Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

ملابس

 

 

تلاقى الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر. فقال كل منهما للآخر: "هل لك أن تسبح؟"

ثم خلعا ملابسهما، وخذا العباب. وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال، ومضى في سبيله.

وجاء الجمال أيضاً من البحر، ولم يجد لباسه، وخجل أن يكون عارياً، ولذلك لبس رداء القبح، ومضى في سبيله.

 ومنذ ذلك اليوم، والرجال والنساء يخطئون كلّما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض.

غير أن هنالك نفراً ممن يتفرّسون في وجه الجمال، ويعرفونه رغم ثيابه. وثمة نفر يعرفون وجه القبح، والثوب الذي يلبسه ا يخفيه عن أعينهم.

* * *

جبران خليل جبران

 

ملاحظات على المقال

في هذا العمل نجد أن القبح والجمال قد تلاقيا على شاطئ البحر، ولا أدري ماا يرمز البحر إليه، غير أنه جعل كل من الجمال الوقبح يتخلصى من ملابسهما.. وبينما هما يتسليان في البحر الذي جمعهم.. نجد القبح هو أول من تململ من هذه التسلية وهو أول من خرج من البحر.. وقد صور لنا جبران ذلك بدقة، لكي نختبر طبع القبح، حيث ترك زميله الجمال وحده في البحر..

 

على كل حال، فقد "ارتدى [القبح] ثياب الجمال، ومضى في سبيله" ولا ندري إن ارتدى ثياب زميله سهواً أو قاصد ذلك لكي يخدع الناس!! ولكن ذلك الفعل قد دفع الجمال أن يغطي جسده العاري بلباس ليس له، بلباس القبح.

ولكن أصحاب الذوق السليم يستطيعون تفرس الجمال رغم ارتدائه ملابس القبح، وهم قلة من الناس.. صفوة الصفوة منهم.

 

وأرى أن تصوير جبران لبراءة الجمال، ولسلوك القبح في ارتدائه لرداء الجمال سلوك مشين، ما يدل على أن كل شيء سيء في الكون هو قبيح، وكل شيء حسن وطاهر في الكون هو جميل.. ومن الجانب الآخر يدل ذلك على أن ليس كل شيء في الكون قبيح قد يعني انه قبيح، بل قد يكون الجمال متخفيا في داخله وإنما لا تستطيع أن تراه.. وهذا ما يجعل حكمنا على ما نراه باطلا أيا كان ما نراه.. لأننا لا نعرف حقيقته.

 

الناس لم تعد تعرف ما هو حسن وما هو قبيح، خاصة لمن يهتمون بالسطحيات والماديات ولا يحاولون النظر في جوهر الأمور.. ونشير بذلك إلى قصة النبي موسى مع العبد الصالح ذو العلم.

أحمد الفرحان

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية