Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الحكمة - جبران خليل جبران

 

 

التوبة

 

 

دخل رجلٌ في ليلة ظلماء إلى حديقة جاره، فسرق أكبر بطيخة وصلت إليها يده وحملها وجاء بها إلى بيته.

وعندما كسرها وجد أنها عجراء لم تبلغ بعد نموها، فتحرك ضميره في داخله إذ ذاك، وأوسعه تونيباً، فندم على أنه سرق البطيخة.

* * *

جبران خليل جبران

ملاحظات على المقال

    هذه النفس البشرية التي تزين لنفسها أفعالاً قد تكون سلبية.. كالاعتداء على الآخر أو النميمة أو القتل..

ولا تكون هذه الزينة بلا سبب أو عله، بل إن الوسوسة دائماً ما تكون ملتبسة، وتكون بألوان زاهية باهية، أو قد تستند على منطق ما أو مبدأ ما.. وقد تدفع هذه النفس صاحبها لارتكاب ذلك الفعل بدافع من الحاجة.. كالسرقة مثلا.. التي ضرب بها جبران مثالاً في هذا العمل.

 

     إذ أن الرجل الذي دخل حديقة جاره ليلاً، وسرق أكبر بطيخة وجدها، ورجع بها إلى بيته..

إذ نستشف أنه قام بهذا الفعل بدافع قد يكون من "الحاجة"، ولكن هذه الحاجة يشوبها الطمع أيضاً، إذ إنه لم يأخذ أي بطيخة قريبة منه -فنظن أنه سرق على عجله من أمره- ولكنه سرق أكبر بطيخة استطاع الوصول لها، ولهذا نتأكد أن فعله مهما بدا الدافع له، إلا أنه مصبوغ بقليل من الطبع.

ولكن لم يستفيد من طمعه هذه المرة، إذ وجد البطيخة عجراء، أي لم تنضج بعد..

وهكذا النفس البشرية.. إذ لم تستفيد مما ارتكبت من معاصي، تندم وتتوب من ذلك الفعل.

 

    لكني أجد أن هذه التوبة غير صادقة، لأن صاحبها لم يندم على "فعل السرقة" بحد ذاته، ولكنه ندم على على انه سرق هذه البطيخة دون غيرها -إذ أنها عجراء- ولم يسرق بطيخة أخرى قد تكون ناضجة..!!

 

    كما إني أجد أن الكل يندم ويتوب، حتى لو وجد البطيخة ناضجة.. فهو قد يندم بعد أن يأكلها ويشبع!! أو قد يندم بعد أن يجد أن ما يحتاجه  يمكن الحصول عليه بطريقة أخرى أوفر وأسهل...إلخ.

إن كل بني آدم يتوب لو وجد البطيخة عجراء أو ناضجة.. طالما أنه يحمل بداخله ما يسمى بـ الضمير، هذا الحكم الأخلاقي في الإنسان. كل إنسان صاحب وجدان سليم يندم على كل سلوك أو كل فائدة حصل عليها بطريقة غير أخلاقية.

أحمد الفرحان

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية