هكذا نحن، نتحدث عن الاصلاح
ولا نبدأ به، نتحدث عن الأخلال ولا ننتبه لتصرفاتنا لكي نتخلق بالأفضل
والأسمى.. نتحدث عن النور ولكن لا نشعل شمعة.. بل نلعن الظلام، كالكلب
الذي اخذ ينتقد نباح الكلاب العقيم طوال الليل، وحتى بعدما صمتت الكلاب
وطبقت على نفسها مبادئ الفضيلة والهدوء.. غير أن الداعي إلى الفضيلة
والصمت أصبح خارج أسوار الكنيسة، كأجراسها التي تدعوا الناس للصلاة دون
أن تدخل هي إلى دار الصلاة.
من هنا نجد ان معظم الدعاة
والمصلحين يدعون الآخرين للصلاة، ولكن هل طبقوا هم مبادئ الاصلاح على
انفسهم اولا؟ لهذا دعوة ألائك الدعاه والمثقفين والمصلحين نجدها عميقة
المعنى، إلا أنها عقيمة النتيجة.. لان ليس للمتحدث مصداقية تعزز ما
يدعو إليه.
هذا ما يقصد بالاختبار الذي
سبق التعبير، قبل أن تتحدث عن العشق لابد أن تعشق، قبل ان تتححدث عن
الحمل والولادة لابد ان تحمل وتلد، قبل ان تتحدث عن الاصلاح لابد ان
تصلح بحالك. وإلا فلا تنتقد أحداً او أمراً طالما لا تستطيع أن تقدم
مثله او مقارب له.. لا تنتقد احدا لا تيتطيع أن تتجاوزه أو تقلده على
أقل تقدير.
أحمد الفرحان |