الضفدعة الأولى تعجبت كيف لقطعة الحطب
هذه أن تسير مثل باقي الكائنات، وهي ما تلبث أن تكون قطعة حطب جامدة!
أما الضفدعة الثانية وجدت أن القرمة لا
تتحرك، بل إن المياه الجارية التي تحتها هي ما تجعلها تسير.
بينما الضفدعة الثالثة جعلت السبب يكمن
في الفكر حيث نسيت الحركة إلى داخل الفكر وهو ما يجعل العين ترى
الأجسام الجامدة، تتحرك.
ولم تتفقن أبداً على رأي واحد، إذ أن كل
واحدة منهن محقة، وترى الحقيقة من جانب واحد فقط.
وسبب عدم الاتفاق بينهن هو (الأنا) التي
تريد أن تثبت نفسها، فيخيل لها أن رأيها هو الصحيح والآراء الأخرى
خاطئة...
لهذا.. وجدت الضفدعة الرابعة (الحكيمة)
سبب للتدخل في هذه المعضلة وحلها، وتوحيد الآراء فيما بينها، لاسيما
أنها أحاطت برؤية الحقيقة من كل جوانبها.. فأخبرتهن
بأن رأيهن صحيح،
فإن قطعة الحطب تتحرك بفعل النهر
الجاري، وإن كان فكرنا جامد؛ أي أن
العين تأخذ لقطة واحدة من الحياة وتثبتها دون حركة أو دون تتابع أخذها
للقطات الحياة، فكأن فكرنا أصبح واقف لا يتحرك، ولكن
لأن فكرنا يتحرك،
والعين تلتقط
باستمرار الصور الثابتة من الحياة، ينتج عنها الشعور بالحركة
الدائمة للأجسام حولنا، ولو ثبتنا فكرنا على لقطة واحدة من الحياة،
فتبدو الحياة لنا كأنها واقفة لا تتحرك،
تماما مثل شريط الفيديو.
..لكن قائل الحقيقة يكون منبوذ بين
الناس، لاسيما حينما يؤثر على الأنا الخاصة بالمتعصبين، وإن حاول أن
يمحي الأنا الفردية بكل الطرق، ويذيبها في بعضها، فإنه سيتلقى
المعارضة من كل "أنا" تخشى على نفسها الموت..
لهذا رفضن الضفادع الثلاثة،
رأي
الضفدعة الرابعة، الذي يصنع الألفة والتوحيد بين الضفادع الثلاثة
ورأيهن. حيث دفعهن هذا الرفض إلى إلقاء الضفدعة الرابعة، التي وحدت
رأيهن وجعلتهن يرين الحقيقة من جميع جوانبها..
انتهت في النهر.
كما يمكن أن تأول ذلك، وننسب هذا الفعل
إلى الغيرة، لأن الغيرة قد تدفع أصحاب الرؤية المحدودة والعلم المحدود
إلى قتل صاحب الرؤية اللامحدودة والعلم اللامحدود.
أحمد الفرحان |