|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - الحكيم أوشو |
|||||||||
تأمل الخوف من الفراغ
مارس هذا التأمل كل يوم قبل النوم مغمض العينين، مدة عشرون دقيقة. ادخل إلى فضائك الداخلي.. وكن حاضرا فيه.. تقبله. دع الخوف فيه يظهر أمامك.. يتصاعد أكثر.. تقبله وارتعش معه.. لا تبتعد عن الخوف الموجود فيك والمولود معك.. بعد ممارسة هذا الأمر مدة اسبوعين إلى ثلاثة، سيكون باستطاعتك الشعور بجماله، وببركته.. مجرد حلول البركة عليك، مجرد أن تلامس أطرافها كيانك سيختفي الخوف من نفسه.. ليس عليك مقاتلته لأنه سيتبدد بنفسه. اجلس راكعا على الأرض، أو بجلسة مريحة لك.. خذ رأسك بالانحناء للأمام.. قد تصل بك المرحلة أن يلامس رأسك الأرض.. اسمح لهذه الوضعية أن تأخذ شكلها الطبيعي.. ادخل إلى المنطقة الواقعة تحت السرة، كن هناك، تحسس بذلك المكان الذي لم تعرفه من قبل. سيكون عقلك خائف ومترقب لأنه قادم من مكان مختلف جدا، زائر لمكان مجهول غير معروف له، المكان الذي لا يستطيع العقل التعامل معه، لم يعرف أي شيء مثله من قبل، ولهذا هو محتار يريد أن يصفه، أن يحلله، أن يضع له تصور ما، شيفرة ما.. وإنما المعلوم هو العقل، والمجهول هو الله.. اللامعروف لا يصبح جزء من المعروف. وبمجرد أن يصبح اللامعروف جزء من المعروف لن يكون مجهول أو من الله. المجهول يبقى مجهول حتى لو اختبرته.. اللغز أو الأحجية لا تحل أبدا.. اللغز الحقيقي في ذاته، في جوهرة لا يحل أبداً، يظل لغزا للأبد. في كل ليلة اذهب للفضاء الداخلي، سيتواجد الخوف هناك، ستشعر برعشة، هذا طبيعي تماما، ومجرد أن تتقبله دون أن تقاومه أو تحاربه، فإنه سيقل مقداره تدريجيا ويظهر الابتهاج والتنامي شيئا فشيئا.. وبعد ثلاثة أسابيع سترى فجأة صورة لا توصف من الرحمة المتصاعدة، من الطاقة النورانية المنبثقة، من المتعة التي تغمر كيانك.. كما وأن الليل سينجلي للأبد وينتهي، وتشرق الشمس في الأفق.
osho
| |||||||||
|