Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الفكر - التأمل وتقنياته

 

 

افصل نفسك عن الجسد

 

 

جسدك لاشيء، إنه مجرد هبة اعطيت لك، الوجود أعطاك أياه. هو أقرب شيء في الوجود منك. جسدك هو اقرب شيء في الوجود منك، وبالتالي سيكون هو الوجود كله بالنسبة لك. في وقت ما لن يكون هناك ارتباط بينك وبين جسدك، علاقتكما الحميمة سوف تتلاشى وتختفي، ولن يكون لك جسد، أو في عبارة أخرى، سيكون الوجود كله جسدك، وستكون موجود في جميع الانحاء.

في الجسد، ستكون موجودا في مكان ما، ولكن من دون الجسد فستكون في كل مكان.
في الجسد فستكون مقيد في حيز ما، ولكن من دون الجسد فلن تكون مقيد.

لهذا، الذين أدركوا ذلك، يقولون أن الجسد سجن. ولكن في الحقيقة الجسد ليس سجن، بل التعلق بهذا الجسد هو السجن. حينما لا تتعلق بالجسد، فستكون كيان حر في كل مكان.

حينما يتم نسيان الجسد، حينما تجعله في اللاوعي، ذلك المكان المظلم، وتنساه هناك، سوف يأتيك الفرح. من خلال منهج التانترا أو اليوغا يمكنك أن تحقق ذلك. لهذا ليس من الصدفة أن تكون أنت سيده. وإن لم يتحقق ذلك لك، فإن المفتاح في يدك يمكنك عندها أن تفتح الباب وقتما تريد وأينما تريد. أو، يمكنك أن تفتح الباب للأبد وتلقي المفتاح بعيدا، لأنه ليس هناك حاجة لكي تغلق الباب من جديد.

الفرح يحدث في الحياة اليومية، ولكنك لا تعرف حيف يحدث. إنه يحدث دائما حينما لا تكون في جسدك – تذكر هذا الأمر. حينما تشعر في لحظة من اللحظات بالفرح، تذكر أن تلاحظ ما إن كنت في داخل جسدك أو خارجه، لن تكون موجودا في الداخل بالتأكيد. فحينما يكون الفرح موجودا، فالجسد لن يكون موجودا أمامه. لن يختفي الجسد، بل سيكون الجسد موجودا، ولكن تعلقك في الجسد هو ما يختفي ولن تكون متعلقا به أو مقيدا فيه، بل تكون قد قفزت إلى الخارج.

قد تقفز خارج جسدك بسبب موسيقى، قد تقفز خارج جسدك بسبب شروق الشمس الجميل، قد تقفز خارج الجسد بسبب سماعك ضحكات الأطفال، قد تقفز خارج جسدك بسبب الحب. مهما كانت الأسباب، فستكون قد قفزت خارج الجسد في تلك اللحظات. جسدك سيكون موجودا، ولكنه جانبا، لن تكون معلقا فيه، بل قد حلقت منه.

من خلال هذه الطريقة، ستعلم أن الشخص الذي يكون حر طليق في كل مكان، لا يمكن ان يكون تعيسا بائسا، سيكون فرحا مبتهجا. إذن، كلما أصبحت مقيدا أكثر، ستكون بائسا أكثر. توسع، ازل الحدود الموجودة، وفي أي وقت، اترك جسدك جانبا وحلق. وانت تنظر إلى السماء والسحاب الطليقة، تحرك مع السحب والريال، اترك جسدك هنا على الأرض. وأنت تنظر إلى القمر في وسط الأفق، تحرك مع القمر. في أي فرصة يمكنك أن تنسى الجسد، لا تضيع هذه الفرصة ابدا، اغتنمها واختبر الحرية والتحرر. اذهب في رحلة، وحينها سوف تغدو معتاد على ما سمى "بتجربة الخروج من الجسد".

أن تكون داخل الجسد، عنايتك وانتباهك لابد أن تكون موجودة هناك. لهذا تذكر، أنه أينما كان اهتمامك، ستكون أنت موجودا هناك. عندما يكون اهتمامك موجود في السحب، ستكون هناك. عندما يكون اهتمامك بالبستان، ستكون هناك. عندما يكون اهتمامك بالمال، ستكون حيثما يكون المال. اهتمامك هو واقعك ووجودك. فحينما لايكون اهتمامك في أي مكان، ستكون موجودا في كل مكان.

إن التأمل التام، هو أن تعيش هذه الحالة من الوعي، حيث لا يكون لانتباهك أو اهتمامك أي اتجاه، وألا يكون في أي مكان. ليس له غاية أبدا، أو هدف ما أو اتجاه ما. حينما لن يكون لانتباهك واهتمامك أي هدف أو غاية أو اتجاه ما، فلن يكون لك أي جسد. اهتمامك يخلق (يصنع) جسدك. انتباهك هو جسدك. وحينما لا يكون لانتباهك مكان ما، فستكون في كل مكان، والفرح سيغدو عليك. وليس من الجسد ان نقول ان ذلك الشي يتحقق معك، لأنك تعيشه الآن.
 

* * *

 

 

مقال مترجم

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

  

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية