Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

الحزام الذهبي

 

 

تلاقي ذات يوم رجلان كانا يسيران على الطريق إلى سالاميس، مدينة الأعمدة، فترافقا، ووصلا عند منتصف الأصيل إلى نهر عريض، وليس من جسرٍ يربط بين ضفتيه، فكان عليهما أن يسبحا، أو يسلكا طريقاً آخر لا يعرفانه.
وقال واحدهما للآخر: "فلنسبح! فالنهر ليس عريضاً لدرجة نتجشم بها مشقة السير على طريق نجهله". وألقيا بنفسيهما للماء.
وماهي إلا فترة قصيرة حتى أخذ أحدهما يفقد فجأة توازنه، ويدفعه التيار بعيداً، وهو لا يملك من أمره شيئاً، وكان من قبل يعرف الأنهار ومسالكها، بينما الآخر الذي لم يسبح قط من قبل، قطع النهر على خطٍّ مستقيم، ووقف على الضفة المقابلة. ومُذ بصر برفيقه يصارع التيار، قذف بنفسه ثانية في الماء وجرّه سالماً إلى الشط.
وقال الرجل الذي جرفه التيار: "أخبرتني أنك لا تحسن السباحة، فكيف إذن قطعت النهر بمثل هذه الثقة؟"
أجاب الرجل: "أترى يا صديقي إلى هذا الحزام الذهبي الذي يطوقني؟ إنه مليء بالنقود الذهبية التي حصلت عليها خلال عامٍ كامل من العمل، في سبيل زوجتي وأولادي. إنها قيمة هذا الحزام الذهبي الذي حملني عبر النهر، إلى زوجتي وأولادي، وهؤلاء كانوا فوق كتفي وأنا أسبح"
وتابع الرجلان سيراهما معاً نحو سالاميس.

* * *

جبران خليل جبران

 

ملاحظات على المقال

رجلان، احدهما لا يحسن السباحة، والآخر يحسن السباحة وله خبرة بالأنهار..

 

إلا أن دخلا في هذا النهر الغريب.

انجرف الرجل الذي يحسن السباحة مع تيار النهر القوي، غير أن الرجل الذي لا يحسن السباحة، أخذ يشق طريقه بخط مستقيم بسبب ثقل وزنة، حيث الحزام الذي يحتوي على قطع النقود المعدنية الذي حصل عليها طوال عام كامل، جمعه من أجل عائلته.. كان هدفه أمامه ولهذا لم يشرد مع التيار. بينما الرجل الذذي له من معرفة الانهار وتياراتها باع طويل وخبره عميقة.. لم يستطع شق طريقه بخط مستقيم، نتيجة لعدم تحديده لأي هدف والعمل على تحقيقه أو الوصول له..

 

لهذا السبب، نجد ان معظم الناس  هذه الأيام شارده لا تمشي بخط مستقيم، لانها فارغة الزاد، خفيفة الوزن.. ولو كانت تتمتع بشهادات ومعرفة ضاربة في العمل.. إلا ان لا هدف سامي لها، غير أنها تريد ان تطوف من نقطة إلى أخرى.. من ضفة نهر إلى ضفة نهر آخر، وماذا بعد تلك الضفة؟ هل من هدف أسمى لا ينتهي بمجرد وصوله إلى الضفة الاخرى من النهر الجارف؟

أحمد الفرحان

 

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية