|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الفكر - مقالات أخرى |
|||||||||
هل للنباتات مزاجية؟
إذا كانت النباتات واعية، أي مدركة.. فهل تستطيع أن تكون مزاجية؟ لقد أجرى بول بلوندل دراسة استغرقت سنتين اثنتين حول حياة النباتات العاطفية في الستينات من القرن العشرين حينما كان أستاذا في كلية بلايك في سان دييغو. ويعتقد بلوندل أن النباتات إنما لها نزعتها الخاصة، ويمكن تقسيمها مجموعات، تبعاً لمزاجها. فالبندورة، والملفوف، والبطاطا يبدو أنها تستجيب للتملق على نحو مُرضٍ أو مؤاتٍ. ولسوء الطالع، يبدو أن السحلبية، والدلبوث (سيف الغراب/ نوع من النباتات) هما عصبيان إلى أبعد حد، ويتطلبان عناية واهتمام خاصين. اكتشف فوغل لدى بحثه أن نباتات مختلفة لديها مزاجات مختلفة. فبعض النباتات تستجيب بسرعة، فيحين أن البعض الآخر يستغرق وقتاً طويلاً لكي يحمي. وليس أن للنباتات شخصية وخصائص فردية، وحسب، ولكن للأوراق كذلك، وفقاً لفوغل الذي ألفى صعوبة كبيرة في عمله في الأوراق ذات المقاومة الكهربائية العالية. ومثله كمثل داروين لأكثر من قرن مضى، لاحظ فوغل، أن لدى النباتات لحظات وأياما تكون فيها "دائرة" و"متوقفة" (عن العمل). وهو يوحي بأنه في أوقات معينة تستطيع النباتات أن تكون مكتئبة أو منطوية على نفسها. يؤكد الوسيط الروحي "آيروين غرايف" عبر ملاحظته أن للنباتات عواطف. وهو يصف رحلة قام بها إلى "لونغ آيلاند" (قرب مدينة نيويورك في وسط البحر) لإلقاء محاضرة في منزل خاص: "كنت انتظر في قاعة المكتب بالضبط قبل أن كنت سأتحدث عن الظاهرة الخارقة للطبيعة على مسامع جماعة مهتمة بالموضوع.. وبينما كنت أنتظر البدء بإلقاء الخطاب، أخذت أنظر إلى الأغراض الموجودة في الغرفة وأحدد الأغراض الزوجية المتشابهة كسبيل لتمضية الوقت، فأوليت اهتمامي لنبتتين في الغرفة.. وإذا ركزت على هاتين النبتتين، كنت واعيا أن واحدة كانت سوية أو عادية، والأخرى مخبولة... وحينما أقبلت السيدة صاحبة البيت إلى الغرفة، قلت لها إن واحدة من نبتتيها الاثنتين بدت أنها سوية تماما ولكن الأخرى متطرفة ومصابة بهستيريا. فأجابتني السيدة: إن النبتة الأولى السوية مضى على وجودها معها سنوات طوال، مع ذلك، فإن النبتة الثانية إنما حملت للتو إلى المنزل من غرفة مستشفى حيث قضي صاحبها ببطء شديد بسبب إصابته بالسرطان. فأدركت أن النبتة قد غدت مخبولة بفعل الألم العاطفي من جراء مراقبة صاحبها وهو يموت." كما يزعم هذا الوسيط أن الاضطراب في النبتة المخبولة كان ظاهرياً وجلياً على الفور عبر الانطباع الذي تلقاه عن شكل حياة متضارب أو شكل خارج كليا عن السيطرة. كما يقولون علماء "الباراسكيولوجيا" (وهو العلم الذي يبحث عن تفسير للظواهر الخارقة للطبيعة) أن هناك مستويات مختلفة من الحساسية العاطفية لدى النباتات. كما يؤكدون شعور الغيرة عند النباتات حينما يهتم المزارع بأحدهم ويترك الأخرى. ويوافق باكستر على هذا الأمر، ويسأل عن كيفية عدم تصديق أن النباتات مخلوقات حية تحس وتستجيب وتتفاعل؟ إن اختباره في تهديد النباتات شخصيا في مختبره، والحصول على استجابه أقنعته بان النباتات تستجيب للآخرين والمؤثرات الخارجية. ويؤكد أن نوعا ما من التفاعل كان جاريا، ولكن هل يسعنا أن نفسره على إنه تفاعل عاطفي؟ يقول فوغل (أحد الباحثين الذين تم ذكرهم في المقالات السابقة) إن النباتات تبدو أنها حساسة مثل الكائنات البشرية. وهو يذكر أنه إذا ما فكر امرؤ في شيء منقص أو حطَّ من قدر نبتة ما، أو ردّده، عندئذ ستستجيب النبتة للعاطفية السلبية بالذبول، أو حتى بالموت، في بعض الحالات. ويقول كذلك أن النباتات تستطيع أن تصاب بالإغماء إذا ما قورنت بنباتات أخرى، على نحو غير ملائم لها.
* * *
| |||||||||
|