Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - الفكر - علوم الطاقة

 

 

الكلمة.. في استمداد الطاقة

 

 

! تنــــــــويه:

    سوف نقرأ فيما يلي أساليب استمداد الطاقة، فنطوف على جوانب من الممارسات الإنسانية، مثل السحر والدين.. لهذا أحب أن أنوه على أن ليس هناك تشابه أو وجه مقارنة مابين هذه الممارسات. من أجل ألا يختلط الحابل بالنابل، فأقول لكم أن التشابه الوحيد بين الممارسات التالية هو أن هدفها واحد فقط وهو اكتساب المرء المزيد من الطاقة، أو السلطة، أو الحسنات أو الصحة أو الاستنارة الروحية... ويمكن أن نجمعها تحت كلمة واحدة، وهي "النعمة".

 

    عندما أخذت في جمع مادة هذا المقال بين عدة كتب طوال أربعة ليالي، وجدت أن الأمر أكبر من مجرد استمداد للطاقة، أي قبل أن أكتب عن الاستمداد فلابد من الكتابة عن سبب وجود الاستمداد، والذي من خلاله لابد من سرد القصة كاملة، التي تأخذنا إلى مفترق عدة طرق من مصطلحات دينية كالحلال والحرام، والعودة إلى الحضارات القديمة والثقافات المختلفة والدخول في حقيقة السحر والطلاسم والتعاويذ السحرية، وكذلك الحركات السحرية والتعبدية كاليوغا عند الهنود والركوع والسجود عند المسلمين. مما يطول الأمر ويحتاج إلى معرفة مختصة ومصادر متعددة للخوض في مثل هذا. ولتجنب النقص والخطأ في ما أكتب، سيقتصر هذا المقال على سرد بعض المعلومات دون الحكم على صحتها أو خطئها، أو حلالها أو حرامها، ثم أسلط الضوء على دور الكلمة في الاستمداد.

 


 

 

 

 

 

 

((اقرأ بسم ربك الذي خلق...))

((قل أعوذ برب الناس...))

((قل هو الله أحد...))

((ورتل القرآن ترتيلا))

((ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ))

((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))

 

 

 

     لقد امتلأت كتب السحر بالأعمال الغريبة والشعوذة، والكتابات الغير مفهومة مع الرموز الهندسية كالنجمة والدائرة والمنحنيات، وكذلك الأمر ذاته في كتب الأوفاق والطلاسم والأعمال التي يَدّعي أصحابها أنها من صلب الدين، وقد نسب بعض الحجابات إلى أولياء الله الصالحين، فاتخذ البعض منهم حرفة يشتغلون بها، ويصنعون الحجابات لتحجب عنهم غضب القدر أو تفتح لهم باب من الرزق؛ أي لجلب منفعة أو دفع مضرة. وقد تحدثنا عن التحريف الموجود في هذه الأعمال في مقالة سابقة. وهنا سنسلط الضوء على طرق استمداد الطاقة ودور الكلمة ومستويات استمداد الطاقة منها.

 

    ... لقد اكتسب الإنسان خبرة كافية من الحضارات القديمة وثقافتها، كالسحر والدين في ابتكار طرق جديدة لاستمداد الطاقة من عدة مصادر لمنفعة نفسه من أجل الكرامات أو السلطة أو العلم، فنجد في الثقافات المختلفة طرق خاصة للاستمداد القوة من الطبيعة (مثل تمارين الشرق الأقصى كاليوغا والتاي شي)، ومن قوى الشياطين أو السحرة (كالطلاسم والأوراد والسحر)، ومن السماء أو الله (كالصلاة في الديانات السماوية).

من هذا المنطلق يمكننا تحديد طرق استمداد الإنسان للقوة والطاقة لنفسه ومعرفة دور الكلمة فيها، من خلال الأساليب التالية:

(استمداد بالمكتوب - استمداد بحركات الجسد - استمداد بالمنطوق)

إن أساليب الاستمداد الثلاثة هذه لها علاقة مباشرة باللغة والأرقام، حتى حركات الجسد فإنها ترمز إلى حرف أو رقم ما، يتم من خلاله التأثير على قوة العقل، مما يساعد على استمداد القوة المقصودة في هذه الحركة أو الوضعية.

وسيتم سرد طرق الاستمداد فيما يلي بشكل بسيط لعدم الحاجة إلى التفصيل.
 

 

 

استمداد بالمكتوب:

(الطلاسم، الأوفاق، الحجابات..)

 

    كان الإنسان كلما كثر تساؤله جاء الأنبياء والرسل يبشرون وينذرون ويحملون إليه علماً من نور، فيه من أسماء الله الحسنى وصفاته، وأوامره ونواهيه، ويتضمن معارف عن قوة النور الموجودة في أسماء الله وكلامه وآياته حتى يستفيد الإنسان من ذلك ويستعين بهذا النور لتقويم أمور حياته الدنيا والآخرة.

 

    غير أنه ما إن تعلم هذه الطريقة حتى بدأ يزيغ به العقل، ليحاول استخدام هذه الهدية الربانية لمآرب دنيوية، كالقوة والعلم والملك الذي لا يبلى. هكذا خرج الإنسان في علم الحروف والأرقام النورانية واستطاع أن يحوّر قوتها ويغيرها، فيقلبها من النور إلى الظلام، كما فعل أهل السحر السامي (سحر الحروف والأعداد) (القبلانيون/الكبالا) في تحوير أسماء الله التي كانت لديهم بلغة التوراة الأصلية؛ حيث وجدوا أن أسماء الله والكتاب المقدس الأصلي (التوراة)، مرتب بترتيب محكم، ومنطقي بينته العمليات الحسابية، ومن هنا ذهبوا ليخرجوا من أسماء الله خدام لهذه الأسماء، فتنقلب القوى الموجودة في الأسماء الحسنى من نور إلى ظلام. ثم تعلموا طريقة عمل الطلاسم والأوفاق بعد أن رتبوا الأحرف الأبجدية حسب ترتيب العناصر الطبيعية الأربعة/الخمسة (شجر، نار، تراب، معدن، ماء)، وحسب الكواكب وأيام الأسبوع وغيرها. فأصبحت الأوفاق والطلاسم وسيلة للاتصال بأئمة السحر والشياطين لاستمداد القوى والخبرة منها -حتى لو مات الساحر أو الشيطان، فإن قواه الفكرية موجودة في الأثير يمكن الاتصال بها واستمداد المعرفة منها، وهذا سبب ذكر أسماء الملوك والجان والسحر في الطلاسم والأوراد. ويدّعي ممارسوا هذا النوع من (طرق الاستمداد بالمكتوب) أن هذا العلم كان معروف عند الأنبياء كالنبي سليمان وإبراهيم عليهما السلام.

 

    الأوفاق هي الجداول المحكمة في ترتيب الاحرف والأرقام، والتي تحمل في رموزها وترتيبها قوى أحد الكواكب والجن، كما في الوفق التالي، فحينما رتبت أيام الأسبوع السبعة وحددوا له خادم علوي يعتقدون أنه من الملائكة يستعمل للأعمال الخير، وآخر سفلي لأعمال الشر، فالوفق التالي خاص بيوم السبت، وبقوى حرف الزاي، المرتبط بكوكب "زحل"، ظناً أن خادمه العلوي (الخيّر) هو "كسفيائيل"، وخادمه السفلي هو "ميمون". وقد نلاحظ أن أسماء الخدام العلوين والذين يعتقدون أنها أسماء الملائكة، يتم الحصول على هذه الأسماء عن طريق حساب الحروف والأعداد مع إضافة (إيــــل) في النهاية، للحصول على القوى العليا ليصبح اسم ملاك، وفق قواعد اللغة العبرية، لغة الشعب الذي عمل على هذا النوع من الأوفاق والسحر السامي، على غرار قوى أسماء الملائكة المعروفة (جبرائيل، اسرافيل..إلخ).

وهذه الطريقة لازالت متبعة من قبل العاملين بالسحر والأوفاق من بعض شيوخ الصوفية وغيرهم، تأثرا وتقليدا لما عملوا  بني إسرائيل لحروف التوراة العبرية، كما سبق الإشارة.

هذا هو الوفق الذي تم الإشارة له:

 

 

 

ج ث خ ف ش ط ز
خ ف ش ط ز ج ث
ش ظ ز ج ث خ ف
ز ج ث خ ف ش ظ
ث خ ف ش ن ز ج
ف ش ظ ز ج ث خ
ظ ز ج ث خ ف ش

 

 

 

    ... يتم كتابة الطلاسم والأوفاق والحجابات في أوقات خاصة يتم تحديدها العارف بالفلك كالنجوم وباقي الأجرام السماوية، ومنازل القمر، ويتم احراق البخور الخاص بذلك اليوم لزيادة نجاح عمل الطلسم أو الوفق والذي غالبا ما يكون على شكل جدول وحروف وأرقام وأسماء جن، باستثناء الحجابات التي غالبا ما تكون عبارة عن كلام مكتوب باسلوب دعاء لله أو الملائكة أو أي قوى أخرى كالشياطين وقد يحتوي على أسماء  وكلمات غريبة.

 

    في الطلاسم والأوفاق قد تختفي الأرقام والأحرف، لتختصر في رموز معينة، تبقى قوى الظلام موجودة فيها لأنها مختصرة ومنطوية داخل الرموز، وقوتها تبقى كما هي لا تختفي، لكنها لا تكون مدركة للعامة.

 

 

 

 

   ينبغي الإشارة في النهاية أن كتابة الأعمال السابقة لا تكفي وحدها، لأنه يجب أن تكون لكاتبه قوة شبه مغناطيسية في جسمه يكتسبها من خلال تطبيقات وممارسات خاصة تعطيه هذه القوى من أجل الاتصال بالقوى المراد استدعائها أو الاتصال بها أو طلب المساعدة منها من خلال الوفق أو الطلسم، وهذه القوى تمكنه من إعطاء فعالية للطلسم. أي يعود السر إلى الكاتب وليس المكتوب، وكما يقول المثل المعروف ((ليس في النون ولكنه في سنحون)) الذي قيل لشخص كان يقلد شيخ اسمه سنحون في كتابه طلاسم تعتمد على حرف النون فلم يفلح.

 

 

 

 

استمداد بحركات الجسد:

(اليوغا، التاي شي، الصلاة(ركوع سجود..)..)

 

    إن لحركات الجسم ووضعياته معاني مختلفة بين الشعوب والأمم من حيث قواها، ومن حيث آثارها الفعالة ومضارها. غير أن الحقيقة تبقى دائما لا تغيير فيها ولا خلاف، كبقاء الإنسان على هيئته وشكله برغم ما طرأ على قواه الطبيعية وإمكانياته الفكرية الفطرية من ضعف.

 

    كما أن السحر كان وسيلة للاتصال بقوى الفلك والطبيعة وأئمة السحر والشياطين، باستعمال المكتوب والمنطوق، كما في الأوفاق والطلاسم والحجابات، وكذلك ما سوف نقرأ عن الأوراد والعزائم، فإن حركات الجسم أيضا في حقيقتها رموزاً تؤدي نفس الغرض الذي تؤديه رمزية الحروف والكلمات المنطوقة أو المكتوبة. فكل حركة تعبر عن تفاعل عدد من القوى، سواء كانت قوى ايجابية أو سلبية، أي نور أو ظلام، ولذلك جاء الأنبياء والرسل دائما بعلم عن الحركات يصححون به حركات الإنسان المحرفة والمغيرة. ومن هنا نجد الطب البديل الذي يستند على قوانين الطبيعة، ينصح بالجلسة المشار إليها في الصورة التالية، لأنها توازن قوى العقل وتتوافق مع الجاذبية الأرضية -مثل شكل الهرم- ولكننا نجد أن الحضارة العصرية قد غيرت وضعيات جلوس المرء وأصبحت تشير إلى الوضعية -في الصورة- على أنها وضعية بدائية لجلوس الإنسان، والجلوس على الكرسي يكون للإنسان المتحضر، وذلك لأنهم يعرفون أن قوى العقل يمكن السيطرة عليها من خلال وضعيات الجسم، وحينما يجلس المرء على الكرسي تتغير قواه العقلية حيث أن الجسم لا يتوازن مع جاذبية الأرض.

 

 

 

 

 

 

    يقال أن النبي شيث/شيت عليه السلام، هو أول من تحدث عن علم الوضعيات وأسس أصولها وقواعدها، التي تراعي مبدأ التواضع والاحتشام لأن الإنسان يكون في حضرة المولى عز وجل. ومن هنا اقتبست حركات الفنون الحربية أوضاعها، وكذلك السباحة والرماية... نجد أنها تحتوي على لغة واحدة، وهي لغة النور أو الطاقة التي نتحدث عنها في زاوية علوم الطاقة، من هذا البيت.

 

    لقد ولدت "اليوغا" و"التاي شي" من فلسفات ديانات الشرق الأقصى، وبالتحديد من الهندوسية والطاوية، والتي لها رؤية فلسفية لهذه التطبيقات (اليوغا والتاي شي)، ونجد رؤية الهندوسية والطاوية لا تختلف كثيرا، لأنها من مكان واحد وقد تتأثر المدارس الدينية مع بعضها، وخاصة في الهند فقد تظهر ديانة أو معلم يتأثر بفكر وعلوم السابقين ويطور فيه، لهذا يمكن النظر إلى الهندوسية والبوذية والطاوية نظرة واحدة، يمكن أن نجمع بينها تحت مسمى"ديانات الشرق الأقصى" لما لها من ملامح متشابهة.

إن كل من فلسفة الهندوسية والطاوية ترى أن الإنسان عبارة عن جسد وفكر وروح، أي مجموعة من الطاقات المتحدة، إذا ما توازنت فإنها ترتقي بروح الإنسان لتتحد روحه مع الروح الكلية للكون، من خلال التعاليم التي تهتم بالجسد والفكر والروح، وممارسة "اليوغا" أو "التاي شي" في أصلها كانت عبارة عن تمارين لترقية الروح من خلال العمل على توازن العقل والجسد. وقد وجدت "اليوغا" أن للعقل قوى، يمكن التحكم فيها من خلال حركات الجسد. وقد أثبت العلم أن العقل وقواه مرتبطة بالأعصاب المنتشرة في أنحاء الجسم (الجهاز العصبي)، ومن هنا تكون اليوغا طريقة لتأثير على قوى العقل والتحكم فيها من خلال وضعيات الجسم المختلفة.

 

    تستمد اليوغا وضعياتها من محاكاة الإنسان لحركات موجودة في الطبيعة، أي تقليد مايوجد في الطبيعة من أجل اكتساب قوتها، ثم توازن طاقة الجسد مع طاقة الطبيعة، نظرا لأن الجسم الطيني يخضع للقانون نفسه الذي تخضع له طبيعة كوكب الأرض. ومن هنا أتت وضعية الجنين، والشجرة... إلخ.

 

 

 

    

    

 

وضعية الجبل

وضعية رأس الكلب المقلوب

وضعية الشجرة

 

 

 

    نكرر أن لهذه الوضعيات فوائد تنعكس على صحة الجسم -نتيجة لمد وضغط بعض النقاط بسبب الحركة المادية للجسم، وليس بسبب محاكاة الوضعية لعناصر الطبيعة- وكذلك فوائد نفسية نتيجة تأثير وضعية الجسد على قوة العقل إلى جانب تقنية التنفس المتبعة أثناء ممارسة هذه الوضعيات. ولكن لا ننكر رؤية اليوغا -الفلسفية- بشكل عام على أن هذه الحركات تزود الإنسان بالقوة نتيجة محاكاته لعناصر الطبيعة.

 

    إلى جانب آخر، نجد الصلاة المعتادة عند المسلمين، كالركوع والسجود والقيام، لها منظور فلسفي يختلف عن اليوغا. حيث نجد الصلاة ليست محاكاة لعناصر الطبيعة، بل هي عبارة عن اقرار المصلي  بجسده على أن له رب معبود يخضع له، لهذا نجد أن حركاة الصلاة تدل على التواضع والتذلل. وقد لايرى المشرّع الديني (رجل الدين/المفتي) أن هذه الحركات تمد المصلي بالطاقة أو القوة أو "النور"، بل هي عبارة عن تأدية واجب ديني مفروض على المؤمن -حتى لو كان الخشوع والسكينة أثر من آثار الصلاة على المصلي. إلى أن "علم الطاقة" يجد أن الحكمة فرض الصلاة على المؤمن هي من أجل  الفوائد الناتجة من عملية الصلاة، منها أنها تقوي النور المحيط بجسد المصلي الذي يزداد بعد تأدية كل صلاة بخشوع، ومن خلال السجود يفرغ المصلي الشحنات الزائدة عن حاجة الجسم في الأرض...إلخ. ولا تتحقق  الصلاة إلا بوجود تلاوة قرآن أو ترديد لذكر ما، إما أن تكون التلاوة باللسان أو حتى باطنية في الفكر. فهل هناك سبب لتلاوة والتكرار ؟؟

 

    لقد قرأت في بعض المصادر أن اليوغا التي نجدها في عالمنا العربي تختلف عن اليوغا الموجودة في منبعها الأصلي، الهند، والاختلاف يكمن في أن هناك تراتيل أو مانترا خاصة لكل وضعية، فتصاحب الحركة، صوت، أو حتى يمكن للمرشد أن يردد كلمة ما، والمريدون يؤدون الوضعية المناسبة.

 

    إن علم الحركات، يرى أن في الجسم نقاطاً حساسة، بل فائقة الحساسية يمكن بتحريكها توجيه قوى العقل إما نحو قوة النور أو نحو قوة الظلام. فالحركات لها هدف يتم الاتصال بقوى موجودة في الطبيعة كالنباتات والشجر أو من خلال مصدر النور الحقيقي، نور السماوات والأرض. والأمر أشبه بمن يشتري حاجياته من دكان صغير (الطبيعة) قد لاتجد كل ما تحتاجه عنده، أو يشتري من الشركة الأم التي عندها البضاعة الجديدة والنظيفة.

 

 

 

 

استمداد بالمنطوق:
(أوراد، عزائم، ترديد مانترا، تلاوة قرآن..)

 

    إن الأوراد هي الأذكار التي يلتزم بها المريد ويرددها. وعبارات الذكر مثل: لا إله إلا الله، الله أكبر، تعتبر ورد لأن الذاكر يكررها ويداوم عليها. ومن جملة هذه الأوراد الموجودة، سلسلة من الجمل، فيها أسماء الأنبياء والملائكة والجان والسحرة من أجل استمداد الطاقة منهم. وقد انتشرت بين الأوساط الصوفية، وتعرف بكلمة (تلقين)، أي أن يلقن كل مرشد مريده بورده الخاص، وهذا يعني أنهم يمدونهم بقوة جلبوها هم أنفسهم من أشخاص. وسرعان ما يظهر أثر هذا الورد على المريد، عندما يتمكن من استمداد القوة من شيخه الذي عرفت أن له كرامات وخوارق. وحينما يتصل المريد بالقوى المطلوبة يتراءى له وجوه كثيره حينما يغمض عينه، وجوه قد لايعرفها، وإنما هي وجوه يتم استحضار قواهم العقلية الموجوده في الفضاء، فيظن المريد أنه يرى أرواح شيوخه الذي تم الاستعانه بهم، ويتم التأثير وسلب قوة عقل المريد من قبل شيخه المباشر ليستزيد هذا الأخير بالقوى ليستعملها -طريقة هذه الأوراد ليست حكرا على الصوفية و إنما يداوم عليها أتباع بعض الديانات، فيذكر فيها ويطلب بركة القديسين والحكماء، كل حسب معتقده وأتباع ديانته.

 

    فيما يلي ورد تم كتابته، يداوم على ترديده بعض المريدين، وهذا الورد يعرف "بالسلسلة الذهبية"، التي يعتمدها بعض شيوخ الصوفية لجعل مريديهم يتصلون بقوى أصحاب الأسماء الواردة فيها، للاستمداد منها القوة:

 

    "بسم الله الرحمن الرحين. أن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد فنسألك اللهم ونتوب إليه ونتمسك ونتوسل ونتوجه ونتضرع ونتحفظ ونتحصن ونستشفي ونتشفع ونتفهم ونتذكر ونتربص ونترفع ونتوصل ونتقرب بأسرارك المودوعات وأنوار تجلياتك الموضوعاتا والمقربات في هذه الطرق العلية وببركات المشايخ المسلمين بسيدنا وميزاب فيوضاتنا ومجرى الحكمة في أسرارنا السيد محمد حقي النازلي قدس الله سره وبسيدنا محمد جان مكي قدس الله سرة وبسيدنا عبدالله الدهلوي قدس الله سرة وبسيدنا حبيب الله قدس الله سره وبسيدنا نور محمد قدس الله سرة "...." وبسيدنا أبي علي قدس الله سرة وبسيدنا أبي الحسن الخرقاني قدس الله سرة وبسيدنا أبي يزيد البسطامي قدس الله سره وبسيدنا جعفر الصادق قدس الله سره وبسيدنا محمد الباقر قدس الله سره وبسيدنا علي زين العابدين قدس الله سره وبسيدنا الحسين رضي الله عنه وبسيدنا علي بن أبي طالب قدس رضي الله عنه وبسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسيدنا القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه "...." وبسيدنا منبع العلم والأسرار ومخزن الفيض والأنوار وملجأ الأمة والأبرار ومهبط جبريل في الليل والنهار وحبيب الله الستار الذي أنزل عليه أفضل الكتب والأسفار ومولانا وشفيعنا محمد المختار عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه الأخيار وبسيدنا جبريل عليه السلام وبسيدنا إسرافيل عليه السلام. إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي أعطنا محبتك ومعرفتك فنسألك اللهم بعزتك وبجلالك وجمالك وقدرتك وكبريائك وعظمتك بسر سر سر أسرار أسمائك العظام وأنبيائك الكرام وأوليائك الفخام وملائكتك المقربين عليهم السلام وبحق لا إله إلا الله محمد رسول الله وبحق هذا الأسم العظيم الله الله الله".

 

    لقد اعتمد على هذه السلسلة بتطبيق تكرارها وفق الأعداد والساعات الخاصة بذلك في كل يوم من أيام الأسبوع. وهذا الورد يجعل المريد يتصل بقوى كل من تم ذكره فيه، ومن أجل التأكيد على هذا الأمر، أنقل ما تم ذكره بالنص من مصدر آخر وهو معجم الصوفية لـ ممدوح الزوبي طبعة دار الجيل، وقوله عن أحد الأوراد والمسمى بـ ورد علني، حيث يقول عن هذا الورد:

 

    "وهو أحد الأوراد [الطريقه الصوفية] التيجانية العلنية، ويرون بأنه طريق المريد للوصول بشيخه وبالله. وهو ذكر لا إله إلا الله مائة مرة، والاستغفار مائة مرة، والصلاة على النبي بأي صيغة مائة مرة "..." ثم [يقول المريد] جوهر الكمال: (اللهم صل وسلم على عين الرحمة...إلخ) وهي لا تذكر إلا بطهارة "..." وهذا الورد يجب ذكره مرة في الصباح وأخرى في المساء بطهارة تامة. ويكون الذاكر جالساً كجلسة التشهد مستحضراً صورة الشيخ التيجاني ويتصور أن عمودا من نور يخرج من قلب الشيخ ويدخل قلبه".

 

    ونجد أن صورة الاستمداد من الأئمة والمشايخ أصبحت واضحة، لاسيما بعد قراءة (ويكون الذاكر جالساً كجلسة التشهد مستحضراً صورة الشيخ التيجاني ويتصور أن عمودا من نور يخرج من قلب الشيخ ويدخل قلبه). وهو استمداد تأملي يستند على الخيال، وهذا الخيال له نتيجة في توجيه قوى العقل إلى اتجاه ما -هذا أمر معروف في علم البرمجة العصبية اللغوية أو علم النفس، وكذلك في المذاهب الصوفية الأخرى كجماعة الزن الشرقية.

 

    لقد تم استعراض نموذجين يستعملهما المتصوفة في استدراج المريدين للاستمداد من سلسلة مشايخ وأشخاص كانت لهم كرامات وقوى، وذلك عن طريق أوراد يتم تكرارها حسب علم الأرقام. ونخرج من الأوراد إلى العزائم، والتي تكثر في الأوساط السحرية، وكلمة عزائم جمع لكلمة (عزيمة)، التي تعني: الإصرار والإقرار، كأن يعزم المرء على فعل كذا وكذا، فأنا عزمت على الذهاب للسوق.. أي قررت أن أذهب للسوق.

وتختلف العزيمة عن الورد، فالورد عبارة عن طلب ودعاء وثناء وتقرب، أما العزيمة فيظهر فيها الطلب أو الأمر والإلحاح والقسَم من الناطق بها إلى الجهة التي يخاطبها ويوجه لها العزيمة. أستعين باقتباس جزء من عزيمة يتم مخاطبة ملك من ملوك الجن فيها:

 

    "أجب أيها الملك ميمون بحق يومك السبت، ودوريك زحل، أجب يا ميمون السحابي بحق هضم كضكم هيبجيج يانوخ، فلما تجلى ربه للجبل فجعله دكاً وخر موسى صعقاً فلما أفاق أجب يا ميمون وعجل من شرفا الجوزاء وبحق  "...."  أجب بحق والسماء ذات البروج واليوم الموعود وبحق من يقول للشيء كن فيكون".

 

هكذا يتم تكرارها في أوقات خاصة وفي حالة خاصة ويتم اشعال بخور خاص لتتم بنجاح هذه العزيمة، وذلك من أجل تكليف الملك بامور يقوم بها. ثم تصريفه.

 

 

 

    هذا عن العزائم، أما ماتبقى لنا من طرق الاستمداد بالكلمات المنطوقة فهو المانترا وترتيل القرآن. ولكي نتحدث عن المانترا، لابد أن نتحدث قليلا عن التراث الهندي، وبالأخص التراث الهندوسي..

الهندوسية دين، يحتوي على مذهب، اسمه "تانترا" يسعى لأن يحرر الإنسان من الدنس إلى الكمال من خلال توسيع مداركه وتحرير عقله، من أجل أن يفهم الإنسان المطلق، اللامنتهي.. أي أن الإنسان عبارة عن كون صغير، وهذا الكون الصغير المحدود يمكنه أن يستوعب الكون الكبير أو الذات المطلقة أو الإله، ولا يكون ذلك إلا حينما يتخلص من النواقص والسلبيات والفكر، وذلك من خلال تعاليم معينة تعمل من أجل هذه الغاية، غايته التحرر من المحدود إلى اللامحدود.. إلى الوعي الأسمى.

 

    اليوغا مثل التانترا، تؤمن أن للإنسان نعمة إلهية وطاقة عظيمة كامنة في المقام الأول (شاكرا القاعدة)، في أسفل العامود الفقري، تسميها الكونداليني، وهي تشبه الثعبان، وهذه الطاقة قوية جدا، حتى إذا تمكن الإنسان من أن يجعلها تصعد عبر المقامات (الشاكرات) الستة العليا إلى أعلى الرأس، فإنه سيحصل على نعمة كبيرة، مثل الحكمة والكرامة الإلهية.

 

 

 

    ترى التانترا، أن الشهوة الجنسية والخشوع الروحي، هي طاقة واحدة وهي طاقة الكونداليني، فالشهوة الجنسية تثار حينما تكون الطاقة موجودة في المقام السفلي (الشاكرا الأولى)، أما الخشوع فهو إحساس لذيذ يحدث حينما تصعد طاقة الكونداليني من المقام الأول إلى المقام السابع في أعلى الرأس. وهكذا فإن الشهوة والخشوع عبارة عن طاقة واحدة ولكن بمراتب مختلفة.

 

    من هنا جاءت التانترا لتقدم تمارين جسدية وفكرية وروحية من أجل تنشيط هذه الكونداليني وجعلها ترتقي في المقامات الروحية السبعة (الشاكرات السبعة)، لكي يكسب الإنسان الحكمة. لقد أسس التانترا معلم ولد قبل سبعة آلاف سنة في الهند، وهو الذي أصبح الإله "شيفا" في الهندوسية، فهو من تحدث عن طاقة الكونداليني وسمى الجنس بـ النشوة السماوية. بينما نجد اليوغا كانت تمارس قبل ولادة شيفا، ولكن بعد أن ظهر شيفا، فقد تغيرت اتجاهات اليوغا وتأثرت بثقاقة شيفا وأخذت تتطور وضعياتها لكي تنشط طاقة الكونداليني، وتجعلها تصعد من المقامات الجنسية إلى المقامات الروحية (من الشاكرا الأولى إلى الشاكرا السابعة)، من أجل فائدة الإنسان. بينما نجد أن الحضارة في هذا العصر تحاول أن ترهق طاقة الكونداليني وتسرفها لكي لا يحفظها الإنسان ويعجز عن الاستفادة منها من خلال نشر الرموز الجنسية وتحريك شهوة المرء من دون حكمة عبر الإعلام بكل قنواته المرئية والمسموعة والمقروئة.

 

    إن من أهم ما تحدثت عنه تعاليم التانترا، ما يسمى بـ المانترا، وهي في مفهومها القريب من ثقافتنا العربية، تعتبر قريبة من الأذكار أو الأوراد أو التسابيح الدينية.

إن كلمة مانترا مكونه من مقطعين: (مان - ترا)، فالـ مان: تعني العقل. والـ ترا: تعني التحرر. وهكذا تتوضح صورة المانترا بمعنى أنها الكلمة التي تحرر العقل من معقله وحدودة.

ولكن، كيف لكلمة يرددها المرء فتحرر عقله وتحرر طاقة الكونداليني وتجعلها تصعد إلى المقامات الروحية ؟؟

كما قرأنا في سلسلة مقالات (طاقة الكلمة) أن الكلمة لها جسد خارجي وهي حروف الكلمة المنطوقة أو المكتوبة، وروح داخلية هي المعنى أو الفكرة التي تحمله هذه الكلمة أو هذه اللفظة.

وهكذا كانت المانترا تعمل على مستويين، الأول ظاهري والآخر باطني. إن المانترا الشائعة في الأوساط الهندوسية هي كلمة "أوم"، والتي ينطقها المريد حيث يمد في نطق الأحرف على هذا النحو: (أأأأأأأأأأأأأوووووووووممممممممم) مع كل شهيق وزفير، وقد حدد هذا اللفظ المرشدين الروحيين الهندوس، حيث أن المانترا الصحيحة هي الخاضعة للقواعد التي حددوها، حيث تكون لها اهتزازات خاصة تساعد على تحرير العقل و تحرير طاقة الكونداليني إلى الأعلى. وفي صلاة المسلمين، نجد أنهم ينطقون بكلمة (آمين) عند كل صلاة، والتي تتشابه ذبذباتها وآثارها مع كلمة "أوم"، وكذلك عند الفراعنة، فإنهم يرددون اسم الإله (آمون).

 

 

 

    كلمة "أوم" تعمل على مستويين؛ الأول ظاهري والآخر باطني، كما باقي الكلمات في جميع اللغات، ولكن الخصوصية في هذه المانترا التي انتشرت في الأوساط الهندوسية، لما لها من معنى في العقيدة الهندوسية، والتي تشير إلى عملية الخلق والموت، أي خلق العلم وفناء العالم. يتخيل المتأمل الذي يردد هذه الكلمة، أن كيانه كله من جسد وفكر وروح عبارة عن ذبذبة صوت، تطوف العالم وتذوب فيه وتتوحد معه، وهكذا يتم توجيه قوى عقله إلى الاتحاد مع الكون. وهذا ما تهدف إليه التانترا. أما الهدف الثاني وهو الارتقاء بطاقة الكونداليني، فإنه يحصل من خلال الخشوع الذي يشعر به المتأمل بتركيزه على فكرة الاتحاد مع الكون، فتعمل لديه الشاكرات العلوية (السادسة والسابعة) ومن جانب آخر فإن ذبذبات الكلمة، تخرج من الجوف الداخلي، من أسفل البطن، أي من المقام الأول السفلي، مع الحرف (أأأأأأأأ)، في كلمة "أوم"، ومع نطق ومد حرف الواو، تصعد الذبذبات والاهتزاز إلى الصدر، ثم مع حرف الميم فإن الذبذبة تصعد إلى الرأس.. وهكذا يتم تنشيط المقامات السبعة، حيث ترتفع الكونداليني، ذلك عن طريق كلمة ما يتم النطق بها وترديدها.

