Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

الفيلسوف والإسكافي

 

    جاء مرة فيلسوف بحذاء ممزق، إلى دكان الاسكافيّ، وقال له: "أرجو إصلاح حذائي"

قال الاسكافي: "أنا أصلح الآن حذاء رجل آخر، ولديّ أحذية أخرى، مضطر إلى ترقيعها، قبل أن يصل الدور لحذائك. غير أن في إمكانك أن تتركه هنا، وتلبس هذا الحذاء اليوم، وغداً تأتي وتلبس حذاءك بعد أن أكون قد أصلحته"

اغتاظ الفيلسوف وقال: "أنا لا ألبس حذاء ليس لي"

قال الاسكافي: "حسن إذن! أحقاً أنت فيلسوف ولا تستطيع أن تضع قدميك في حذاء رجل آخر؟ هناك في أول هذا الشارع نفسه إسكافي آخر، يفهم الفلاسفة أكثر مني، إذهب إليه للقيام بعملية الإصلاح"

* * *

جبران خليل جبران

 

ملاحظات على المقال

"أحقاً أنت فيلسوف ولا تستطيع أن تضع قدميك في حذاء رجل آخر؟"

 

الفيلسوف تعني الشخص الباحث عن الحكمة والمحب لها.. وهنا يمكنه أن يبحث في فلسفة الوجود وأصله، أو فلسفة المعرفة وكيفية حدوثها واكتسابها، أو فلسفة القيم وحقيقة الخير كونه خير والشر كونه شر. وبالطبع مجالات واسعة وسع الكون الكبير، ودقيقة بمفرداتها دقة الخلايا في الكائن الصغير.. وإن لم يتمتع الفلسوف بالأفق الواسع للفكر ولا مرونة في التطبيق، فلن يحصل من الحكمة إلا اسمها ورسمها.. إن لم يستطع الفيلسوف الذي  يريد أن يفهم منطق الخير أ يكون مكان الخير، ولكي يفهم منطق الشر أن يكون مكان منطق الشر.. وأن يفهم منطق المسيئين أن يكون مكان المسيئين، فلن يكون فيلسوفا ولن يصل إلى الحكمة..

 

ولان المشكلات النفسية والفكرية أكبر وأصعب من المشكلات المادية الجسدية فإن هذا الفيلسوف صاحب الحذاء الممزق في هذه القصة، يعاني من تصلب في الفكر وجمود في الرؤية وضيق في الأفق، إلى درجة انه لا يستطيع أن يرتدي حذاء غيرة.. غرور، تكبر، وسوسة نظافة... كل هذا لا يعن، المهم إنه لا يمكنه أن يقبل ارتداء حذاء شخص آخر.. وإن لم يستطع أو لا يريد ارتدا حذاء أحد آخر، فكيف بالأحرى يفهم منطق الآخرين إن لم يستطيع أن يقف مكانهم وينظر للعالم من زاويتهم؟

أحمد الفرحان

 

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية