|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - الحكيم أوشو |
|||||||||
تناقظ الأفعال
حينما يكون العمل تاما كاملا في ذاته، فالطاقة لن تقل أو تنقص. حينما قلت ذلك، كنت أقصد أن الفعل ليس تاما كاملا حينما ينقسم، حينما نقوم به ونحن في تناقض وصراع حياله. حينما تنقسم وتتناقض أفكاري، فتصرفاتي لن تكون كاملة أي غير تامة. حينما التقي بك، وأضمك إلى صدري، وفي هذه اللحظة هناك جزء في عقلي يقول لي: "لماذا تفعل ذلك، فهذا غير مناسب". وفي الوقت نفسه يقول جزء آخر: "سوف أفعله ذلك، لأن ذلك جيداً"؛ حينها سأكون في صراع بين الشقين المتناقضين داخل عقلي. أحاول أن أمنعك في الجانب هذا، و أحاول أن أدفعك في الجانب الآخر، أي أن أقوم بسلوكين متنافرين في الوقت نفسه. حينما أقوم بهذين الفعلين المتناقضين، طاقتي الفكرية والروحية سوف تتضاءل. حينما أحتضن أحد ما، يجب أن أحتضنه من كل قلبي، من دون أي تناقض بالتصرفات أو الأفكار. فلن يكون هناك سبب لتضاءل الطاقة. والعكس تماما، حينما يكوني ضمي لك كاملا من كل قلبي، فسوف تزداد طاقتي، وسوف أتنعم بفرح عظيم. وهكذا مع كل الأعمال التي أقوم بها يوميا. الطاقة تتبدد وتتضاءل من التناقض والتباين... حينما ننقسم من الداخل، وعيش حالة أشبه ما تكون بانفصام الشخصية، نقوم بأفعال ونناقضها في الوقت نفسه، فإن الطاقة تقل وتضعف فينا. مهما كان العمل الذي سنقوم به نبيلا، طالما أن هناك تناقض باطني فينا، فإن الطاقة تستمر بالضعف والخسران، وكأنك تقاتل نفسك، كما لو كنت تبني منزلا، فتبنيه بيد، وتهدمه باليد الأخرى. هكذا يتم خسارة الطاقة، كما إن البناء لن يتم كاملا ولن يتحقق. هكذا نقسم أنفسنا داخليا إلى أجزاء متناقضة ومتضاربة مع بعضها. إذا أحببنا شخص، فإننا نكرهه أيضا. إذا رافقنا أحد ما، نكون أعدائه أيضا. إذا مزحنا مع أحد ما من جانب، فإننا سوف نسخر منه من جانب آخر. لهذا نحن مزدوجين التفكير والشخصية طوال الوقت. وهذا ما يجعلنا نفقد الطاقة رويدا رويدا، حتى تضمحل كلها وتختفي. وهكذا يقتل الإنسان نفسه. حينما تتقصى حقيقة هذا الأمر. سوف تجدها وتفهمها. حينما تشرع بعمل أي شيء، إذا كنت منهمك فيه، بل وتعيش العمل كما هو.. سوف تغدو أكثر انتعاشا وحيوية. والعكس، إذا قمت بعمل من دون اخلاص، سوف تشعر بإرهاق أكثر، وكأنك قد تحطمت من ذلك الفعل. لذا، الذين يقومون بعملهم بإخلاص تام، الرسام منهمك بلوحته، والمصور بصورته وآلاته، لن يصبحوا متعبين أبدا. سوف يعودون من عملهم الذي قد تم انجازه كاملا وهم يشعرون بحيوية ونشاط ورضا. ولكن حينما نجبر الرسام نفسه بأن يرسم، سوف يعود من العمل وهو مرهق تماما، لأن عقله ومزاجه بكليته ليس في العمل الذي أجبرناه عليه. لذا من الأفضل ألا نجعل أي جزء من عقلنا يقف ضدنا، لأن ذلك سيجعل طاقتنا تضمحل.[1] إن ما أقصده بالفعل التام والكامل ليس لنشاط خاص معين، ولكن لكل النشاطات وكل عمل تقوم به. حتى الأعمال الروتينية: كالأكل والاغتسال والنوم. حينما تغتسل، فقط اغتسل، ليكون تفكيرك فقط في الاغتسال، ليس عليك أن تفكر أو تفعل أي شيء آخر، انخرط كليا في الاغتسال، عيش لحظة الاغتسال بكاملها، ولا تجعل فقط جسدك هو من يغتسل، بل حتى روحك. وبعد أن تنتهي من الاغتسال سوف تدرك أنك أنجست شيء ما، وأنك اكتسبت شيء. ولكن هذه النتيجة مستحيلة حينما تغتسل، ورجلك في دورة المياه وعقلك في المكتب، وقلبك في الشارع.. سيكون الاغتسال كئيبا لا يثير فيك أدني درجة من السرور أو البهجة. هذا الاغتسال سيكون منقسما، غير كامل، ناقص؛ ما تقوم به هو أنك تجعل الماء يتساقط على جسمك ليس إلا، و أنت تسابق نفسك لتعمل شيء آخر. فحينما تنتهي من عمل منقسم كهذا، فسوف تشعر أنك خسرت طاقتك. هذا الأمر يحدث في كل لحظة، طوال أربع وعشرين ساعة!! حينما تكون مستلقيا على السرير، ولم تنم بعد. يمكنك أن ترتاح إذا كنت مستلقيا على سريرك فقط دون أي سلوك آخر. ولكننا بكل بساطة نكون مستلقين على السرير ونحلم، نكون مستلقين على السرير ونفكر، نكون مستلقين على السرير ونتقلب، وفي عقلكنا آلاف من الرغبات والأماني نفكر بها... نفكر فيما فعلته اليوم، وماذا سنفعل غدا، وإذا كنت بهذه الحالة، فحينما تقوم من السرير وأنت لازلت مرهق وتعب. حتى لو أغمضت عينك ونمت، لن ترتاح، لأنك لم تنام بشكل كاملة تامة من دون أي شيء آخر.. لم تنام ببساطة، بل عقلك كان يعمل هنا وهناك، ويفكر بالأمس والغد، ولم تعيش لحظة النوم والراحة بكليتها. واحدة من أكثر مشاكل العالم حيرة تتعلق بمستقبل النوم. إنه يتناقص يوم بعد يوم. إنه يتضاءل حتى يختفي تماما، لأنك لن تنام إلا إذا نمت بشكل كامل وتام. ولكن كل أفعالنا مقسومة وغير كاملة طوال الأربعة وعشرين ساعة. كيف لأفعالنا أن تصبح كاملة وموحدة، فحينما ننام فإننا نقسم هذا الأمر حينما نفكر بأمور أخرى ليس لها علاقة بالنوم أبدا. ليل ونهار. إننا ننام ليلا وفي الوقت نفسه نفكر بأعمال النهار. وغدا سيكون متشابه مع اليوم ومع الأمس. الحياة مستمرة باتجاه الدمار الكلي. لم يعد بمقدورنا أن ننعم بحياة سليمة،طالما أفعالنا التي نقوم بها ليس فيها أي شكل من أشكال الإخلاص والمحبةوالعبادة. أتى إلي صديقا مؤخرا. والذي أوصله إلي أخبرني أن هذا الشخص حاول الانتحار خمسة مرات حتى الآن. قلت له: يبدو عليه أنه رجل رائع. يبدو أنه يقوم بجهود وأعمال غير كاملة أو تامة. إنه من الصعب تصديق أن ذلك الشخص لا زال على قيد الحياة بعد محاولات الانتحار الخمسة. لماذا نحتاج للموت، للانتحار حينما نعيش الحياة بشموليتها ؟ هذا الرجل حاول أن ينتحر خمسة مرات سابقة. قلت له: "عليك أن تخجل من نفسك.. لا تكرر محاولاتك ثانية، فخمسة مرات كافية جدا" ولكن ما الذي يعنيه في ذلك، شخص حاول الانتحار خمسة مرات وفشل فيها ؟؟ هذا يعني أن هناك جانب ما في شخصه يريد أن يحمي نفسه، وهو حاول أن يموت أيضا. من جانب آخر من يستطيع إيقاف شخص آخر عن الموت ؟؟ كيف يمكن للاخلاص أن يوجد في الموت طالما أنه لم يكن موجودا في الحياة؟؟ كما أنه عندما لا يوجد اخلاص في الموت فلن يكون هناك إخلاص في الحياة. ستكون الحياة بكاملها كذبة.لذلك قلت لهذا الشخص، أن عليه أن يخجل من نفسه. كان عليه أن يموت من أول محاولة انتحار. ثم زارني بعدما حاول الانتحار للمرة السادسة. قلت له لا تكرر المحاولة مرة أخرى، عليه أن تؤنب نفسه. كان متعجب جدا، فقد وجد أني استطعت اقناعه بعدم الانتحار. قال لي: "من أي نوع من الرجال أنت ؟ فكل من تحدثت معه لكي يقنعني، يقول لي أن الانتحار أمر سيء جدا". قلت له :"أنا لم أقول أن الانتحار أمر سيء، أنا قلت أن كل شيء مبتور – غير مكتمل، غير تام- سيء" إن أردت أن تفعل أي شيء، افعله بكل اخلاص. استمر الرجل بالتحديق في وجهي بعض الوقت، ثم قال: "أنا لا أتمنى الانتحار، بل أتمنى أن أعيش، لكني أتمنى أن أعيش حسب مزاجي ومبادئي، وإن لم يتقبلها الآخرون، فسوف أقدم على الانتحار".. لذا، فهو يريد أن يعيش، ولكنه يريد أن يعيش حسب مبادئه وشروطه.. إن حيا، فإنه سيحيا كما لو كان ميتا، وحينما يموت، سيموت بائسا، يتمنى أن لو كان قد حيا سعيدا في أيامه السابقة. هو من اللذين لا يستطيعون أن يحييوا الحياة بكاملها، والذين لم يستطيعون أن يحييوا الحياة بكاملها فلن يستطيعوا أن يموتوا موتا كاملا، سوف يكونون أشخصا محطمين بائسين. نحن كلنا ننتمي لهذه الفئة. ليس هناك فوارق كبيرة بيننا كلنا. نحن نقوم بهذا نفسه. لا نحب الشخص حينما نقول أننا نحبه، لأننا في الصباح نفكر بالانفصال. ثم من جديد، نسعى لأن نكون له، بعد الظهر، نسعى للتسامح منه. وهكذا في الصباح نفكر بشيء، ثم ننقض ذلك الشيء في الليل. كنت موجودا في أحد المنازل. كان هناك اثنان من الأزواج، قد جهزوا وثيقة الطلاق مسبقا، إنما لم توقع بعد. لقد رأيتها بعيني هاتين. الزوج قال لي أن الوضع يصبح سيء بينهما عدة مرات، وهو يقدم على التوقيع على الوثيقة. وكان على استعداد تام لذلك. أخبرته أنا أنه ليس هناك ضرر إن تم توقيعها، ولكن جعل الوثيقة جاهزة هكذا فهو أمر خطر جدا جدا. هل هناك معنى من وجود الوثيقة ؟ والتي تزعم أن المرأة هي التي دفعتك للطلاق وهي كانت مستعدة لذلك ؟؟ ليس هناك معنى على الاطلاق. هي لازالت زوجتك إلى هذه اللحظة. أجابني الزوج: "هذه الوثيقة ظلت جاهزة طوال السبع سنين الماضية، ليس هناك أي جديد في ذلك"!! هذا الصراع الذي بين المتناقضات يسبب تضاءل الطاقة واستبدادها. سوف أخبرك بقصة قصيرة من أجل أن أشرح النقطة هذه. سمعت سابقا أن هناك مبارز مشهور في اليابان. ليس هناك أحد في اليابان يمكن مقارنته به من ناحية قوة المبارزة بالسيف. بلغت شهرته بلدان عديدة. وفي أحد الأيام، علم أن حارسه الخاص قد وقع بحب زوجته. اعتقل كلا الاثنين، الحارس وزوجته. فقال المبارز للحارس: "عقلي يخبرني أن أقطعك بالسيف، ولكنك أيضا تحب زوجتي، لذا سيكون من المناسب لنا أن نتبارز ومن ينتصر في النهاية يكون زوجها". قال الحارس له: "لماذا تريد أن تلعب هذه اللعبة، يمكنك أن تقطعني من دون هذه المبارزة، لأنني سوف أموت على أي حال، ولأني لا اعرف كيف امسك السيف حتى، كما أن ليس هناك رجل مبارز أقوى منك في هذا العالم، لماذا تجعل مني أضحوكة حينما تعطيني فرصة المبارزة بالسيف ؟؟" لكن المبارز قال: "هذا يمكن أن يشوه سمعتي الطيبة عند الناس" إنه يقصد بأنه (إذا قتلتك من دون أن أعطيك فرصة لتتحداني ولتدافع عن نفسك، سيشوه هذا السلوك سمعتي الطيبة في الميدان، لهذا خذ سيفك وأدخل الميدان) لم يكون هناك خيار آخر للحارس، نظر إلى السيف.. حمله.. ثم دخل الميدان بعصبية. كان الشعب كله متجمع هناك. كانوا يعرفون أن المسكين سوف يقتل من أول ضربة يضربها ذلك المبارز المتمرس بالمبارزة. ولكن كان الموقف عكس ذلك تماما. فحينما بدأ الحارس بالمبارزة، بدأ المبارز يفقد شجاعته. لأن الحراس بدأ بالمبارزة و هو مرتبك، فلايعرف كيف يحمل السيف أو كيف يقاتل به. ثانيا، وجد من الصعب أن يقاتل الحارس لأنه يحمل سيفه بطريقة غير صحيحة، كما أن المسألة كانت مسألة حياة أو موت بالنسبة له. ولكن بالنسبة للمبارز فهي عبارة عن مجرد لعبه، باستطاعته أن يقتل الحارس و يقطعه بسهولة. ولكن بالنسبة للحارس فهي مسألة حياة أو موت. لقد غدا رجل مختلف ما إن حمل السيف. المبارز ركع أمام الحارس و طلب الصفح منه !! وأخبره كيف كان يحمل السيف باتقان. كان من الصعب على الحارس أن يتوقف. قطع الحارس الشجرة المجاورة منه. تحرك المبارز إلى جانب آخر و ركع، و لكن الطاقة التي تهيجت في الحارس لم تتوقف حتى عندما قطع الشجرة المجاورة. ثم عندما سأل نفسه عما حدث له، من أين له هذه الطاقة، وجد أن الموت كان مؤكد، لذا عليه أن يستخدم السيف جيدا قبل الموت. ليس له مفر من ذلك. كان للمرة الأولى في حياته يندمج و يتوحد مع الحدث و اللحظة. وجد أن الموت كان أمامه، و هذه هي الفرصة الأخيرة له لأن يعمل ما يجب عليه. لم يكن يفكر بماضيه، ولا مستقبله ولا زوجته. تدريجيا، غدا ينسى كيف و أين يده و السيف الذي يتحرك. كذلك لم يعد يسمع الناس الذين يهتفون و يصرخون من بعيد. انخرط الرجل تماما في اللحظة، وفي الفعل. والفارس قد تعلم في يوم ما أن المهارة تكمن في الاندماج الكلي في التصرف و في اللحظة. كان لديه مهارات كبيرة، لكنه لم يكن ذا جودة عالية في ذلك، لأنه كان القتال بالنسبة له فن. إنه يؤمن بأنه كيان مستقل بينما يشهر سيفه في المبارزة، و يكون طوال الوقت حريصا على ألا يتضرر. ثم قال الحارس، أنه ليس هناك أهمية في أن أكون سليما أو لا أكون، أنا أريد فقط أن أوريك كيف تمارس المبارزة. هذا ما أعنيه بالفعل الكلي الموحد by total action، حمل السيف، وبدأ بكليته، وأصبح خبيرا. لماذا؟ لأنه حقق شيء ما لليوغي، ما يعني الاستخدام الكلي للطاقة. حينما يكون الشخص كليا واحدا مع نفسه، يحقق هذا، يصبح متحد، مندمج، كاملا مع ذاته. عندها لن يحدث تقسيم. حينما يمارس أحدهم الحب، ليمارس الحب فقط، حينما يغضب، ليغضب بكليته، حينما يكون خلفه أعداء، يفكر فقط بهؤلاء الأعداء. عندما يكون الشخص مشغولا بكليته في أي عمل، فلن يفقد طاقته. ومن المثير للاهتمام، حينما يتوحد الشخص بأي عمل يمارسه، تدريجيا يصبح من المستحيل والصعب أن يغضب، لأن طاقة الغضب عنده قد احترقت تماما، ومن ثم يصبح من الصعب أن تعيش فيه عدائية أو كراهية أو غضب. سيكون لدينا غضب طالما أننا نفعل كل نشاطاتنا في فتور دون اتقان. حينما تكون أفعالنا كاملة وتامة، ستكون حياتنا مليئة بالحب. حينما تكون أفعالنا كاملة، ستكون حياتنا مليئة بالصلوات. في يوم ما ستنتهي مهمتنا في حياتنا، ويبقى الله الحقيقة الباقية أبدا لنا. حينما تكون الوحدة -التوحيد- في داخلنا، سنرى التكامل والوحدة في الخارج. ومادام هناك ازدواجية في الداخل سيكون هناك ازدواجية في الخارج. لقد سمعت قصة. كان يسوع يمشي في المدينة. حصل هذا في اليل، ورجل ما في المقبرة كان يظرب صدرة، ويحك جسمه في الصخر وهو ينزف. اقترب يسوع منه وسأله، لماذا يفعل ذلك. وأجابه الرجل: "انا افعل ما يفعله العالم" ثم كرر ما كان يفعله. كان جسده ينزف دما. كان يضرب رأسه، فسأله يسوع عن اسمه. فأجاب الرجل: "لدي اسماء كثيرة.. ليس لدي اسم واحد، لدي آلاف الأسماء". كان يسوع يقول هذه القصة في الكثير من الأحيان، أن رجل مسن قال لي أن لديه ألاف الأسماء، لأنني أنا عباره عن ألاف الأشخاص، أنا لست شخصا واحد. هناك ألاف الأشخاص في داخلنا. كذلك نحن لدينا آلاف الأسماء. واحد ما يحاول أن يحمي نفسه، آخر يتمنى التغلب على الآخر، والثالث يتمنى أن يمارس الحب، والرابع يتمنى الزواج، آخر يحب العيش، آخر يتمنى أن يبني صرح حجري فوق قبرة، وآخر يدخل المعبد، ثم يقول الآخر أن ليس هناك حقيقة، الله غير موجود، كل شيء باطل . في جانب ما، لدينا شخصية تضرب جرس المعبد، في الوقت نفسه يستهزئ الجانب الآخر من شخصيتنا ويضحك، ويقول ما هذه التفاهات التي تقومون بها ؟ ليس هناك نتيجة من الضرب على الجرس. ذلك الشخص كان محقا حينما قال أن لديه آلاف الأسماء -أي الأسماء يمكنني أن أقولها لك؟ أنا لست شخصا واحد. أنا آلاف الأشخاص المختلفين- حينما تكون لدينا أسماء كثيرة في داخلنا، تتنوع اتجاهاتنا، فتتشتت طاقاتنا. حينما يصبحون هؤلاء الأشخاص في داخلنا شخصا واحد، شخص متوحد كامل، سوف تتضاعف طاقتنا. مهما كان الشيء الذي تقوم به، قم به بالكامل، بكل قلبك. وحينما ينتهي العمل، شيء ما سوف يبدأ بالتراكم والبناء في شخصيتك. سوف تنجز العمل، وسوف يترك ذلك العمل وعي جديد يتراكم فيك. دائما ما يقول جورج ذورجيف أن الوحدة هي بلورة. حينما يقوم المرء بنشاط متكامل وموحد من كل قلبه، فسوف تتبلور في داخله أشياء كثيرة. التبلور هو ذلك التكامل والتوحد الذي يعطي ولادة جديدة للشخصية. إنه الولادة الجديدة للمرء. لقد شرحت ذلك مع نية أن تجرب ذلك. يجب أن نفهم ذلك، ونختبره عمليا لكي يثبت ذلك في وعيك. [1] الانهماك في العمل أمر ممتاز، لأن كل عمل عبادة، كما إن كل عمل فرصة ووسيلة للتأمل. ولكن قد يفيد تناقض الأفكار في عقلنا من جانب الجدل والنقاش والحوار، إذ من خلال الجدل والحوار يمكننا أن نقارن ونستنتج. لأن التناقض والجدل ديالكتيك، عمليات عقلية مفيدة. وهذا ما يسمى بالتفكر. أي تقليب الأفكار بالرأس، وطرح السؤال ومناقشته. لذا يمكن الاستفادة من الانخراط بالعمل والإخلاص به من جانب، ومن الجانب الآخر يمكن الاستفادة من تناقض الأفكار من أجل التقصي والبحث عن حقيقة أي أمر. كما يمكن تطبيقنا لفكرة (الإخلاص) التي تحدث عنها اوشو، حينما نتفكر ونجعل الأفكار تناقض بعضها، مع وجود المراقب (النفس/الانتباه/الوعي) لكي تقود هذا التناقض إلى بر الأمان، من خلال جعل الأفكار المتناقضة في ميدان التوحيد ولا يكون تناقض الأفكار هواية أو حرفة من دون غاية. كما أن التوحيد فوق المتناقضات كلها، هكذا يمكن أن نستفيد من تناقض الأفكار لنعرف الجانب المظلم والنوراني لأي أمر. (المترجم)
osho
| |||||||||
|