|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - الحكيم أوشو |
|||||||||
المقارنة
السؤال موجه إلى اوشو، إن تعاليمك تشبه كثيرا تعاليم "كريشنا مورتي"، ما رأيك في هذا؟ ليس لدي رأي حول ذلك. أولا أنا لا أعرف كريشنا مورتي، ثانيا عندما أقول شيئا ما فإنك تقارنه مع كلام إنسان آخر -من أشبه ومن لا أشبه- عندها لن تستطيع أن تستمع إلي، وستضيع وقتك في المقارنة. من المستحيل أن تتشابه الكلمات بين شخصين، لأنه عندما أقول شخصان، فهما غير شبيهين. إن الورقتان من نفس الشجرة غير متشابهتان. إن أي حجرين غير متشابهان. يمكن أن يوجد تشابه في بعض الكلمات أو قد يكون سطحيا جدا في بعض الأشياء، ولكن أي شخص في العالم مميز وفريد بحيث لا يمكن لأحد ما أن يشبهه تماما. إذا بدأت تقارن ما أقوله مع الجيتا "gita" أو كريشنا أو مهافيرا أو بوذا، فإن هذه المقارنة ستخلق نوعا من الاضطراب، ولن تكون كلماتي قادرة أن تصلك. لن تكون هناك علاقة مباشرة بيننا. لذلك أقول لك بأني لا أعرف، ولكن أقترح عليك أن تبتعد عن المقارنه وعن إيجاد أوجه الشبه والاختلاف، إن ذلك لمن يفيد أحدا. لكن هناك عادات شائعة تشكلت في حياتك، أحد هذه العادات هي المقارنة. إنك غير قادر أن تقيم شيئا من دون مقارنة، لا تستطيع استيعاب التقييم بحد ذاته دون مقارنة، وعندما تبدأ المقارنة يبدأ الخطأ. عندما تقارن بين الورد الجوري والليلك يبدأ الخطأ. الجوري جوري والليلك ليلك، والبنفسج بنفسج، الجوري ليس أفضل ولا البنفسج أقل شأنا، كل يعيش في تفرده وتميزه، لا أحد أفضل أو أقل، لا حتى يماثل أو لا يماثل. الإنسان يشبه نفسه ولا يشبه أحد آخر. عندما تبدأ برؤية هذا التفرد و التمايز بين الأشياء ستكون قادرا أنن تتوقف عن المقارنة. ولكن المقارنة أصبحت عادة راسخة لديك، حتى أنك تقارن بين الأطفال الصغار وتقول: "انظر، لقد سبقك الطفل الآخر، إنك متأخر" أنت غير عادل مع هذا الطفل، لان الطفل الآخر هو آخر، وهذا الطفل هو هذا الطفل. من المستحيل أن تقارن بينهما، إن وجود كل منهما مختلف عن الآخر، متميز وفريد في أصله، لا يوجد علاقة بين أي منهما. فإذن هي عادة متأصلة فيك. إن النظام التعليمي يعلمك المقارنة، بدون المقارنة لا تستطيع أن تقيّم. والنتيجة أنك لا تفهم أحدا أو أي فكرة بشكل مباشر، وتضع العديد من أفكارك حاجزاً بينك وبين الآخر. لذلك سأكتفي بهذا وأقول: لا أعرف مدى التشابه أو الاختلاف بين و بين كريشنا، لم أقارن أبدا، وأطلب منك أيضا ألا تقارن -سواء بيني وبين شخص آخر أو بيني أي شخصين. إن هذه المقارنة المستمرة: ما أوجه التشابه بين بوذا ومهافيرا، بين عيسى ومحمد، بين كرشنا و راماكرشنا؟ ماهي إلا مضيعة للوقت! لا سؤال حول التشابه أو الاختلاف، لان كل شخص هو ببساطة ذلك الشخص، ليس له علاقة بالآخر، ومن السخافة أيضا أن تقول "اختلاف" لأن عدم التشابه لا يعني الاختلاف. كل شخص فريد ومتميز بذاته، لا يوجد اثنان متشابهان في هذا الكون، ولا حتى حدث او تجربة تتكرر، لا يوجد للتكرار في الحياة، إن الحياة تتسم بخلق التجدد والتمايز دوما. لا داعي للمقارنة أو التقييم. عندما تستمع لـ كريشنا، عليك ان تستمع مباشرة، وإذا كنت تستمع الي عليك أن تستمع الي مباشرة. إذا كنت تستمع لزوجتك فاستمع لها مباشرة، إذا كان بينكما شخص ثالث تبدأ المشاكل والصراعات. لا داعي لشخص ثالث أن يحل بيننا، إن تواصلنا يجب أن يكون مباشر. عندما أقف أمام زهرة، وأتذكر الزهور التي رأيتها البارحة، وأبدأ بالتفكير حول الشبه والاختلاف بين هذه الزهرة وتلك الزهور، لن أستطيع رؤية الزهرة، إن ظلال أزهار البارحة ستقف بيني وبين هذه الزهرة وتمنعني من رؤيتها مباشرة. إذا أردت ان أرى هذه الزهرة التي أمامي، علي أن أنسى كل الزهور التي رأيتها في الماضي، إن وجودهم في هذه اللحظة غير عادل بالنسبة للزهرة. لا داعي أيضا أن أحمل ذكرى هذه الزهرة إلى الغد، فإن للغد أزهاره، وإلا ستقف هذه الذكرى بيني وبين أزهار الغد. لذلك لا تحضروا كريشنا مورتي إلى هنا. ولا تتوقع أن بإمكانك أن تضعني بينك وبين أي شخص آخر تستمع له، إن ذلك لن يكون عادلا لذلك الشخص. انظر إلى الحياة مباشرة، ولا تدع أحداً يتوسط يتوسط بينك وبينها. لا أحد مثلك أو يختلف عنك، فكل إنسان هو نفسه، وأتمنى أن يحقق كل إنسان ذاته. إنها قاعدة أساسية في الحياة أن يصبح كل شخص نفسه، ولكن حتى الآن لم تستطع أن تقبل ذلك، حتى الآن البشرية غير مستعدة لتقبل كل فرد كما هو. إنك تحاول ان تجعله كشخص آخر: عليه أن يصبح مثل بوذا، أو غاندي. إن ذلك إهانه مباشرة لتميّز وفردية كل شخص. عندما تقول لأحدهم: "كن مثل غاندي" تكون قد أهنته لأنه لم يولد حتى يصبح غاندي. إن غاندي قد ولد سلفا، فما الفائدة من غاندي جديد؟ عندما تطلب ذلك من احدهم فكأنك تقول بأنه لا يملك الحق أن يصبح نفسه، لديه الحق فقط بأن يكون نسخة عن شخص آخر، أن يقلد شخص آخر. إنه بذلك يتحول إلى نسخة كربونية فقط، ولن يصبح كالأصل أبدا، إن ذلك إهانة للإنسان! فإذن أنا لا أقول ان يصبح كل شخص مثل باقي الأشخاص، أنا فقط أقول بأن يصبح نفسه، عندئذ يكون العالم جميل. حتى الآن قد جربنا ان نرتب الأمور بحيث يصبح كل شخص مثل الآخرين، لذلك أنت تقارن وتفكر وتبحث. لا داعي لكل هذا ولا داعي للتفكير بهذه الطريقة أبدا.
osho ____________________ المراجع: 1-يلشث 2-سفاصقف
| |||||||||
|