Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

النبي والغلام

 

 

لقي النبي (شاريا) ذات يوم غلاماً في حديقة، ومذ بصر به هذا، أسرع إليه وقال: "طاب صباحك يا سيد!" ورد النبي تحيته: "طاب صباحك يا سيد!" وتابع الكلام بعد قليل: "أراك وحيداً!"

أجابه الغلام، ضاحكا فرحاً: "مضي عليّ وقت طويل وأنا ضائع عن مربيتي، وهي تحسب أني وراء هذه الوشائع [الشجر] ولكن ألا ترى أنني هنا؟" ثم حدق إلي وجه النبي وقال: "أنت أيضاً وحيد. ماذا فعلت مع مربيتك؟"

ورد النبي قائلاً: "ها! الأمر بيننا مختلف. الحقيقة الدامغة أنني لا أستطيع أن أضيعها أغلب الأحيان. ولكني الآن، إذ أتيت هذه الحديقة، كانت هي تسعى في طلبي وراء الوشائع"
ضرب الغلام يداً بيد وصاح: "أنت إذن ضائع مثلي، أليس حسناً أن يكون الغنسان ضائعاً؟" ثم قال: "من أنت؟"

أجابه الرجل: "يدعونني النبي شاريا. وأنت؟ قل لي من أنت؟"

قال الغلام: "أنا ذاتي وحدها. ومربيتي تبحث عني، وهي لا تعرف من أنا"
وحدق النبي إلى الفضاء قائلا: "أنا أيضا تهربت من مربيتي لبرهة، ولكنها ستعثر عليّ خارجاً"

وقال الغلام: "وأنا أعرف أن مربيتي ستجدني خارجاً أيضاً"

وسُمِعَ في تلك اللحظة صوت امرأة تنادي الغلام باسمه، فقال هذا: "انظر! قلت لك إنها ستجدني".

وفي تلك اللحظة أيضاً سمع صوت آخر يقول: "أين أنت يا شاريا؟"
    وقال النبي: "انظر يا ولدي! لقد وحدوني أيضاً"
    وأدار شاريا وجهه للعلاء، و أجاب: "أنا هنا".

* * *

جبران خليل جبران

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية