|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الروح - مقالات أخرى |
|||||||||
أهمية الوعي عند الوضوء
النية...
الوعي...
الإرادة،
أمور مرتبطة في بعضها،
وكل واحدة تقوي الأخرى،
وهذه
الأركان تشكل حجر الأساس في درب تحقيق الذات. ***
العقل ،
والنية والإرادة: الأفكار تتولد إما من خلال العالم الخارجي، كقراءة كتاب، أو مشاهدة التلفاز، أو سماع المذياع. أو من خلال ولادتها من الداخل، كالتحليل والمقارنة والاستنتاج، أو الحدس والشعور والإلهام. باختصار، نقول انتبهوا لما تفكرون، وطريقة تفكيركم إن كانت سلبية أو إيجابية. لأنكم ستحصدون النتيجة إما الآن وإما بعد حين.
العقل الواعي
والعقل الباطن: ***
والوضوء كغيره من العادات أو
الأمور التي نقوم بها يوميا، أو أكثر من مرة في اليوم الواحد... كغيرها من العادات
والأفعال التي لا تتدخل إرادتنا
الحقيقية في القيام بها، بل إننا اعتدنا على فعلها...
اعتدنا على غسل أسناننا
وننشف وجهنا بعد غسله... اعتدنا على أن نأكل
الطعام أمام التلفاز، أو أن نسمع المذياع
ونحن في
الطريق... نحن لا نقصد أن نفعل ذلك، بل اعتدنا على فعل
ذلك. اعتدنا على أن نصلي
ونركع ونسجد، ونقرأ القرآن... أصبحنا مثل الكمبيوتر أو
المذياع الذي يكرر الشريط من تلقاء نفسه... نحن مبرمجين..
وهذا ما يفقد لذتنا في
الحياة، وما يجعل الوضوء أمر اعتيادي لا نشعر بجمالياته
ولا حتى بالأثر الذي ننتظره ونأمله...
لــهــذا نجد حياتنا أصبحت رتيبة،
وباهتة الألوان... حتى الصلاة التي يقولون
أنها كانت قرة عين الأنبياء والأولياء، أصبحت الآن عادة نكررها،
ونادر جداً
جداً الإحساس بالخشوع.. بل
الخوف أو الطمع هو ما يدفعنا لها.
كما الوضوء،
لا يمكن الاحساس به أو جني ثماره إلا عندما نذكر أنفسنا
قبل كل وضوء...
النية،
الوعي،
والإرادة... قبل أن تذهب للوضوء، إنوي ذلك، قلها بصوتك المسموع... أني نويت الوضوء للصلاة... إني نويت الوضوء للتطهر... عش هذه اللحظة، اقصدها، واجعلها مليئة بالحياة، ولا تقلها كالبغبغاء دون أن تعيشها. النية سوف تيقظ عقلك من أجل الوعي بفوائد الوضوء... والإرادة سوف تترجم هذه النية والوعي إلى واقع ملموس. ضع ورقة صغيرة أمام الصنبور، أو على باب دورة المياه... أكتب فيها (النية... الوعي... الإرادة) لكي تتذكر كل مرة تتوضأ فيها، ومع مرور الأيام سوف تتذكر ذلك، وعقلك الباطن سوف يتبرمج من جديد على أن يعيش لحظات الوضوء بيقظة، ومن ثم سوف تجد الأثر العظيم على نفسيتك ومرور الطاقة من خلالك عندما ينعش الماء مساراتك النورانية في كل مرة تتوضأ فيها. وسوف تشعر بالفرق الكبير، وكأنك أيقظت الحياة من جديد في لحظات الوضوء، وملئت الماء بالحياة من جديد، وجعلتها تصحو في هذه الدقائق القليلة بعد سبات عميق. وسوف تشعر بالفرق بين وضوئك الميكانيكي سابقا، ووضوئك بعد النية والوعي والإرادة. ***
اشعر بالماء وهو يرطب خلايا جلدك، وهو يطفئ غضبك وحرارة جسمك الملتهبة. اشعر به وهو ينير الذبذبات المنطفئة. وهو يحمل سيئات الماضي إلى الفناء. ***
سؤال وجواب: سؤال: أنت من خلال هذه المقالة، تجعلنا أسياد أنفسنا، ومن خلال الإرادة نطهر ذنوبنا بأنفسنا! وهذا يناقض الحكمة والإرادة الإلهية التي تغفر لمن تشاء، وتعذب من تشاء! جواب: إرادتك، مشيئتك، ووعيك بالوضوء، لا يعني أنك تعارض الحكمة الإلهية أو المشيئة الإلهية... لأنك مؤمن بأن إرادتك لا يمكن أن تخرج عن إطار المشيئة الإلهية ، وكما يقال ، بأن قدر الرجل على قدر همته ، أو ما تشاؤون إلا أن يشاء الله. أما عن غفران الذنوب، فإنك من خلال الوضوء تسترجي به الله أن يمحو ذنوبك ويتوب عنك، وتطلب ذلك، ويتحقق بإذنه... حيث أنك لابد أن تحسن الظن بالله الذي قال (أدعوني أستججيب)... وتطهير الماء للبدن ومسارات الطاقة قانون إلهي باطني، لأن الدين أو القرآن هو (دستور) من خلاله تصدر الأحكام والقوانين الكونية. سؤال: هل يجب أن نتذكر أو أن نعي فوائد الوضوء وأهميته إلى الأبد؟ أم أن هناك فترة محدودة نطبق فيها ذلك؟ جواب: إن الإنسان قديما هو سلطان ذاته، ولم يتشفر بعد كما إنسان اليوم.. أي أن الإنسان قديما لم يكن ميكانيكيا بأفعاله، خاصة وأن وعيه وتفكيره لم يعتاد على الآلات الكهربائية لأنها لم تكون موجودة ، فلم يكن لديه سيارة لكي يحركها كيفما شاء وأينما شاء، ولا جهاز تحكم عن بعد (ريموت كنترول) يضغط أي زر ويعطي الأوامر للآله. أي أنه لم يعتاد على الحياة الميكانيكية التي نعيشها اليوم، ولا على الروتين الذي نحياه كلنا. بل كانت قواه العقلية في أوجها، خاصة وأنه يتعامل مع الطبيعه، ويتعامل دائما مع الخيول والماشية التي لديها غريزة تحركها، وهذا ما ينمي له عقله وإرادته، لكي يتحكم برغبات الحيوانات ويتعامل معها يوميا. ولهذا، فإن من خلال تذكرنا لفوائد الوضوء في كل مرة، وخاصة في أول الأيام، سوف يبرمج عقلنا على أن نتذكر ذلك ونقوم بالوضوء بإرادتنا، التي تجعلنا نعيش لحظة يقظة حينها. وبالتالي فسوف نعتاد على لحظة اليقظة في وضوئنا وفي أفعالنا الأخرى، وبالتالي نعيش الحياة في هذه اللحظة ونشعر بما نفعله، كما نشعر بالنور الذي يغمرنا حين الوضوء. سؤال: هل يعني ذلك أننا يجب أن نستخدم خيالنا إذا لم نشعر بالنور وهو يغمرنا وينعش مساراتنا الإثني عشر؟ وبالتالي فإن الخيال يعني أن نكذب ونمثل على أنفسنا! جواب: إن إنسان اليوم مشبع بالفلسفات والنظريات والمعلومات الميتة الذي يأخذها من عدة مصادر... إننا لا نريد الخيال، بل نريد الانتقال من العقل، إلى الوجدان... فنحيا الخشوع من خلال اختبارنا الشخصي ونحاول أن نشعر بهذا الخشوع وبقربنا حقيقة من الله دون أن يكون للخيال دخل. بل إنها عملية إيقاظ للمشاعر من جديد. لأننا مهما تعلمنا وقرأنا ، سنكون قد كسبنا معلومات ميتة، لم نحييها أو نحياها في حياتنا اليومية. وفي الوضوء كذلك، نحاول أن نستشعر السكينة والصفاء والنور الذي يقولون عنه في الكتب بأنه أثر من آثار الوضوء... فدعونا نختبر ونستشعر هذا الأثر العظيم. هل هو حقيقة أم أنها مجرد فلسفات؟
| |||||||||
|