> الصفحة الرئيسية - الفكر - التأمل وتقنياته

اشعر بالوجود

"أنا موجود"... أدخل عميقا في هذا الشعور.

اجلس فحسب، وادخل في هذا الشعور "أنا موجود". اشعر به، ولا تفكر فيه، لأنه يمكن أن ترددها في الفكر بشكل عقيم، لا ينفع بشيء. عقلك لا يمكنه أن يقوم بفعل، ولا ترددها في عقلك – أنا موجود... أنا موجود... بل اشعر بها.

اشعر بها كما لو كانت تعيش في داخل عظامك وتجري في دمك، اشعر بها وهي تنتشر في أجزاء جسدك، اشعر بها إلى أقصى درجات الشعور والاحساس، وعشها لأنها حقيقة لم تتذوقها بعد، أنا..موجود.
لا ترددها كما لو كانت تسبيحة ميتة، ولا تكون كالبغبغاء... بكل استرخاء واطمأن وفرح، لا تقولها أو تنطق بها، بل عشها...

إن الكل يعلم، كما إنك تعلم، أنك موجود، لهذا لا تحتاج لترديدها... وأن تشعر بها فهو أمر مختلف جدا... مختلف جدا.
حاول، وسوف تعيشها في أي مكان، كراكب باص، أو مسافر في القطار، أو جالس على مقعد في الحديقة، أو مستلقي في فراشك... حاول أن تتذوق الوجود كما هو، ولا تفكر فيه أو تقرأ كتاب عنه.

عندما تبدأ بالشعور في الوجود، سوف تشعر بالعالم وهو يحيا من جديد في عينيك بطريقة لا تتخيلها... سوف تقطع الطرقات نفسها التي كنت تقطعها سابقا، وسوف تبدو جديدة مليئة بالحياة. وذلك لأنك شعرت بالوجود وبدأت تعيشه... سوف تلتقي بأصدقائك وسوف يكونوا مفعمين بالحياة والوجود.. سيبدو كل شيء مختلف جدا.

الوجود هدية خلق من اجلك ولأجلك، فأنت لست متسولا فيه بل خليفة فيه... لهذا لابد ان تشعر بوجودك ووجودة لك.
وبالرغم من هذا الشعور، فلا تخلق حدا لذلك، اشعر بلامحدوديته، ولا تضع حدا أو حدود له، لأنه ليس للكون حدود، وأنت أيضا ليس لديك بداية وليس لديك نهاية أو حدود.
 

* * *

مقال مترجم