قلت لصديقي:
"هل
ترى إلى اتكائها على ذراع ذلك الرجل؟ لقد كانت حتى الامس تتكئ على
ذراعي"
قال صديقي:
"وغداً
على ذراعي"
قلت:
"انظر
إلى جلوسها بجانبه! لقد كانت حتى الامس تجلس هكذا بجانبي"
قلت:
"انظر!
إنها تشرب الخمرة من كأسه، وأمس كانت تشربها من كأسي"
قال:
"غداً
تشربها من كأسي"
قلت:
"انظر
كيف تحدق إليه بحنان وعينين مستسلمتين.
كانت حتى أمس تحدّق هكذا إليّ"
قال صديقي:
"يمكن
أن تحدق إليّ هكذا غداً"
قلت:
"ألا
تسمعها الآن وهي تتمتم بترانيم الحبّ في أذنيه؟ هذه الترانيم ذاتها
هي التي كانت تتمتمها حتى الامس في أذني"
قال:
"وغداً
ستهمس بها في أذني"
قلت:
"انظر!
إنها تعانقه. كانت إلى أمس فقط تعانقني"
قال:
"غدا
ستعانقني أيضاً"
قلت
عندئذٍ: "يا
لها من امرأةٍ غريبة!"
ولكنه
أجابني: "إنها
شبيهة بالحياة
يتمتع بها كل الرجال، وشبيهة بالموت تقهر كل الرجال، وشبيهة
بالأبدية تحتضن كل الرجال"