رجلان، احدهما لا يحسن
السباحة، والآخر يحسن السباحة وله خبرة بالأنهار..
إلا أن دخلا في هذا النهر
الغريب.
انجرف الرجل الذي يحسن
السباحة مع تيار النهر القوي، غير أن الرجل الذي لا يحسن السباحة، أخذ
يشق طريقه بخط مستقيم بسبب ثقل وزنة، حيث الحزام الذي يحتوي على قطع
النقود المعدنية الذي حصل عليها طوال عام كامل، جمعه من أجل عائلته..
كان هدفه أمامه ولهذا لم يشرد مع التيار. بينما الرجل الذذي له من
معرفة الانهار وتياراتها باع طويل وخبره عميقة.. لم يستطع شق طريقه بخط
مستقيم، نتيجة لعدم تحديده لأي هدف والعمل على تحقيقه أو الوصول له..
لهذا السبب، نجد ان معظم
الناس هذه الأيام شارده لا تمشي بخط مستقيم، لانها فارغة الزاد،
خفيفة الوزن.. ولو كانت تتمتع بشهادات ومعرفة ضاربة في العمل.. إلا ان
لا هدف سامي لها، غير أنها تريد ان تطوف من نقطة إلى أخرى.. من ضفة نهر
إلى ضفة نهر آخر، وماذا بعد تلك الضفة؟ هل من هدف أسمى لا ينتهي بمجرد
وصوله إلى الضفة الاخرى من النهر الجارف؟
أحمد الفرحان |