Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

السلم والحرب

 

 

كان مرة ثلاثة كلاب في الشمس يتدفّأون ويتحدّثون. قال الكلب الأول بلهجة الحالم: "إنهّ حقّاً لعجبٌ أن نعيش في هذا اليوم عيشة الكلاب. فكر في هذا اليسر الذي نسافر به تحت البحر، وفوق البر، وحتى في الجو. وتأمل الاختراعات التي أتت بالرفاهية للكلاب، وتمتّعت بها عيوننا وآذاننا وأنوفنا".

وتكلم الكلب الثاني وقال: "إننا أكثر عناية بالفنون. إننا ننبح القمر على نحو أكثر إيقاعاً مما كان يفعل أجدادنا، وعندما نحدّق إلى أنفسنا في الماء، نرى ملامحنا أنقى من ملامح الامس وأوضح".

وتقدم الكلب الثالث وقال: "غير أن الذي يشوقني أكثر من كلّ ما يشوق، ويخلب لبّي، إنما هو هذا التفاهم القائم بين ممالك الكلاب!"

ونظر الكلاب الثلاثة إلى ما حولهم في تلك اللحظة، وإذا بمطارد الكلاب يقترب، يا للهول!
ووثب الثلاثة، وضربوا على غير هدى في الشارع. وفيما كانوا يركضون، صاح الكلب الثالث فيهم قائلاً: "اركضوا بالله، من أجل حياتكم. المدنية وراءنا تتعقّبنا".

* * *

جبران خليل جبران

 

ملاحظات على المقال

في هذا العمل، نجد المنطق والمنطق البديل، كما هي عادة جبران في أكثر اعماله.

 

ثلاثة كلاب يتحاورون، وكأن لهم صفة انسانية. او قد نقول أناس عبيد، سذّج كالكلاب! يتحدثون عما وصلوا إليه من درجات العلم والتقدم ورقي الفنون.. وباقي الرفاهيات التي أصبحوا يتمتعون بها اكثر من آبائهم وأجدادهم.

 

قد يكون هؤلاء الكلام او البشر، يحلمون أنهم في تقدم وازدهار.. ولكن، ما إن وصل مطارد الكلاب فإذا بهم يصحون من حلمهم ويكتشفون أن "المدنية" التي كانوا يمجدونها ويتمتعون بها اكثر من غيرهم، ما هي إلا "الرجل" الذي اخذ يطاردهم.

 

المدنية التي كانوا يتمتعون بها صارت ضدهم تزعجهم. اوليس البشر الذي تؤسرهم المدنية وماديتها ومظاهرها المبتكرة قد تزعجهم أحيانا كما زعج الرجل المدني مطارد الكلاب الكلاب؟

 

ولولا التقدم الذي تمتعوا به هؤلاؤ الكلام اكثر من أجدادهم لما كان لمطارد الكلاب وجود.. لأن "مطارد الكلاب" مظهر من مظاهر المدنية، حيث لم يكن له وجود في سالف الأزمان.

 

ما الذي يريده جبران في تصوير الكلاب بصفتهم الإنسانة، وربط الانسانية وصفاتها في ابتكار المدنية بالكلاب في هذا العمل؟

أحمد الفرحان

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية