في هذا العمل نجد أن القبح
والجمال قد تلاقيا على شاطئ البحر، ولا أدري ماا يرمز البحر إليه، غير
أنه جعل كل من الجمال الوقبح يتخلصى من ملابسهما.. وبينما هما يتسليان
في البحر الذي جمعهم.. نجد القبح هو أول من تململ من هذه التسلية وهو
أول من خرج من البحر.. وقد صور لنا جبران ذلك بدقة، لكي نختبر طبع
القبح، حيث ترك زميله الجمال وحده في البحر..
على كل حال، فقد "ارتدى
[القبح] ثياب
الجمال، ومضى في سبيله" ولا ندري إن ارتدى ثياب زميله سهواً أو قاصد
ذلك لكي يخدع الناس!! ولكن ذلك الفعل قد دفع الجمال أن يغطي جسده
العاري بلباس ليس له، بلباس القبح.
ولكن أصحاب الذوق السليم
يستطيعون تفرس الجمال رغم ارتدائه ملابس القبح، وهم قلة من الناس..
صفوة الصفوة منهم.
وأرى أن تصوير جبران لبراءة
الجمال، ولسلوك القبح في ارتدائه لرداء الجمال سلوك مشين، ما يدل على
أن كل شيء سيء في الكون هو قبيح، وكل شيء حسن وطاهر في الكون هو جميل..
ومن الجانب الآخر يدل ذلك على أن ليس كل شيء في الكون قبيح قد يعني انه
قبيح، بل قد يكون الجمال متخفيا في داخله وإنما لا تستطيع أن تراه..
وهذا ما يجعل حكمنا على ما نراه باطلا أيا كان ما نراه.. لأننا لا نعرف
حقيقته.
الناس لم تعد تعرف ما هو حسن
وما هو قبيح، خاصة لمن يهتمون بالسطحيات والماديات ولا يحاولون النظر
في جوهر الأمور.. ونشير بذلك إلى قصة النبي موسى مع العبد الصالح ذو
العلم.
أحمد الفرحان |