|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الروح - مقالات أخرى |
|||||||||
الفرق بين الروح والنفس
((إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقها إلى مريم وروح منه...)) (النساء 171) ((والتي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلنها وابنها آية للعالمين))(الانبياء 91) ((تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقدارة خمسين ألف سنة))(المعارج 4) ((ويسألونك عن الروح، قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليل)) ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت))(البقرة 286) ((يوم تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ..)) (آل عمران 30) ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا..)) (النساء 1) ((وانطلقا حتى إذا لقيا غلم فقتله قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس))(74 الكهف) ((كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون))(الانبياء 35) ((ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب إليه من حبل الوريد)) (سورة ق 16) ((وجائت كل نفس معها سائق و شهيد))( سورة ق 21) ((ولا أقسم بالنفس اللوامة))(القيامة 2) ((إن كل نفس لما عليها حافظ))(الطارق 4) ((ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها))
نجد أن الروح من أمر الله، وهي ذات طبيعة نورانية، لأن الله هو نور السماوات والأرض، وهو نور على نور، ويهدي لنوره من يشاء.., النور هو الطريق والصراط المستقيم. وعلى هذا فإن الروح هي أعلى وأرقى شيء في الكيان الإنساني، وهي شعاع من الله ينير الإنسان والموجودات، وهي سر الإرادة، كل على قدر استطاعته، لأن لو لم يكن نفخ الروح أو نزولها بقدر وحسبة لما كان للوجود المادي وجود، لأن شدة نور الروح الإلهية تسحق المادة الفانية. ولنتذكر عندما سأل النبي موسى ربه أن يراه، فتجلى ربه للجبل فدك الجبل وانسحق، فأهاب موسى وخر ساجدا لله. دليلنا على أن الروح تشرق على كل شيء في الكون بما فيه من المخلوقات الأرضية، فكل كائن حي له قدر بسيط ليستنير بهذه الروح على قدر استطاعته لاستقبالها ((وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين)) ودعونا نتذكر بأن الدابة هي كل كائن حي، ومن أبسط صورة للحياة وهي عندما تخلط الماء مع التراب وتشكل طينة، فتجد تحت المجهر ملايين الحياة البسيطة منها البكتيريا التي تتحرك وتطوف وتدب، إلى أعقد شيء كالإنسان... ويتسائل البعض إن كان الجن والنباتات من الدواب، فنقول بأن الجن دابة والنباتات دابة... الجن يتحرك ويمشي حتى لو لم يراه الإنسان ولكنه يمشي ويتنقل من مكان إلى آخر في طبقت وجوده الخاصة، والنباتات تمشي وتتحرك وتهتز بذورها ((فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج)) (الحج 5)، غير بعض النباتات التي تغير جذورها وتتبع مجرى النهر، والنباتات التي تتسلق الأشجار والجبال والسطوح الرطبة وتلتصق بها، غير أن كتب اللغة والتفسير تقتصر على أن معنى دابة، هي الكائن الحي الذي يمشي على رجليه، ولا يعتد بالنبات أو الزواحف بأنها دواب. هذه الإشراقة كما قلنا موزونة بقدر، ولكن عندما طلب موسى من ربه أن يراه، فقد تجلت الطاقة بعظلمتها على جبل سيناء فاخترقت هذه الحادثة النواميس الطبيعية (بقدر وموزون) حتى اندك الجبل من عظمة النور الوهاج الذي انصعق بسببه... فتأمل. أما عن المستقر والمستودع، فقد ذكر الله أن لكل دابة مستقر ومستودع، وتناولت التفاسير بأن المستقر هو الرحم والمستودع هو صلب الرجل... ولكن ليس كل الكائنات الحية لها رحم أو صلب، لهذا فإن المعنى هنا يختل، والآية ذكرت أن لكل دابة مستقر ومستودع، فيكون المعنى المراد للمستقر والمستودع، أي المستقر هو جسم الكائن الحي الذي تستقر فيه الروح بقدر معلوم ونسبة موزونة، والمستودع هي الروح أو الملك المأمور بنفخ الروح. هذا ويتسائل البعض، إن كانت الروح تموت أو لا تموت، ولكن نقول بأن الروح لا تموت أبداً، بل هي شعاع كشعاع الشمس، طالما أن الشمس موجودة فإن الشعاع ممدون لا محالة. ولكن ما يذوق الموت هي النفس، لأن النفس موزونة بقوة الظلام والنور، بشعاع نوراني إلهي ملائكي، وبشهوات ولذات شيطانية طينية أرضية. وبين هذا وذاك خمسة طبقات، وإن جمعناها كلها تكون سبعة طبقات من المعراج والارتقاء والسمو... من الجنس والدنس إلى الروح والقدس... النفس هي الترجمان بين الجوارح والروح.. على ضوء آيات سورة الفاتحة والتي تحمل هذا السر في جوفها. لهذا فإن كل خير يصيب الإنسان فمن الله (من الروح)، وكل شر يصيب الإنسان فمن نفسه... كما أن للنفس برنامج، إن تتبعه فترتقي وتستنير وتعرج إلى مقام الروح... أو تنساه فتهبط إلى دركات النار والشهوة والموت. ..يقول تعالى ((خلقناكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها...)) والنفس الواحدة هي النفس الموزونة باليد الإلهية حينما خلق آدم وتركيبته (طينة الأرض التي خلقها الله في يومين ومزج القرين بالطينة ثم نفخ الروح وهي مسؤولية ملك يسجد ويسبح الله في السماوات التي خلقت في ستة أيام بنسبة 2 من6 أي 1 من 3 وهي نسبة قرين الجن وملك الروح داخل النفس بصورتها الأصلية) وهذه النفس التي تسجل نسبتها داخل السلالة والماء المهين، وهو المني الذي يحمل قواعد استقبال طاقة قرين الجن وملك الروح (الكروموسومات والجينات مع قواعد الحمض النووي الأربعة) ويدخل الماء المهين البويضة فيكون بعد الحمل إنسان، خلفت نفسه من نفس الأم والأب. النفس هي ما تحاسب وليست الروح، ويسألون هل للحيوانات والملائكة والجن روح، فنقول بأن الروح هي شعاع نور إلهي، أشرق على الموجودات منذ البدء عندما كتب الله على نفسه الرحمة وأوجدها، ولكن تختلف نسبة هذا النور حسب الممالك، فهناك عالم الملكوت وعالم الملك وعالم الجبروت... أو مملكة الملائكة ومملكة الإنسان ومملكة الحيوان ومملكة النبات ومملكة الجن والجماد... وإن كان هناك ممالك أخرى فعلمها عند الله. هناك ما يسمى بالنفس الأمارة بالسوء ومقامها هو المقام الجنسي (الشاكرا الأرضية)، وما تسمى بالنفس المطمئنة والاطمئنان صفة إلهية ملائكية، مقامها هو المقام الروحي، أما النفس اللوامة هي الضمير الإنساني وما تكون شاهدة على كلا الفعلين لهذا لم يقسم الله بها ((لا أقسم بالنفس اللوامة)) (القيامة 2) ومكانها في قلب الإنسان، أو الجسم الفكري الذي هو مركز الوعي عند الإنسان ومركز الحضور أو الغفلة... (حسب مراجع هندسة الباطن) وللإنسان حرية الاختيار إما أن يشبّع النفس الأمارة أو يعزز النفس المطمئنة.
| |||||||||
|