في هذا العمل البسيط.. حكمة
عظيمة وتساؤل تصيره السطور..
الأسواق حيث المكان الذي
يتجمع فيه التجار اصحاب الاعمال وبيع السلع، وكذلك الناس الذين يشترون
هذه السلع.. ونجد أيضا الفقراء والمساكين المتسولين.. السوق يضم جميع
شرائح المجتمع، هناك من يرضي كيانه بمزيد من المال، وهناك من يبحث عما
يشبع جوعه.
لهذا كان النبي الناسك يعض
الناس في الأسواق، ويحثهم على بذل العون والمشاركة ومساعدة الآخرين.
هذا الناسك يتمتع بقوة
فكرية، هذه اللعبة المنطقية العقلية حيث البلاغة والفصاحة والقدرة على
الاقناع.. قدرته تلك خولته لان يشتهر في جميع أرجاء البلاد.
قد يكون هناك سبب آخر لاذاعة
صيته في جميع البلاد، سنكتشفه في نهاية هذا الشرح..
ذات يوم ذهب إلى صومعته
ثلاثة رجال.. ظنوا هءلاء الرجال كغيرهم ممن سمع وبلغ صيت هذا النبي
الناسم في عرض البلاد وطولها، أن صيته قد يجلب له الكثير من المال..
عمل الرهبنة والتنسك يكسب صاحبه الكثير من المال.. ولكن هذا قد يكون
ليس سوى ظن من ظنونهم، وقد يكون هذا الظن في نسوف الناس سبب في شهرته.
لم يكن للناسك سوى فراش
ولحاف وابريق، وقد استغنى عنها لهم، إلا انهم انصدموا واتهموه بالغش
والخداع، حيث لم يطبق على نفسه تعاليمه التي ينادي بها.
هذا الاتهام، صدر من هؤلاء
المحتاجون، وذلك لسبب انهم لم يجدوا ما يحتاجونه عند هذا الرجل، لهذا
كانوا في بداية زيارته يثنون على عمله، إنما بعد ان اعتذر الناسك لعدم
قدرته في مساعدتهم.. انقلوا بضده.
السؤال المهم الآن، هل عندما
لايشبع أحدهم لنا حاجتنا، نلبسه صفات سلبية؟ وعندما يقدم لنا شخص ما
يفيض عن حاجته ليرضي رغبتنا نلبسه صفاة الزهو والكرم؟ هل يتناقض وعض
الناسك للآخرين مع عدم مقدرته في تقديم العون؟ رغم انه قدم لهم العود،
حيث لم يبخل عليهم بما يملكه من فراش ولحاف وابريق.
والسؤال الأخير، ما هدف
النبي الناسك في وعض الناس لتقديم المساعدة للمحتاجين كل كان يدعوا
الناس لمساعتده الشخصية، فهو بحاجة للمال، حيث لم يتوفر لديه إلا ما تم
ذكره!؟
وما الذي يفعله طوال الشهر؟
لماذا يطلب ان يقدم المقتدر للمحتاجين المساعدة، بينما هو يقضي وقت في
النسك والعبادة طوال الشهر باكمله؟!
أحمد الفرحان |