|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الفكر - علوم الطاقة |
|||||||||
مدخل إلى طاقة الكلمة
سمعنا وقرأنا حينما كنا صغار أو حتى كبار عن قصص خرافية، تلعب بها الكلمات دورا مهما في الأحداث والمواقف، فحينما تغيب عن بالنا عبارة "افتح يا سمسم" فلن تفتح لنا مغارة على بابا من دون هذه العبارة السحرية، أو حينما تنطق الساحرة بعبارتها الغريبة (أبراكادابرا) حتى يتحول البطل إلى ضفدع أو أرنب.. إلى غيرها من الخيالات التي تداعب أفكارنا أطفالا وكبارا... أو حتى عندما لا يعرف أحد من أفراد العائلة والمعارف أن يطفئوا نار غضب ذلك الرجل إلا زوجته، فهي تعرف مربط الفرس، تطفئ ناره بكلمة حانية أو حتى بهمسة دافئة بالقرب من أذنه... هذا السحر الحلال يمكن أن نمارسه جميعنا حينما نعرف سر طاقة الكلمة، وبعد ذلك يمكن أن نصنع المعجزات. طاقة الكلمة، سلسلة من المقالات المترابطة والتي تتناول أكثر من ناحية متعلقة بالكلمة، وبالتالي بالفكرة التي خلف الكلمة، وبالتالي بصدق هذه الفكرة أو سلبيتها وإيجابيتها، وبالتالي تأثير ذلك فينا، وأثر لبس وتزوير الحقيقة فينا، ثم سر التحصين... إلخ.
موضوع متشعب، لعلنا نستطيع تبسيط
الأمر وحصره في عدة مقالات بأسلوب بسيط وسهل، ولهذا السبب نبدأ بالعنوان الرئيسي
للمقالات وهو "طاقة
الكلمة".. كل كلمة لها طاقة خاصة بها، كل كلمة، لها معنى تحمله في داخلها، ولكن هذا المعنى يتغير ويتبدل ويتنوع حينما تكون الكلمة قريبة من كلمة أخرى... مثل كلمة "شجاع" نجد معناها الذي هو طاقتها تعني القوة والثبات والرزانة والإصرار... وكلمة "أنا" معناها يشير إلى المتكلم، طاقتها تخرج من المتكلم وتعود إليه.. وهكذا تتركب طاقة الكلمتين "شجاع" و "أنا" في جملة "أنا شجاع" لتعطينا معنى آخر، وطاقة أخرى للجملة... فالكلمتين اتحدتا في صياغة الجملة "أنا شجاع" فأعطتنا طاقة جديدة لها وظيفة أخرى... فجملة "أنا شجاع" تجعل طاقة الشجاعة تنسب إلى المتكلم "أنا".
هكذا كل جملة عبارة عن مجموعة كلمات متحدة، مجموعة طاقات متحدة. فحينما ننطق أو نكتب كلمات ما، جملة ما لشخص آخر مقابل لنا، فإننا نرسل لهذا الشخص طاقة من عندنا، هذه الطاقة تحملها كلماتنا التي كتبناها أو نطقناها، فيقرأها هو بدوره أو يسمعها منا، فتؤثر به الطاقة التي داخل كلامنا الذي أرسلناه. فإما أن نشجعه ونغنيه بالطاقة الإيجابية الخيرة البناءة، وإما أن نهدمه ونحبطه. حتى مع النباتات والحيوانات والجمادات، فقد نهي النبي محمد عليه الصلاة والسلام من لعن الجماد أو سبه، ذلك لأن الطاقة السلبية تؤثر حتى على الجماد والحجر، فكيف بالنباتات والحيوانات والبشر؟ وقد يجد أحد ما أن ذلك غريبا... قد تكون كلماتنا تؤثر بالنباتات والحيوانات والجمادات بصورة تلقائية مطلقة، ولكن كيف تؤثر بالبشر بهذه الصورة، خاصة وأن البشر لديهم إرادة القبول أو الرفض ؟؟ ألن يستطيع الشخص أن يمتنع عن سماع الكلمات السلبية التي قد يتلقاها من الآخرين ؟؟ ألن يختلف استيعاب المرء للكلمات ومعانيها من شخص لآخر ؟؟ وبالتالي لن تكون معاني الكلمات السلبية أو الإيجابية تأثيراتها واحدة متشابهه على كل البشر! نعم، في هذا الأمر هناك ثلاث أطراف مسئولون عنه... الأول هناك المتكلم أو المرسل، ثانيا هناك الكلمة أو الجملة أو الرسالة، وثالثا هناك المستمع أو المتلقي. فمثلا لو أراد المتكلم أن يرسل مشاعر الحب للطرف الآخر، فلابد للأول مقدرة على التعبير بالكلام المنطوق أو المكتوب الذي يحمل معاني الحب، ولابد لهذه الكلمات أن تكون صحيحة، ولابد للمستقبل أو المستمع أن يستوعب هذه الرسالة. وهنا تكون مشاعر الحب قد انتقلت من الطرف الأول عبر الكلمات إلى الطرف الآخر.
ولكن، إن لم تصل مشاعر الحب للطرف الآخر؟ ليس الكلمات هي الوسيلة الوحيدة لتوصيل الرسائل والأفكار والمشاعر. بل يمكن أن تصل مشاعر الحب من خلال اللمسة الحانية أو من خلال قبلة.. ولكن طالما أننا نتحدث عن "طاقة الكلمة" فإننا نحصر الحديث في ذلك. لهذا لابد أن ننتبه لما نزرعه في حياة الآخرين وفي أنفسنا، فحينما نقول عن أنفسنا إننا أغبياء، إننا لا نفهم شيء، إننا كسالا.. أو نقول لأبنائنا أو للآخرين ذلك، أنت غبي، أنت قبيح، أنت كريه. فقد قال الحبيب محمد ((من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت)) لأنه يعلم أن الكلمات السلبية والبذيئة تحمل طاقة سلبية تدمر، وتقوي طاقة قرين الجن المرافق للإنسان على حساب طاقة ملك الروح. إن فهمنا هذا المدخل الصغير فسوف نفهم المقالات الأخرى، ومن خلال ذلك ندرك قدرتنا على تربية جيل جديد مشرق يحمل قدرات جبارة وإبداعية لمواكبة المستقبل، يمكن من خلال كلماتنا البسيطة التي تحفز أبنائنا كل يوم على إثارة الجوانب الخيرة فيهم. فلو كان ولدك جبان يخاف من الظلام، جرب أن تقول له وأنت مليء بالثقة وبما تقول "أنا أعرف أنك شجاع جدا، ويمكنك أن تدخل تلك الغرفة المظلمة لتجلب لي كتابي" أو إن كان شقيا جرب أن تقول له: "أنا اثق بأنك ابن صالح، سوف تلعب مع اخوتك بهدوء حينما أخرج للعمل بعد قليل". وسوف تندهش لما سوف يتحقق بعد ذلك. هي عملية اعادة برمجة للعقل، ليس إلا. ازرع خير، فسوف تجني ثماره، كما قال الله تعالى: ((ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء(24) تؤتي اكلها كل حين بأذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون(25) ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار)) [سورة ابراهيم]
هذا مدخل بسيط عن طاقة الكلمة، وسوف نقرأ المزيد في المقالات
الأخرى.
* * *
5 اكتوبر 2010
ما كتبه أهل بيتنا بخصوص هذا المقال :
| |||||||||
|