|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الفكر - مقالات أخرى |
|||||||||
تأثر النباتات بحياة وموت الكائنات الأخرى
استمرت تجارب باكستر على النباتات، والذي أراد من خلالها إثبات أن النباتات لها القدرة على إدراك الأشكال الحياة التي حولها. ومن خلال هذه التجارب أراد أن يكتشف ما إذا كانت النباتات سوف تتفاعل مع موت مخلوقات حية أخرى. وهذا الاختبار سوف يكون فيه ثلاث من النباتات "الفيلودندون"، التي وصل كل واحدة من النباتات الثلاثة إلى مرسامة منفصلة، مثلما سبق له في تجربته السابقة، بتزويد أوراق النبتة الأقطاب الكهربائية. ووضع كل نبتة في غرفة خاصة منعزلة، ذات حرارة متماثلة والظروف الضوئية عينها. وفي حجرة رابعة جمع باكستر آلة خاصة تحمل حيوان القريدس الصغير الحي الذي يعيش في بيئته الخاصة وهي الماء شديدة الملوحة إلى ماء مغلي لكي يموت. وهذا النوع من القريدس الذي يستخدم بصورة رئيسية غذاء للسمك أختاره باكستر لأن من السهل تناوله وهو حيوي جدا. وفي حجرة أخرى وضع آلة ترسل منبه بشكل عشوائي إلى آلة القريدس لإطلاق إسقاط القريدس الحي في الماء المغلي حيث سيموت. على سبيل ضبط الاختبار كانت الآلة ستسقط بين الفينة والفينة ماء من غير قريدس، لرؤية ما إذا كانت النباتات ستتفاعل دون تدخل بشري، من خلال العملية الميكانيكية. أي أنه استعانة بآلات ليس لها أفكار لكي لا تأثر أفكار العقل على النباتات من خلال التخاطر الذهني. لهذا كل خطوة كانت آلية في هذه التجربة. قبل الشروع في الاختبار، تم تسجيل كل المرسامات، والآلة التي تطلق المنبه بشكل عشوائي، والآلة التي تسقط القريدس في الماء المغلي. وتم تفحصها بدقة. وعندما بدأت الآلة تعمل، حتى غادر الذين يجرون الاختبار المبنى، لكي يعودوا فيما بعد للتفحص والإطلاع على النتائج . اكتشفوا في تحليلهم الرسيمات، أن النباتات في الغرفة المنفصلة عن بعضها البعض واتصالها بمرسامة خاصة لكل واحدة، استجابت لموت القريدس كلهم في الوقت نفسه. مبينه منحنيات ضغط نفسي وتوتر حاد مشابه لتلك التي يظهرها البشر الواقعون تحت الضغط الشديد إما ذهنيا أو جسديا. وحدثت الاستجابة لموت القريدس الصغير المالح، بحيث ينتفي أمر عزو ذلك إلى المصادفة، وفضل عن ذلك لم تبد النباتات أي استجابة لإسقاط الماء المالح في الماء المغلي الذي لم يكن يحتوي على أي قريدس على الإطلاق. وبواسطة هذا الاختبار أوحى باكستر بأن القريدس الميت كان قادر على إيصال علامات أو إشارات موت إلى النباتات في الغرفة الأخرى، أي اتصال غامض قد يجري، أو من خلال علم النباتات لما يجري في الغرفة المجاورة وكذلك في طريقة غامضة. وبدأ باكستر يخمن أنه ينبغي أن يكون هناك نوع من الإدراك الحسي الغير عادي لدى النباتات. كان قد قام بملاحظات أخرى حول الاتصال الجاري بين أشكال الحياة والنباتات، وذات ليلة وبينما كان يعمل مع نبتة مشدودة إلى بوليغراف، نهض لكي يطعم كلبه، عادة كان يضيف بيضة إلى الطعام. وبينما هو يطعم البيضة، يحطم البيضة، لاحظ أن رسيمات المرسامة للنبتة الباعدة حوالي عشرة أمتار كانت تبدي رد فعل عنيف، ويبدو أن رد الفعل هذه أن النبتة كانت جدا منزعجة، ولكن لماذا ينبغي أن تنزعج نبتة من تحطيم قشرة بيضة؟ اعتقد حينها باكستر أن ذلك كان اتفاق أو مصادفة، إلا أن قام بالعمل ذاته في الليلة التالية، وبينما كان يحطم قشر البيضة، لاحظ رد الفعل نفسه من النبات. فهل كانت النبتة تتفاعل مع موت خلية كما تفاعلت حينما مات القريدس سابقا؟ هذه ملاحظة أخرى بالضبط في سلسلة الملاحظات الغريبة، ولم يكن باكستر حقا متأكد مما حدث، لهذا ربط قطبي مرسامته مباشرة بالبيضة، وتابع تسجيل الترسيمات طوال الساعات التسعة التالية، ليرى ما إذا كان بوسعه اكتشاف أي شيء. ولفرط دهشته وجد أن البيضة تسجل على ورقة الترسامة نبض قلب، على نحو مستمر! وكان معدل سرعة النبض ما بين 160 و170 نبضة في الدقيقة! عرف باكستر من فوره، نبض جنين صوص، مضي على حضنه ثلاثة أيام أو أربعة، هل كانت النبتة حساسة كفاية لتتناغم مع الحياة لدى أي شكل من الحياة أو الوجود؟ هل كانت النبتة تشعر بالخطر على البيضة وتتفاعل عاطفيا تماما كما لو كانت تتفاعل حينما تهدد هي ذاتها بالخطر شخصيا؟ كان بوسع باكستر أن يخمن أن هذا يجب أن يكون الحال، وصاغ النظرية القائلة بأن جميع الخلايا الحية تستطيع أن تتصل بعضها ببعض بكيفية ما لا تزال غامضة ومجهولة، وقد استنتج على نحو مؤقت أن أي وقت تدمر به خلية بطريقة مفاجأة وغير متوقعة، فإنها توصل انزعاجها ومعلوماتها إلى كائنات حية والخلايا. حتى أن موت خلية في إصبع مجروح تعالج بصبغة اليود يستطيع أن يتسبب برد فعل من خلايا حية أخرى كما لاحظ باكستر ما حدث في النباتات. وهذا ما يعرف بالذكاء البيولوجي الفطري الخاص بكل خلية. وهنا ندرك عظمة خليقة الكون، والذي يوصلنا إلى عظمة الخالق الخلاق. فإن لكل ذرة في الكون هي بمثابة كون صغير وعالم خاص بها، له قوانينه الخاص، كما أن لدينا قوانين خاصة، كما أن هناك كون وعالم آخر ولديه قوانين خاصة. كيف تستطيع النبات على مستوى خليوي أن تكون قادرة على الاتصال. سر آسر.. وسر يجعل باكستر في حيرة، وهو يذكر أن شكل الاتصال الذي لاحظه في مختبره لم يكن معروفا، طالما أنه عزل النباتات عزلة تامة تبدأ من الأقفاص خاصة مقفلة بإحكام "أقفاص فارادي"، إلى مستوعبات مبطنة بالرصاص من حولها، ولا تخترق "الموجة" أي حاجز، بل إنها لا تستهلك الوقت في طبيعتها. كما سبق التدليل على ذلك عندما عرض شرائح منزلقة على الجمهور في خلال إحدى المحاضرات وقد سجل في الآن نفسه رد فعل النباتات في مختبره. فهل يمكن للنباتات أن تتمتع بحس وإدراك غير عادي؟ هل الحكمة التي تقول بأن ((الأنبياء يخضرون الأرض والدجالين يميتونها)) حقيقية؟
* * *
| |||||||||
|