|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الفكر - مقالات أخرى |
|||||||||
هل تتواصل النباتات مع بعضها؟
إن فكرة أن للنباتات ذاكرة تقلق علماء كثيرين، فالتقارير الواردة من اليابان التي تثبت أن للنبات مقدرة على الحساب قد تبدو مثيرة للسخرية. ويزعم "هاشيوموتو" (خبير بالبيلوغراف) أن صباره يستطيع أن يعد ويجمع حتى عشرين، وهو يترجم المقدرة على بلوغ الذروة في بيانات البولوغراف، أو أي أدوات مماثلة. غير أن تجربة باكستر بمساعدة ست طلاب يوحي باحتمال أن للنباتات ذاكرة ما تحتفض بها في مدة قصيرة من الوقت، وتتفاعل بكيفية ذكية مع تلك المعلومات. وكان اختباره جدا بسيط، حيث طلب من ستة طلاب، أن يساعدون على إقامة الدليل، على أن النباتات تستطيع أن تتذكر الأحداث الماضية. وقد أختير واحد منهم بالقرعة لكي يقتل نبتة في غرفة مع وجود نبتة واحدة وحسب فيها، ولم يكن باكستر أو الطلاب الخمسة الآخرون يدرون من سوف يكون القاتل، وتسلل الطالب الذي وقع عليه الاختيار إلى الغرفة حامل النبتتين وأتلف واحدة منهما، وطلب باكستر لاحقا من الطلاب أن يدخلون الغرفة الواحد تلو الآخر، وكان في هذه الأثناء قد ربط النبتة التي كانت لا تزال حية إلى البيلوغراف، ليرى ما إذا كانت النبتة سوف تستجيب للقاتل، وأقبل كل من الطلاب الأبرياء للغرفة، ولم تستجيب النبتة أي منهم، ولكن عندما دخل الطالب المذنب الغرفة، انتبات النبتة نوبة جنون مؤقت، واهتز البيلوغراب بنشاط. كان باكستر قادر إلى التعرف إلى الطالب المذنب الذي شوة النبتة الأولى، بمراقبته لنشاط النبتة الثانية التي شهدت على الجريمة. أمر لا يصدق! إذا كان النحل يستطيع أن يشير إلى حقل أزهار أو إلى مخبأ عسل مخفي عبر رقص معقد، وإذا كانت البقة تستطيع أن تتعنقد معا لنسخ زهور برية جميلة كشكل من أشكال الحماية الذاتية ضد المفترسين، وإذا كان سمك سليمان يستطيع التعرف إلى التركيبة الكيميائية للمياه التي ولدت فيها، فمن يسعه القول إن النباتات ليس لها طريقتها الخاصة في الاتصال بعضها مع بهض؟ هل يمكن الاقتناع بهذا الشيء؟ سوف يقول بعض العلماء إن النباتات تتصل عبر حجمها ولونها وأريجها. إنها عمليات بسيطة مثل جذب الفراشات والنحل إلى زهورها للتلقيح الأساسي لبقائها واستمرار حياتها، ولكن هل هذا يسمى "اتصال"؟؟ إن الأمر الغريب هو أن النباتات إنما تبدو أنها تتصل بكيفيات لا تمت بصلة إلى حجمها، أو لونها، أو رائحتها. ومثلما هي تستطيع أن تتفاعل مع البشر والحيوانات عبر حاسة سادسة غامضة، تستطيع أن تؤثر في العواطف والمعلومات، أو هي تنقلها فيما بينها. في مركز للبحوث النباتية في الاتحاد السوفياتي، أوحى علماء نباتيون بان النباتات قد تكون قادرة على نقل الطاقة المانحة للحياة (الطاقة الحيوية أو الأثيرية أو البرانا). وفي أحد الاختبارات، وضعوا نبتة ذرة في مستوعب زجاجي. ولم يسقي واحدة من النباتات بالماء، بينما الأخرى فكان يسقيها، حيث كانت النباتات الأخرى خارج المستوعب تنمو بشكل طبيعي، بينما النبتة المحرومة من الماء داخل المستوعب غير بعيدة عن النباتات الأخرى. ورغم الأسابيع التي انقضت، واصلت نبتة الذرة المحبوسة بالنمو بقوة. وأذهل تصرف النبتة الغريب العلماء السوفياتيين، ولم يسعهم أن يوحوا بغير أنه بطريقة مجهولة كانت النباتات خارج المستوعب الزجاجي قادرة على نقل الماء أو الطاقة إلى الأسيرة القريبة منها. أهو أمر مذهل؟ أهو أمر مستحيل؟ هل إن بعض الموجات المجهولة كانت قادرة على تحويل الطاقة من النباتات المروية إلى النبتة المسكينة المعزولة في كربها؟ إن شيئا غير عادي إنما يحدث حتما. وقد ذكر أن النوع نفسه من الاتصال ما بين نبتة ونبتة تم في إنكلترا خلال تجارب أجريت على يد الدكتور أ.ر.بايلي سنة 1972. نبتتان اثنتان في دفيئة (بيت زجاجي لزراعة النباتات الحساسة أو لوقايتها من الجو الخارجي) مضاء نصفيا ضبطت فيه الحرارة والرطوبة والضوء على نحو جيد ودقيق، كانتا تعانيان نقص الماء. وقاس بايلي ومعاونوه كلا النبتتين التي كانتا تعانيان من الماء. فلما رويت نبتة واحدة منهما من الخارج عبر أنابيب بلاستيكية، تفاعلت النبتة الأخرى. وكما قال بايلي لجمعيى دوزر البريطانية: "لم يكن هناك أي وصلة كهربائية بين الاثنتين، ولا أي صلة مادية مطلقاً، ولكن بكيفية ما، التقطت نبتة منهما ما كان يجري مع النبتة الأخرى". وقد تلقت فكرة تواصل النباتات فيما بينها تعزيزا وأثبتها آخر هو ج.أ.روديل، الرائد في الزراعة العضوية، في ما بعد أصبح مؤسس مجلة "الوقاية". لمّا زار مختبرات ديلاوور في انكلترا منذ عدة سنوات، أطلع على عدد من الاختبارات. وقد وجد بعض المعلومات عن كيفية ان موت احد "والدي" نبتة ما قد يؤثر في نموها. ظاهريا، عندما تموت النبتة " الأم" أو شجيرة صغيرة، فهذا يستطيع أن يتسبب برضة أو جرح في النبتة الصغيرة. وطالما بقيت الأم سليمة معافاة وحية، فإن فرص كون النباتات النامية منها هي جيدة أيضا. لم يستطيع المزارع العضوي أن يصدق هذا أبدا، لذا قام ببعض الاختبارات في مزرعته عندما عاد لموطنه. وذكر أنه أخذ مطعومين اثنين من نبتتي زهرة الغمد ناضجتين. وأتلف نبتة أما وكل التربة التي نمت فيها بالاحراق. ثم إنه حطم الحوض ودفن كل ما تبقى على مسافة أميال عدة من الموقع الذي كان يجري فيه اختبارة . فماذا حدث؟ بحسب قوله، إن المطعومان "اليتيمان" لم ينبتان على نحو جيد مقارنة مع المطاعيم المأخوذة من نبتة زهرة الغمد التي هي على قيد الحياة. والسؤال أكانت النباتات تستجيب لأفكار المزارع أم لموت أمها أم لا؟ إنما هو سؤال محير، هل المطعوم المأخوذ من أي نبتة هي بكيفية ما تزال جزءا من طاقة الأم؟ وكم يقضي من الوقت للنبتة الفتية الصغيرة حتى تنشئ هويتها الفردية وتتوقف عن كونها متأثرة بوالديها؟ يبدو أن النباتات، على نحو ما، تتصل فيما بينها. وهذه المقدرة الغامضة والرائعة اللافتة للنظر هي تقريلا مماثلة لتلك التي لاحظها باكستر في اختبار القريدس المالح. وعندما تشترك أو تترافق ملاحظات باحثين مستقلين واختباراتهما، فإن النتيجة المحتملة هي أن النباتات ليست حساسة إلى حد بعيد، ولكنها أيضا حساسة أو مستجيبة للمؤثرات المعنوية.
* * *
| |||||||||
|