|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - الحكيم أوشو |
|||||||||
ماذا تعرف عن الكارما؟
إن قانون الكارما ليس
بقانون.. لقد تمنينا عبر قرون طويلة أنه إذا فعلنا شيئا جيدا سوف نحصد شيئاً جيدا في المقابل، وكان هذا أمل الانسانية في وجود عادل تماما. فإذا ما نظرت إلى الطبيعة فستجد فيها عده قوانين -والعلم بكامله هو من اكتشف هذه القوانين- ولكن العلم لم يقترب أبدا من اكتشاف أي شيء كقانون للكارين أو العاقبة! نعم، من المؤكد أن أي عمل نقوم به سوف يكون له نتيجة وردة فعل، لكن قانون الكارما يأمل بأكثر من ذلك بكثير. إذا قلت ببساطة أنه اذا قمت بأي عمل فسوف ينتج عنه رد فعل محدد، فمن الممكن أن تجد إثباتاً علميا لذلك. لكن الإنسان يتمنى أكثر من ذلك، فهو يتوقع بأن العمل الطيب لابد أن يؤدي إلى عاقبة طيبة، وبالعكس مع العمل السيء لابد أن تكون عاقبته سيئة. قد تعني لنا هذه الكلمة أمور ضمنية أخرى!
في البداية، ماهو الخير أو
الشيء الجيد؟
على القانون أن يكون
عالميا وكونيا!
حتما إن قانون الكارما ليس
بقانون علمي ولا جزء من أي نظام قانوني. إنسان متحير في ظلام حالكن يتلمس طريقه، يتمسك بأي شيء يعطيه قليلاً من الأمل والنور، لأن جميع ما تراه في الحياة مختلف تماما عن قانون الكارما. فقد ينجح رجل مشهور بالإجرام في الوصول إلى قيادة دولة بكاملها. أو بالعكس: قد لا يكون مجرم من قبل، ولكن عندما يصبح رئيسا لبلد ما يصبح مجرماً. لذلك فهناك أمور غريبة تحدث في الحياة: أفراد سيئون يصلون إلى مراكز جيدة، ويصبحون محترمين ومعظمين، ليس في حياتهم فقط بل يحمل التاريخ أسمائهم أيضاً.. التاريخ حافل بأسمائهم! غوتام بوذا، مهافيرا، كاناد، غوتام، لاوتسو، تشوانغ تسو، لوي تسو - لن تجد أناسا مثل هؤلاء في التاريخ ولا حتى على هامشه. اما أمثال الأسكندر الكبير، نابليون بونبارت، ادولف هتلر، تيمور لينك، نادر شاه، فيشكلون القسم الأكبر من التاريخ! التاريخ يكتبه المنتصرون! في الحقيقة علينا كتابة التاريخ بأكمله مرة ثانية، لأن جميع تلك الأسماء يجب ان تمحى تماما. حتى أننا يجب ألا نتذكرهم أبدا، لان تذكرهم قد يجلب أفكاراً شريرة بين الناس! إن الإنسانية الأفضل يجب ألا تعطى أي أهمية لتلك الأسماء حتى في هوامش صفحاتها، فليس هناك حاجة لذلك. لقد كانوا مجرد كوابيس، فمن الأفضل نسيانهم تماما حتى لا يلاحقوننا كالظلام. وعلينا أن نكتشف الأفراد الذين عاشوا على هذه الأرض وجعلوها جميله بشتى الطرق، الذين شاركوا الناس أفراحهم، ورقصاتهم وموسيقاهم وشاركهم في كل نشوتهم ومحبتهم، وكانوا مجهولين! وقد نسي الناس أسماءهم تماما! بالنسبة لي: بالتأكيد لكل عمل نتيجة وعاقبة، لكن ليس في مكان بعيد من الحياة المستقبلية. إن العمل ورد فعله متصلان معا، إنهما جزء من عملية واحدة. فهل تظن ان زرع البذرة وجني المحصول عمليتان منفصلتان؟ إنها عملية واحدة. ما أن تزرع البذرة حتى تنمو وتكبر، وفي يوم ما ستعطي البذرة الواحدة آلاف البذور. وهذا ما تسميه بمحصولك. إنها نفس البذرة التي انتشرت وتحولت إلى آلاف البذور. لم يتدخل الموت في ذلك، ولم تلزم أي مرحلة بعد الحياة.. هذا استمرار وتواصل متتالي فحسب. إذا الشيء الذي عليك تذكره: في نظرتي إلى الحياة، نعم، كل عمل لا بد ان يكون له عاقبة تالية، لكنها لن تكون في أي مكان آخر، ستحصل عليها هنا الآن. وعلى الأرجح ستحصل عليها في اللحظة نفسها. ألا تشعر بمتعه خاصة عندما تكون لطيفا مع احدهم؟ ألا تشعر بسلام داخلي وإشباع فائق؟ ألا تشعر بأنك مقتنع بما فعلته؟ هناك نوع من الرضى والارتياح العميق.
ولكن.. لا، فهذا مستحيل.. إنك بالتأكيد سوف تشعر بالحزن لأنك تصرفت مثل الأحمق، لأنك قمت بنفس العمل الأخرق الذي قررت مرارا وتكرارا عدم القيام به. سوف تشعر بتفاهة وحقارة هائلة في نفسك. ستشعر بأنك لست إنسانا بل مجرد آلة: لأنك لا تستجيب بل تنفعل. لقد قام أحدهم بعمل ما، استفزك فانفعلت معه.. لقد كان المفتاح فيه يديه وأنت رقصت وفق رغبته تماما، وبذلك كان لديه سيطرة عليك. عندما يشتمك أحدهم تبدأ أنت بالقتال، فماذا يعني هذا؟هذا يعني أنه ليس لديك أي مقدرة على عدم الانفعال... دائما تجاوب، لا تنفعل!
osho ____________________ المراجع: 1-أوشو- من كتاب (from personality to individuality)
| |||||||||
|