Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

جسد وروح

 

 

جلس رجل وامرأة بجانب شباك يطلّ على الربيع، وكانت تجعلهما جدّ متقاربين، فقالت المرأة: "أنا أحبك، أنت جميل، وغني، وأنت أبداً ودائماً على جانب كبير من الجاذبية"

وقال الرجل: "وأنا أحبكِ. أنت فكرة جميلة، بل أنت شيء تسامى عن أن تناله يد. أنت أغنية في حلمي"

غير أن المرأة أدارت وجهها عنه وانفتلت غاضبةً وقالت: "أرجوك أيها السيد أن تفارقني من اللحظة، فأنا لست فكرة، ولا شيئاً يطوف بك في أحلامك. أنا امرأة وأودّ أن تشتاق إلي، أن تشتهيني. أنا زوجة وأمّ لأطفال لم يولدوا بعد"

وافترقا..
وقال الرجل في سرّه: "ها هو ذا حلم آخر تبدد منذ الآن، وتحوّل إلى ضباب"

وقالت المرأة، وهي تتأمل وحيدة: "مالي ولرجل يحوّلني إلى ضباب وحلم؟"

 

* * *

جبران خليل جبران

 

ملاحظات على المقال

من أجل الحديث عن هذا الحوار السابق، لما لا نتذكر اسطورة "بجماليون"؟ الرجل الذي نحت اجمل امراة من الصخر، وبعد أن أتمها أحبها حب جما، وتمنى ان يتزوجها. وحينما حققت الآلهة طلبه وأصبحت هذه المرأة حقيقة، فتنت هي الأخرى بجمالها وأصبحت تبحث عن الرجال الآخرين؟؟ توقف حب النحات لها حينها، وصلى للآلهة لكي تعود هذه المراة تمثال أصم لا حول له ولا قوة كما كان قبلا.. لكي لا تفارقه.. بعد ان عادت المراة كما كانت.. أخذ النحات تحفته وكسرها.

 

وفي قصة جبران أيضا نجد حالة بجماليون، حيث ان المراة كانت حقيقة جالسة معه على كرسي واحد بين أزهار الربيع، وكانت تحبه كثيرا وترغب به، بينما الرجل كان يراها انها "فكرة جميلة، بل [هي] شيء تسامى عن ان تناله يد، [هي] أغنية في [حلمه]". هنا رفضت المراة هذه الحالة من العشق الأفلاطوني.. عشق لا تطاله يد الواقع.. حيث تريد رجلا لا تريد حلما، حيث تريد رجلا يعيش حلمه بالواقع ويدنوا منها ويقبلها.. ولكن حتى بعد ان تركته وفارقته -كما في عمل جبران- ظل الرجل نائماً في حلمه، ويقول: "ها هو ذا حلم آخر يتبدد منذ الآن، ويتحول إلى ضباب".

 

وهكذا، كلنا نجد الحل والهدف الذي نصبوا إليه أمامنا مباشرة وبين أيدينا.. ولكن لا يمكننا رؤيته لأننا غارقين في الحلم ذاته.. كم من فرصة أضعناها ونحن نقول: "لا، ليس هذا الوقت المناسب لتحقيق الحلم، لست مستعدا لهذه الفرصة"؟؟ إن لم يكن الآن فمتى سيكون؟

أحمد الفرحان

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية