|
|||||||||
|
> الصفحة الرئيسية - الفكر - التأمل وتقنياته |
|||||||||
|
من الفكر إلى القلب
القلب هو مدخل إلى اللامدخل.. إلى
الواقعية! هذا التأمل، (من الفكر إلى القلب) هو رحلة هبوط من الفكر إلى القلب. حيث تتخيل في البداية بأنك بدون رأس، حاول أن تكون بدونه، إنه غائب، مختفي، وأنت تتحرك بدونه.. يبدو أن هذا شيء مضحك، لكنه من احد التمارين المهمة، جربه وستكتشف عظمته! حينما يظهر الشعور بعدم وجود الرأس، سيكون شعورك غريباً عندها ستستقر هناك في الأسفل، داخل القلب! يملك الإنسان الكفيف قدرة سمعية عظيمة وأذنين موسيقيين، المكفوفين هم أشخاص موسيقيين أكثر، شعورهم بالموسيقى عميق أكثر، لماذا؟ لأن الطاقة الطائفة بين العيون لا تستطيع الخروج، فتختار طريق آخر وتتوجه نحو الأذنين! يملك المكفوفين حساسية لمس أعمق، إذا لمسك كفيف، ستشعر بالفرق! نحن نلمس بواسطة العيون، لكن المكفوفين لن يلمسك بذات الطريقة، فالطاقة تتحرك بقوة بين الكفين، وهذا هو سبب حساسيته، وهو أن طاقته ليست في عينه ولا رأسه ولكن في مكان آخر! فالتمرين هذا يشعرك بالغرابة، وهذا الشعور ينتابك للمرة الأولى حيث تتعرف فيها على قلبك.. اجلس وتأمل، اشعر انك بدون رأس: "اختفى رأسي"، وعند اختفائه، ستتمركز في القلب، سوف ترى العالم من خلال قلبك، لا من خلال رأسك. عندما دخل الغربيون إلى اليابان، اندهشوا كثيرا لأنهم يفكرون من بطونهم! إذا كنت هناك وسألت طفلا يابانيا عن الفكر، فإنه سيشير إلى بطنه. عرب مئات السنين، تصرفوا اليابانيون بدون رأس، لذا كنت تراهم أكثر هدوء واسترخاء وتميزا بالتمالك النفسي. قف أمام المرآة، انظر عميقا في عينيك، ستشعر أنك ترى من خلال القلب، وهنا سيبدأ القلب يعمل أكثر، وستشعر بأهمية وجودة، ستتغير شخصيتك.. إذن الخطوة الأولى هي أن تجرب أن تعيش بغياب رأسك، وثانيا أن تصبح محبا أكثر.. لايمكن للحب أن ينطلق من الفكر، فالعاشق يفقط فكرة ويقول انه مجنون! إذا لم تكن عاشقا "مجنونا" اذن الحقيقة انك لست بعاشق.. تحرروا واسمحوا للفكر بالغياب، فبحضور الحب والمحبة سيختفي القلب، فاجتماعهما غير ممكن. سألتني زوجة صديقي يوما عن زواجها، قالت: أنه قاضي محكمة، في عمله، وأيضا في السرير، انا لا أشعر بأنه زوجي أو حبيبي أو صديقي، لأنه قاضي على مدار الساعة! إن حالتها صعبة جدا، صعب عليك أن تتنازل عن منصبك، فتتغير علاقتك الحميمية إلى علاقة عمل وتصبح باردة، ليس من السهل على المرء أن يغير قالبه، لكن إذا صار عاشقا سيضطر إلى الهبوط باتجاه القلب وتبدأ رحلته الداخلية. في هذا التمرين التأملي، حاول أن تحب أكثر، أن تغير بنوعية العلاقات، اسمح لها ان تكون مبنية على الحب، ولا تحصر الحب في علاقة بينك وبين زوجتك أو عشيقتك، لكن الحب الكوني الموجه إلى العالم أجمع... لذا تحدث مهافيرا وبوذا عن اللاعنف من أجل خلق علاقة الحب المقدسة تجاه الكون. الفكر يحلل، ولكن القلب يوحد، الفكر يبتر ويفصل، بينما القلب يجمع ويوحد. عندما تنظر من قلبك، سترى الكون واحد... ولكن عندما تنظر غليه عبر عقلك، فسترى ذرات وجزيئات وطبقات! القلب يمنحك تجربة مميزة، يوحد، والتوحيد المطلق هو هدية إلهية.. هذه الوحدانية هي الله سبحانه وتعالى.. لهذا السبب العلم لم يجد الله ولم يصل لهذه الوحدانية الطبيعية، فمن المستحيل أن نرى الكمال بواسطة الفكر! آمل ان يصل النداء إلى قلب كل إنسان. __________________
* * * osho
____________________ المراجع: 1- من كتاب
| |||||||||
| |||||||||
