Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

وميض البرق

 

 

كان ذات يوم عاصف، أسقف مسيحيّ في كنيسته الكبرى، وجاءته امرأة غير مسيحية، ووقفت أمامه، وقالت: "لست مسيحية. هل لي أن أخلص من نار الجحيم؟"

 حملق الأسقف في المرأة، وأجاب: "لا! ليس ثمة من خلاص إلا لأولئك الذين تعمّدوا بالماء والروح".

وفيما هو يتكلّم انقضّت من السماء صاعقة على الكنيسة الكبرى، ودوي الرعد، واندلعت النار في الكنيسة وملأت أرجاءّها.

وأقبل رجال المدينة مسرعين وخلّصوا المرأة، ولكن الأسقف كان قد احترق، وقضى طمعاً للنار.

 

* * *

جبران خليل جبران

 

ملاحظات على المقال

لنعيد كتابة هذه القصة القصيرة، لنتفهم أبعادها بعدما نقف عند كل عبار...

كاف في يوم عاصف، كان رجل الدين موجود محتمي من العاصفة داخل دار العبادة.. واثناء هذه العاصفة التي اخترقتها وسارت تحتها لتصل إلى المعبد كي تبحث عن الخلاص الروحي من العذاب  الأبدي..

 

سألت رجل الدين، هل لي أن أُخَلّص من نار الجحيم؟؟

فأجابها رجل الدين بقشور بفتواه وتعصبه للتعليم الإلهي والشريعة الدينية المكتوبة التي تقول أن ليس هناك أحد يُخلص من نار الجحيم ويحصل على الرحمة الإلهية الا حينما يتبع تعاليم هذا الدين بحرفيتها.. ولهذا أجابها "لا! ليس ثمة من خلال إلا لأولئك الذين تعمدوا حسب تعاليم الدين [وكل دين له تعاليم للتعميد وفق الشريعه المعنية] بينما كان يتكلم، انقضّت من السماء صاعقة فاحترقت دار العبادة.. واستطاع رجال القرية انقاظ المرأة التي لم تتعمد وفق الشريعة، ولم تلتزم بذلك الدين ولكن كانت تحمل ارادة الخلاص، كانت تتوق إلى التطهير الروحي، واخرجوها من النار، بينما رجل الدين الذي إلتزم بتعاليم دينه وتعمد وفق الشريعة، لم يستطيع الرجال انقاظه من النار الذي كان يظن أنه غني عنها..

 

وهنا نفهم أهمية التواضع وخاصة لمن يظن نفسه أنه أطهر وأنقى قلباً وروحاً من تلك الزانية أو ذلك المجرم السكير.. ولابد أمن نتذكر أن الشيطان موحد لله الواحد الأحد، ولكنه مغرور بسبب هيئته النارية وظن أنه أفضل من ذلك المخلوق من الطين.

 

((يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم))

((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ))

أحمد الفرحان

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية