Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الروح - مقالات أخرى

 

 

الاسلام.. الدين الارهابي

 

من الطبيعي أن يشد هذا العنوان انتباه الكثيرين من المتصفحين لصفحاتنا... منهم من يتمنى صمتنا أو تغيير معلوماتنا واتجاهاتنا.. ومنهم من يشجع نشاطاتنا واهتماماتنا، لأنه يختبر ويشاركنا جروحنا وجوارحنا.. ومن هذه الجروح، الإشاعة التي ينشرها البعض عن الدين الإسلامي بأنه دين إرهابي، بحجة بعض الآيات القرآنية والتي قد يجهل أو يلتبس على المسلم تفسيرها ومعناها، فيصمت بدل أن يصحح معلومات الطرف الآخر، وقد لا يبحث، أو يمكن أن تصبح عقيدته الإسلامية الدينية مزعزعة ومشكوك في صحتها، فيتخلخل باطنه وكيانه ويحتار... ثم يعجز عن السير أو الاختيار.

حيث يسمع أو يقرأ الآية المذكورة في سورة البقرة  رقم 216 والتي يقول المولى عز وجل فيها (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) والتي قد يفسرها القارئ على أن القتال والإرهاب مبدأ رئيسي كتبه الله على كل المسلمين، وأن رب المسلمين يحثهم على الحروب والقتل والمجازر.

أما الآية الأخرى رقم (5) من سورة التوبة حيث يقول الله تعالى (( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) والتي قد يفسرها البعض بمعنى أنه اقتلوا المشركين وحاصروهم أينما وجدتموهم وامسحوا وجودهم من الحياة من أجل أن يرحمكم الله أيها المسلمين.

ولكن لم ينتبه المرء - أو يتغافل - عن علاقة الآيات مع بعضها ببعض، ومن هنا يبدأ اللبس على الكثير من الناس، بل يتم الإغفال عن الآيات الأخرى المتشابهات في الموضوع نفسه، وهنا جمعنا عدد من الآيات التي تتحدث عن الجهاد، علنا نجد المعنى الإلهي الذي يقصده الله، ونثبت زور المقصد الإنساني العدائي الذي يحاول البعض ترويجه عن الدين الإسلامي.. على الشكل التالي:

((وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين)) [البقرة 190]

((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تعلمون)) [البقرة 216]

 ((وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)) [التوبة21]

((أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ  (13) قتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين (14) ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم))  [15 التوبة]

 ((إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ْ(5)))  [ سورة التوبة]

بعد أن نتأمل الآيات السابقة، نجد معنى القتال والجهاد واضح، المعنى الإلهي الذي يخلو من العدائية والكره والبغضاء، وينحصر على الصد والمقاومة والدفاع... دون أن نعود إلى سبب نزولها أو التاريخ والأحداث التي تزامنت معها، علنا نجد المقصد الإلهي للجهاد، والذي لا يعني أن نقاتل الكفار وكل من يخالفنا الرأي، بل دائما ما نقرأ كلمه "قاتلوهم" مثل أول آية من الآيات السابقة (( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين)) [البقرة 190]. ولم يقول المولى عز وجل "أقتلوا" بل "قاتلوا" أي قاوموا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تبدؤوا أنتم بالقتال ولا تعتدوا، لأن الله لا يحب المعتدي.

أما الآية الثانية فنقرأها (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تعلمون )) [البقرة 216] وحسب التفاسير حيث تقول أن القتال مفروض عليكم مع إنه مكروه ولا تستحبه النفس، ولكن عسى أن تكرهوا شيء فيه خير لكم كالغنيمة والشهادة والأجر، وعسى أن تحبوا شيء وفيه شر لكم كالذل والمهانة... إن الله يعلم ما ينفعكم وأنتم لا تعلمون. وهذا المبدأ ليس مبدأ إسلامي فقط، بل هو مبدأ بشري، تتبعه البشرية طوال عمرها، ودائما ما نجد الشعوب تثور وتقاتل من أجل حريتها أو غيرها من الحقوق الإنسانية... ومن هنا يتوجب علينا الإشارة، أن إرادتنا في نشر السلام لا تعني الخضوع والذل لأي صديق أو عدو بحجة السلام العالمي، بل إن ما نقصده من سلام هو السلام والتسامح الذي يترافق مع قوة الاختيار بين التسامح وبين الحرب، أن يترافق مع قوة وليس مع ضعف وذلة... وهنا تكمن الفضيلة في عدم اختيارنا للحرب بل للسلم، وألا يكون ذلك الاختيار اختيار جبري، أي مجبورون على اختياره. فإن أحببنا صديقا فأي فضيلة تلك ؟؟ بل الفضيلة حينما نحب العدو.

أما الفقرة هذه فنتناول اللبس الذي يحاول أن يصنعه البعض حينما يرددون الآية القرآنية من سورة التوبة ((فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ْ(5))) حيث يروجون أن القرآن يحثنا على قتال كل المشركين والكفار والذين لا ينتمون للدين الإسلامي، فنحصرهم إلى أن يتوبوا ويتبعوا ديننا وطريقة عبادتنا وطقوسنا من صلاة وزكاه، وإن قتلناهم فإن الله غفور رحيم. بينما المعنى هنا ناقص تماما، لأن من قرأ الآية لم يربطها بالآية السابقة لها، حيث نجد المعنى تاما وكامل حينما نقرأ الآيتين مع بعضهما:

((إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ْ(5)))  [ سورة التوبة]

فنجد الآيتين تشيران إلى التعاون ومعاهدة البشر حتى لو لم يتبعون الدين الإسلامي حيث اطلق عليهم كلمة (مشركين)، فطلب معاهدتهم من دون مدة محددة، وإن لم يخونوا أو ينقضوا العهد أو يتعاونون مع أحد ضدكم - طالما أن الإسلام كأي دين لا يقبل الخيانة - فيتم السلام بينكم. إما إن كان هناك خيانة من طرفهم ونقض للعهد فمن واجب المؤمن كغيره ممن نقضت عهودة من البشر قتال الخونة ومن لا يلتزم بالعهد.

من هنا نجد أن القتال هنا مقرون بمن اعتدى وبدأ القتال، كذلك نجده مقرون بالخيانة... وليس هناك قتل لمجرد القتل. ليس هناك قتل لهدف نشر أو اكراه الدين الإسلامي على أحد... وقد تتكرر الآيات في هذا المعنى، فنجده واضح في الآية ((وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)) [التوبة21]، وأيضا، نجده يدعوا للسلام لا إلى الحرب، فحينما يكفون عن قتالكم، فلابد أن تكفوا أنتم عن قتالهم، ((وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)) [الأنفال/61]

أما الدرس الباطني في المقاومة والقتال نجده في الآية 15 من سورة التوبة، إذ يقول المولى عز وجل (( قتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين (14) ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم (15))) وهذه الآية الأخيره تثبت أن هدف القتال هو تطهير الظالين وتليين قلوبهم الذين ينقضون العهد بسبب قلوبهم القاسية والمريضة، ومن خلال القتال الذي يكرهه المرء وفيه مصلحته عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم... من هنا كان الجهاد من أجل النفس ومن أجل الآخرين... نظرا أن الله الحكيم يضع المرء في مواقف من أجل توسعة وعيه من خلال الدروس المكتسبة في هذه الظروف... في مقابل تليين قلوب الظالمين من جانب، وتقوية قلوب المسلمين من الجانب الآخر. بشرط أن يتم القتال بتعقل ودون اندفاعية عاطفية وانفعالات همجية.. بل نهى القرآن المسلمين بأن يعيشوا علاقات عدوانية وكراهية بين بعضهم البعض وحتى بين الأعداء السياسيين والذين لم لم يتبعوا دينهم،  وأكثر من ذلك، فقد شبه القرآن "العدو" بالولي الحميم، أي السيد القريب والفاضل ((ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم))، وهذا ما يقابله في قول السيد المسيح: "أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم". ولهذا نطلب أن يتم اعادة النظر وصياغة المبادئ في حياتنا، وأن يتم تصفية كل ما نقرأه ونأخذه من البيئة المحيطة بنا، وذلك من أجل بناء إنسان كامل.

في نهاية المقال، نذكر أن التحقق والبحث والاستنتاج وهدم معلومة لبناء معلومة أخرى أمر مهم في طريق الوعي وتوسيع الأفق العقلي... لأن الفكر يعمل في مبدأ الشيفرات، فكل معلومة تعتبر شيفرة وحتى الكذبة تعتبر شيفرة... فالحاقد والحاسد والجاهل يعطينا معلومة -أي شيفرة- ويمحو شيفرة أخرى من عقلنا.. ومن خلال البحث والمقارنة والتقصى، نعي الشيفرة الخبيثة ونعي الشيفرة الحميدة، فنملك قراراتنا بوعي وبصيرة.

كما إني أود أن يتم النظر في المبادئ السابقة على إنها مبادء موجودة في كل مكان وزمان، وتتكرر في التاريخ كثيرا، ووجودها في القرآن لا يعني أنها مبادئ إسلامية إرهابية، اذ سبق وتبين لنا المعنى المراد منها.

لا يجوز القتال في الاسلام أو الجهاد أو الحرب إلا في الحالات التالية:

- رد العدوان.

- التعرض للاضطهاد؟

- طرد المسلمين من أراضيهم.

- في حال وقوع انتهاكات متعدمة للمعاهدات والاتفاقيات.

نعم ستجد آيات في القرآن تدعوا للاستعداد للحرب مثل ((واعدوا لهم ما استطعتم من قوة..)) 60 الانفال، لن تجد في القرأن آية واحدة تدعو للجهاد بهدف نشر الدين او الدعوة له عبر القتال، أبدا.

بل ونهي أيضا القرآن الاستمرار في القتال حينما يتوقف العدوان عن القتال حيث قال: ((فان انتهوا فإن الله غفور رحيم)) البقرة 192، وأيضا قال تعالى: ((وإذا جنحوا للسلم فاجنح له، وتوكل على الله إنه هو السميع العليم))

صيف 2010

مقال حصـــري

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية