قال غصن
مزهر لجاره: "هذا
يوم تافه، أجوف".
فأجابه
الغصن الآخر: "إنه
في الحقيقة أجوف، تافه".
وتعلّق
في تلك اللحظة عصفور على أحد الغصنين، وجاء عصفور آخر وقف
بجانبه.
وترنّم
أحد العصفورين وقال: "هجرتني
رفيقتي".
وصاح
العصفور الآخر: "ورفيقتي
أيضاً ذهبت ولن تعود. فأي شيء يهمني من ذلك؟"
وراح
العصفوران يتلاحيان ويتوجّه كل منهما بالتوبيخ إلى الآخر، ثم
ما لبثا أن تنازعا، وأثارا ضجة كبيرة في الجوّ.
وانقضّ
فجأة من السماء عصفوران آخران، وارتميا بهدوء إلى جانب
زميليهما المتشاجرين. وساد الهدوء والسلم.
ثم طار
الأربعة معاً زوجين، زوجين!
وقال
الغصن الأول لجاره: "أحدث
قدوم العصافير ضوضاء كبيرة".
وأجابه الغصن الآخر: "سمّ
ذلك ما شئت، الآن سلم وهدوء. وإذا كانت الطبقة العليا من الجوّ
في سلام، فإنه يبدو لي أن أولئك الذين يقيمون في الطبقة
الدنيا، يحيون في سلام أيضاً. أريد أن تتمايل في الريح أكثر
مما تفعل، كي تظلّ بعيداً عنيّ؟".
قال
الغصن الآخر: "ايه!
ربما أفعل ما تشاء من أجل السلم، لحظة وينتهي الربيع".
ثم مال
مع الريح بقوّة ليعانقها.