Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الروح - مقالات أخرى

 

 

لن تدخلوا ملكوت الله إن لم تعودوا كالأطفال

 

يقول السيد المسيح:

لن تدخلوا ملكوت الله، إن لم تعودوا كالأطفال

وحينما نتأمل تصرفات الاطفال الطفولية، والتي ندعوها بالسذاجة الطفولية، ما هي ألا الفطرة السليمة التي تخلينا عنها وتخلت عنا! كيف؟ دائما ما نجد الاطفال يتعجبون من كل شيء، مندهشين من أبسط الأمور، يقولون صارخين: ماما انظري لقد وقفت على الطاولة... ماما أنظري الجبل كبير جدا!! ماما أنظري السحاب يجري سريعا!! هل تتذكرون شعوركم لاول مرة نظرتم فيها خارج شباك الطائرة؟ هل تتذكرون شعوركم وانتم أطفال لاول مرة تسبحون في البحر او تشاهدون شروق الشمس؟ هذا الشعور هو ما نقول عنه بانه شعور طفولي، شعور الفطرة..

هذا الشعور هو الذي يجعل الصوفي يردد دائما الله أكبر الله حي، لانه يتواصل مع اللامتجلي والذي يقف خلف الصور والمظاهر والأشياء في الكون... وهذا ما يدعوه اوشو بالصمت بين الصوت والصوت، او بصوت الصمت، أو بصمت الصوت. قد لا يستطيع الطفل أن يعبر عن هذا الأمر رغم انه يشعر به بشكل كبير، اذ يشعر بشيء من النشوة الداخلية والفرح. ولكن بالطبع نحن نقتل هذا الأمر في الأطفال حينما لا نشاركهم ولا نشجعهم على الاستمرار بهذا الشعور، نحن بائسين فننفصل عن الأطفال حتى يتم تلويث فكرهم بأنظمتنا الاجتماعية! إذ ندعو هذه المرحلة بالتربية والنضج الاجتماعي وتسييس العقول! بل العكس ما يجب أن نقوم به! اذ علينا نحن أن نتعلم من الأطفال، علينا نحن أن نقترب من حياتهم ونندمج في حياتهم بدل من أنهم يندمجون في حياتنا! لأنهم أقرب إلى الفطرة السليمة وأقرب إلى الصفاء الروحي!

لهذا قال المسيح: لن تدخلوا ملكوت الله إن لم تعودوا كالأطفال!
يستطيعون الأطفال وبسهولة أن يدركوا الجمال في الوجود! ألا تتذكر منزلكم وأنت صغير، دائما تشعر بأن المنزل عملاق جدا وبان فيه فسحة كبيرة للعب، ولكن ما إن تكبر حتى تبدأ تشعر بضيق المكان وصغر المساحات، وتتعجب كيف كنت تفرح في هذا المكان الصغير وتشعر بأن غرفة الضيوف هي براحة من الفسحة الواسعة! لهذا الأطفال أقرب إلى الشعور بعظمة الكون واتساعه من الكبار، لهذا هو أقرب للشعور بجمال الكون من الكبار.. ولهذا جميع الديانات لم تكلف الأطفال بآي واجب أو فرض! لأنهم ليسوا بحاجة لأي فرض او شريعة! فهم أنقياء جاهزين، حاضرين!

وطالما يستطيع المرء أن يشعر بهذا الجمال حوله، طالما استطاع أن يتواصل مع لغة الجمال والطبيعة حوله، فإنه يدخل مباشرة إلى ملكوت الله.. يصل مباشرة إلى رحاب الله.. هنا يكون ملكوت الله ليس مكان آخر، أينما حل الإنسان الحاضر للجمال تحل الجنة معه، أينما تضع قدمك على الأرض تجلب فيها الحياة، الأرض المقدسة موجودة أينما وجد الإنسان... حتى الفردوس التي يدّعون أنها فوق سابع سماء، لن تكون فردوساً ألا بعدما يدخلها الإنسان!! لأن الإنسان هو من يضفي هذا المعنى للأمور الجامدة والمجهولة لهذه الأماكن الجميلة.. القرآن كتاب عظيم ولكن ليس فيه حياة ألا لمن يردده، ومن هنا جاءت الآية: اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا. من هنا نعرف بأن الإنسان لم يعرف فردوس قط غير هذه الأرض التي يحيا عليها! إنه يؤمن لفردوس آخرة، يعمل لفردوس آخرة، يعبد الفردوس الآخرة فينسى هذه الفردوس التي بين يديه!

الفردوس الأخرى خارج أيدينا، لا نعرفها مجهولة لنا، لا نستطيع التمتع بها الآن، ونفقد جمال هذه الفردوس حينما نفكر في فردوس أخرى، بل لا نستطيع أن نعرف الفردوس الأخرى إن لم نعرف هذه الفردوس التي هي قريبة منا وحقيقة لنا.. الفردوس الأخرى ليس حقيقة حتى الآن.. إنها اعتقاد، ولكن ليس واقع!

من هنا يمكن أن نتمتع بهذه الفردوس ونحافظ عليها حتى نستطيع أن نصل إلى الفردوس الأعظم... جميع هذه الأرض مقدسة، ومن هنا يمكن أن نطهر قلبنا ونصلي حيثما شئنا، لأن الأرض كلها مسجد طهور للمصلين الساعين إلى الحق. لهذا قال النبي: جعلت لي الأرض مسجدا طهورا! أي جميع أرض الله مقدسة وهذا الكون هو المحراب والمسجد الكبير تحت قبة السماء!

وتأكد بأن المرء الذي لن يدرك جمال هذه الفردوس هو البائس، وحينما يشعر المرء بالبؤس فمن السهل عليه أن يحولها إلى جحيم، من السهل عليه أن يضحي بهذه الفردوس بحجة أن يصل إلى الفردوس العليا! تذكر بأن ليس هناك دين يحتقر خلق الله وهذه الأرض هي من خلق الله.. تذكر، ليس هناك دين يدعوك لان تتخلى عن حياتك بحجة الحياة الأخرى.. تذكر بأن الطبيعة هي لغه الله، وناموس الله، وسنة الله، ليس هناك دين يدعوك لان تغير من ناموس الله.

 

4/8/2016

أحمد الفرحان

 

 

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية