Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

الراهب والوحش

 

 

كان راهب يعيش مرّةً وسط الروابي الخضر، وكان نقيّ الروح، أبيض اللب، وكانت جميع بهائم البر وطيور الجوّ تأتيه أزواجاً، فيكلّمها وهي تصغي إليه مسرورة مستبشرة، وبودّها أن تتقّرب منه، وأن تبقى حتى مغرب الشمس معه، ولكنه كان يصرفها عنه، ويتركها للريح والغابات بعد أن يلقي عليها بركته.

وفيما كان يتكلم ذات أصيلٍ عن الحبّ، رفعت فهدةُ رأسها وقال للراهب: "تكلمنا عن الحب. حدّثنا أيها السيد عن رفيقة حياتك، أين هي؟"

 قال الراهب: "ليس لي رفيقة حياة".

وارتفعت عند ذاك صيحة دهشة كبرى من جمهرة الوحوش والطيور. وراحوا يتهامسون فيما بينهم: "كيف يستطيع أن يحدثنا حديث الألفة والحب، في وقتٍ لا يعرف به شيئاً عنهما؟" وانسلّ جمعهم بهدوء، وتركوه وحيداً، وهم له مزدرون.

وانطرح الراهب عشية ذاك النهار على حصيرته وعيناه في الأرض، وبكى بكاء مراً، وضرب بيديه على صدره.

* * *

جبران خليل جبران

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية