إعادة صياغة النص:
يوجد فوق عالمنا هذا عالم
آخر، وفيه مخلوقات متنوعة كما هي المخلوقات متنوعة في عالمنا، وتسبح
هناك كما نعيش نحن ونسبح هنا.. ومثلما نحن نراهم يسبحون في عالمهم بحكم
طبيعة بحرهم الهوائي، فهو ينظرون إلى عالمنا وكأننا نسبح في البحر
المائي.
ثم أجابتها الأخرى: تلك
أوهام وخيالات! كيف علمت بأن هناك عالم آخر، بينما تعرفين أن كل مخلوق
يترك بحرنا هذا، ويبقى خارجه يموت من فوره! وما حجتك على وجود مثل ذلك
العالم الوهمي؟!
*
* *
السمكة الأولى علمت بالعالم
الآخر من خلال مبدأ، (الكل تجلي للحقيقة)، فتحليل قطرة واحدة من الدم،
تعرفنا على كل أسرار الجسم. أو النظر إلى انعكاس السفينة على سطح الماء
سنعرف شكل السفينة.. وكذلك علمت هذه السمكة بأمر العالم الآخر من خلال
عالمها المائي (البحر).
ولكن السمكة الثانية، دخلت
في معمعة الفكر والتحليل، وتاهت هناك، بين القوانين العلمية
والاختبارات والنتائج؛ حيث أن السمكة لها خياشيم، لا تستطيع الحصول على
الأوكسجين الغازي، بل على الأوكسجين المذاب في الماء، ولهذا حينما تخرج
أي سمكة خارج البحر وتتعرض للهواء وتمتنع عن المياه، فإنها تموت، ولهذا
لا يمكن الحكم، على معرفة إن كان هناك عالم أو لا، بل إن من المستحيل
أن تكون هناك "سمكات" مختلفات تعيش خارج الماء.. لأن قانون التنفس
وطبيعة عمل خياشيم السمكة تمنع ذلك..
ولكن! ماذا سيحل برأي هذه
السمكة "العالمة" حينما تجد غواص بشري يجول في عالمهم المائي، وبخياشيم
اصطناعية؟
أحمد الفرحان |