في هذا العمل، نجد المنطق
والمنطق البديل، كما هي عادة جبران في أكثر اعماله.
ثلاثة كلاب يتحاورون، وكأن
لهم صفة انسانية. او قد نقول أناس عبيد، سذّج كالكلاب! يتحدثون عما
وصلوا إليه من درجات العلم والتقدم ورقي الفنون.. وباقي الرفاهيات التي
أصبحوا يتمتعون بها اكثر من آبائهم وأجدادهم.
قد يكون هؤلاء الكلام او
البشر، يحلمون أنهم في تقدم وازدهار.. ولكن، ما إن وصل مطارد الكلاب
فإذا بهم يصحون من حلمهم ويكتشفون أن "المدنية" التي كانوا يمجدونها
ويتمتعون بها اكثر من غيرهم، ما هي إلا "الرجل" الذي اخذ يطاردهم.
المدنية التي كانوا يتمتعون
بها صارت ضدهم تزعجهم. اوليس البشر الذي تؤسرهم المدنية وماديتها
ومظاهرها المبتكرة قد تزعجهم أحيانا كما زعج الرجل المدني مطارد الكلاب
الكلاب؟
ولولا التقدم الذي تمتعوا به
هؤلاؤ الكلام اكثر من أجدادهم لما كان لمطارد الكلاب وجود.. لأن "مطارد
الكلاب" مظهر من مظاهر المدنية، حيث لم يكن له وجود في سالف الأزمان.
ما الذي يريده جبران في
تصوير الكلاب بصفتهم الإنسانة، وربط الانسانية وصفاتها في ابتكار
المدنية بالكلاب في هذا العمل؟
أحمد الفرحان |