجمالها...
اللغة هي
الكلمات التي يثيرها
وتثير العقل، منه
وإليه. أنظر إلى الزهرة ولا تقول "إنها زهرة .." أو "إنها جميلة.." فقط ليتلاشى حضور عقلك، وليتجلى أمامك الجمال. لهذا، أراد المسيح أن يكون حضور العين هو النظر فقط ، حين تختفي العين ويبقى النظر، حين يختفي الإنسان ويبقى الانتباه والنظر موجود .. حينها يمكن له أن يشاهد الحقيقة. " إذا كانت لديك عين لترى، فسوف ترى " العين لا تحكم على الحقيقة ولا تفسر ولا حتى تؤمن بها ، إنها فقط ترى وتنظر وتشاهدها فقط ، وتعيش من خلال النظر إليها.
ولهذا يقال بأن الفن من أجل
الفن...
لا تستخدم
اللغة وأنت تنظر إلى الزهرة، لأنك لا تحتاج إلى كلمات، ما الفائدة من ذلك؟
لهذا،
فإذا كانت لديك عين لترى، فسوف ترى. هذا هو التأمل ... صلاتك التي لا تنطق بها
| |||||||||
|