|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الفكر - علوم الطاقة |
|||||||||
عبارات الحكم وعبارات التحفيز
عبارات
الحُكُم: وقبل ذلك، تم التطرق إلى أن الكلمة الإيجابية تؤثر في صاحبها والمستمع، كأن نقول له "أنت ذكي ومتميز"، وبما أننا نحاول أن نحقق المصداقية في قولنا، فكيف لنا أن نكون صادقين في قولنا مع الآخرين، وألا نقول إلا الحقيقة؟؟ كيف لنا أن نحفز شخص غير ذكي وغير متميز، وألا نكذب عليه ونلتزم بمصداقية قولنا ؟؟ كيف لنا أن نقول "أنت ذكي ومتميز" لشخص غير ذكي وغير متميز؟؟ فحينها سوف نفقد مصداقيتنا في القول، ونكون كمن يكذب ويجامل ويتصنع الاعجاب والانجذاب! ومن جانب آخر، كيف لنا أن نحفز أبنائنا بعبارات ايجابية رنانة، قد لا تمت لأبنائنا بصلة أبدا، فنكون كاذبين غير مبالين بالحقيقة!؟ .. من أجل الإجابة على هذه الأسئلة السابقة، علينا أن نتحدث قليلا عما هي جملة الحكم، وجملة التحفيز. فحينما نجد شخص ما غبي، فإننا نحكم عليه "أنت غبي".. وهذه الجملة تؤكد للمستمع أو الشخص الغبي على إنه غبي فعلاً، وقد أدركوا الناس غبائه الظاهر علناً.. فتتأصل هذه الصفة داخله. حينما نقول للشخص الغبي "أنت غبي"، أو الشخص القبيح "أنت قبيح" فإننا نؤكد ونوكد هذا الغباء فيه، ونزرعه ونثبته، ونجعله يرى نفسه بأنه غبي لامحال لنقاش هذه الحقيقة، ونكون قد جنينا عليه بحكمنا في غبائه. ومن الصعب للشخص العادي أن يتخطى آثار هذه الجريمة العظيمة التي ترتكب بحقه كل يوم، فيتأثر بها أشد تأثير، وقد يسبب ذلك له آلام جسدية و نفسية. لا شك أن هناك طرق لتقوية المرء من الداخل لكي لا يتأثر بحكم الآخرين ونقدهم السلبي، وهي طرق بسيطة جداً ولكن لايسع المجال هنا لشرحها والحديث عنها. كما إننا نتحدث عن "طاقة الكلمة" من جانب المتكلم وتأثيرها على المستمع، لا نتحدث عن المستمع وكيفية التعامل مع أنواع الطاقة التي يتلقاها. أيضاً حينما نقول لشخص ما ذكي، "أنت ذكي"، فإننا نحكم عليه بالذكاء، ونؤكد هذا الذكاء ونثبته له، مما يزيده ذكاء وطاقة. وهذه العبارات ومواقفها تعتبر عبارات تفيد في الحكم، أي غرضها هو إصدار حكم ما باتجاه موضوع أو أمر أو شخص ما.
العبارات التحفيزية: حينما نحكم على شخص ما بشكل ايجابي أو شكل سلبي، فإننا نحكم عليه بالثبات في تلك الصفة باستمرار وعدم منحه فرصة للتغيير... عبارات الحكم تجعل الشخص يعيش في زنزانة، لايمكنه التصرف بحرية. ومن لا يتصرف بحرية لا يمكنه التطور والسعي إلى الأفضل، بل سيدور في حلقة مفرغة، ويكرر تصرفاته وفق الحكم الصادر من الآخرين دون محاولة للتغيير، بل سيتصرف مع حالة من التعصب والعناد الشديد. وكأن نحكم على الآخرين بأنهم في ضلال مبين، وأنهم عاصين. أما عبارة التحفيز، فإن كانت غير حقيقية، أو حقيقتها غائبة في اللحظة الحالية، ولكن ليست مستحيلة التحقيق... فكلنا نحمل الذكاء في داخلنا، فحينما نقول للشخص الغبي "أنت شخص ذكي" فلم نكذب أبدا، لأنه يحمل الذكاء في داخله إنما لم يستخدمه بعد. لهذا، ولأن عبارة التحفيز يمكن تحقيقها، فهي لا تعتبر كذبة، بل تثير الطاقة الكامنة في المرء وتدفعه دائما إلى الأمام، مع الإشارة إلى مواطن الخلل، ومكامن الخطأ. بل حتى عندما لاترون في أي أمر من الأمور شيء ما ايجابي لتشجيعه، وإن كنتم لا تستطيعون تحفيز الآخرين بإيجابية، فالأفضل لكم ألا تحكموا عليهم شيء ما سلبي، كما قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". ولأنه يعلم أن الكلمة الإيجابية تحمل طاقة ايجابية كريمة، لا تضر صاحبها ولا الآخرين. بينما الكلمة السلبية وإن كانت حقيقية فإنها تنهش صاحبها وتضر الآخرين. ولهذا تسمى الطاقة الإيجابية بالطاقة الكريمة، لأنها دائما ما تمنح الآخرين وتثري عليهم وجودهم.
* * *
7 نوفمبر 2010
| |||||||||
|