 

    الآن نأتي لتلاوة القرآن، والذي أمر فيها الله أن يتم تلاوة القرآن آناء الليل والنهار. فإلى جانب فائدة تدبر القرآن والتفكر بآياته واخذ ما فيه من كنوز الحكمة، فإن فيه شفاء للأمراض الجسدية والنفسية. وبما أن الإنسان حوله ملائكة تحفظه وتنظم عمل الهالة النورانية وتسجل كل ما يلفظ به من خير وشر، فإن تلاوة القرآن تفيد في زيادة نور الهالة.

 

    بما أننا تحدثنا عن السحر وكيف يعمل الوفق والطلسم مع مراعاة قوانين السحر من علم الحرف والرموز، ثم تحدثنا عن اليوغا والصلاة كنوع من الاستمداد بالحركات ومبادئ علم الحركات الجسدية، ثم قرأنا عن التانترا ونظرتها لطاقة الكونداليني وكيفية عمل المانتر. سوف نتحدث عن مبادئ القرآن في تقديم طريقة استمداد الطاقة للمؤمنين به، كوسيلة استمداد منطوقة. ونتذكر أن الدين لا يرى أن القرآن وسيلة، أي إنه لا يجب أن يتخذ القرآن وسيلة وآله لاستمداد الطاقة، بل يجب أن يتم تلاوته بهدف العبادة والطاعه والتقرب إلى الله فقط. ولكن هذه العبادة (التلاوة)، حينما تتم لوجه الله، تتحقق الفائدة منها، والفوائد كثيرة. غير أن في الرقية الشرعية يتم تلاوة القرآن فيها بهدف علاج المصاب بالسحر أو العين، فإذن تم اتخاذ آيات القرآن وسيلة للشفاء. ومن هذا المنطلق يمكن الاستعانة بالقرآن كوسيلة لزيادة و تقوية الروح، أو "ملك الروح".

أما كيف يؤثر القرآن على ملك الروح وعلى جسم الإنسان، تم شرحه في زاوية "علوم ممنوعة".

 

    فيما يلي سوف نسلط الضوء على ما تم ذكره في القرآن وطريقة الاستمداد بوسيلة منطوقة..

نلاحظ أنه لم يتم ذكر طريقة استمداد للطاقة عن طريق وسيلة الكتابة -كالأوفاق والطلاسم والحجابات- وإنما تحدث عن طريقة استمداد بالحركات، كالركوع والسجود والقيام (الصلاة)، وطريقة استمداد منطوقة، وهي تلاوة القرآن والذكر الحكيم بالحمد والتسبيح والتكبير. إن القوى التي تثيرها الأعمال والعبادات التي ذكرت في القرآن تجلب قوى النور من لحظة التلاوة و بعدها، وفيما بين ساعات التلاوة، تتركز هذه الطاقة حول القارئ مما يعطيه بصيرة لا تنفذ.

 

((اقرأ بسم ربك الذي خلق...))

((قل أعوذ برب الناس...))

((قل هو الله أحد...))

((ورتل القرآن ترتيلا))

((ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ))

((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))

 

    إن أول ما نزل من القرآن كانت آية توصي بالقراءة، (اقرأ بسم ربك الذي خلق..)، وكل تلاوة للقرآن تبدأ بقول (بسم الله الرحمن الرحيم)، على ضوء الوصية الأولى والآية الاولى التي نزلت من الله وهي (اقرأ بسم ربك الذي خلق..).

كما نجد أن القرآن نزل متواترا عن جبريل، عن النبي محمد.. وهذا التواتر هو ما يحفظ للقرآن القراءة الصحيحة ويحدد مخارج الحروف والألفاظ، مما يذكرنا بـ التلقين من الشيخ إلى المريد.

أما الآيات التكليفية التي تأمر النبي محمد أو أي قارئ للقرآن، بأن يتلو القرآن، وأن يتهجد به، وأن "يقول": أعوذ برب الناس. قل هو الله أحد. والقول لايشترط أن يكون بصوت مسموع، بل حتى القول الباطني داخل العقل.

وفي النهاية، فلا نجد أي رواية تذكر أن الأنبياء حملوا حجاب أو طلسم كتحصين عن الشر أو لعلاج مرض أو سحر، بل نجدهم يتحصنون ويشفون الآخرين بقراءة الآيات وترديدها فقط.

 

    من الناس من يظن أن كثرة تكرار وترديد الآيات أو الأذكار أفضل من النطق بالذكر مرة واحدة فقط. وهنا يدخل دور العلم والدين في تحديد هذه القضية..

نجد من ناحية الدين، يوصينى القرآن بترتيل الآيات، مع التفكر فيها. والعلم يأكد أنه مهما تم الترديد دون تركيز على المعنى فإنه يظل عبارة عن صوت ينطقه اللسان دون أثر على عقل وفكر المردد. والدليل الشرعي على هذا، بأن الصلاة لا تصح إن لم يكن المصلي واعي بما يقول  وما يخرج منه من لفظ وقول.

من هنا نعرف أن لاتكون فائدة القرآن بترديد القرأن وعدد ختماته أكثر من معرفة الحكمة الموجودة فيه. فترديد الكلمة أو الذكر لايتم الاستفادة منه إلا بعد التفكر في معناه. وكما قال النبي محمد (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ولم يقل خيركم من حفظ القرآن وحفظه، لأن التعليم يخلق وعي خاص داخل العقل، أما الحفظ مثله مثل آلة التسجيل التي لا تعرف شيء عما تم تسجيله.. فمن يحفظ القرآن كمن يحمل مصحف القرأن المصنوع من ورق في جيبه، و قد لايفقه منه أي شيء. فما فائدة تكرار القرآن ونسخه على الورق أو حفظه في العقول إن لم تستخرج الحكمة الموجودة فيه من خلال التفكر والتدبر ؟؟ وفي هذا المقام نذكر حديث الإعرابي مع النبي محمد، حيث (أتى أعرابي إلى الحبيب وسأله أن يعلمه القرآن... فقال له الرسول: من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره... فقام الأعرابي لكي يرحل.. فسأله الرسول إلى أين؟ فأجاب: لقد اكتفيتُ بالذرتين يا رسول الله... )
 

 

الكلمة في طرق استمداد الطاقة، الاستنتاج:

  • في علم الحروف والأرقام، يرى أن الكلمات والحروف لها علاقة بالفلك وملوك الجان، يتم تفعيل الكلمات والأرقام والاتصال بقوى الجان عبر الطلاسم والأوفاق والرموز. والذي يحدد كل حرف وخادمه من الجن أو كل كلمة وخادمه العلوي أو السفلي، هو العلم الموروث من الملكين هاروت وماروت الذين كانوا يعلمون الناس (السحر) ويحذرونه منه لكي يتجنبوا هذه الأعمال ويتحصنون منها.

  • حركات الجسد تستمد قوتها من محاكاتها لعناصر الطبيعة مثل اليوغا والاحرف والرموز والأرقام في مذاهب أخرى. وكذلك وضعيات الصلاة التي وجدناها أنها تستمد قوتها وتأثيرها على المصلي بفعل التواضع التي تشعر المصلي في حضرة الله، بلغة نورانية واضحة المعاني، من الناحية الباطنية والعلمية. (اقرأ الملحق).

  • حركات الجسم في حقيقتها عبارة عن رموز تردي الغرض نفسه الذي تؤديه الكلمات والأرقام في الطلاسم والأوفاق.

  • يجب عدم تطبيق أي وضعية للجسم لا نعرف أساسها و معناها لكي لا تؤثر على قوى العقل. فقد تكون وضعية كانت في أساسها طقس لعبادة أو استمداد الطاقة من أشخاص أو مخلوقات خاصة -مثل بعض حركات الرقص عند الهنود، والحركات الاولية التي يمارسها شيوخ الكونغ فو للاستمداد قبل بدء الصراع.

  • من المسلم به أن الجسم يتحرك بواسطة العقل، فالعقل يتحكم في الحركات، غير أننا إذا ما جعلنا ترتيباً خاص للحركات، فإن تطبيق هذا الترتيب من شأنه أن يؤثر في العقل، وبالتالي في توجيه قواه.

  • ذكر أسماء الأشخاص بصياغة خاصة، يحقق للذاكر استمداد الطاقة منهم، ولكن ليس من أرواحهم كما يعتقد، بل من قواهم الأثيرية الموجودة في الأفق، الفضاء. فكل شخص يترك ذبذباته في الجو إلا أن الأشخاص التي لديهم قوى خاصة كالأنبياء والأولياء والسحرة يكون لهم نصيب أكبر في ترك ذبذباتهم قواهم العقلية في الجو.. من هنا ظهرت زيارة القبور أو الطواف حولها.

  • طرق الاستمداد محصورة بين الاستمداد بالمكتوب كالأوفاق والطلاسم والحجابات، واستمداد بالمنطوق كالمانترا والترتيل و الاوراد والعزائم، واستمداد بالحركات والاشارات مثل اليوغا و الصلاة. وكل هذه الطرق تلعب فيها الكلمات دور كبير على مستويات مختلفة، وقد تغيب الكلمات وتحضر بدلها الرموز أو الأحرف أو الأعداد كما في الطلاسم والأوفاق، او يتم الإشارة إلى معاني الكلمات كما في اليوغا والصلاة.

  • نستنتج من النقطة السابقة أن طرق استمداد الطاقة متعددة، هناك الاستمداد من عناصر الطبيعة كما في اليوغا، هناك استمداد من الجان كما في الطلاسم والأوفاق وهناك استمداد من الطاقة الأثيرية البشرية كما في الأوراد، وهناك استمداد من القوى العليا أو الكمال أو الله وتكون من خلال الدعاء او التلاوة.

  • الكلمة تلعب دور كبير في طرق الاستمداد المختلفة وإنما بمستويات مختلفة:

 

 

 

 

 

*   *   *

 

8 يناير 2011

مقال حصـــري

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

ما كتبه أهل بيتنا بخصوص هذا المقال :

ما شاء الله كنت اعتقد ان الباحثين في هذا العلم انقرضوا لكن الحمد لله نور الله لا ينطفئ أبدا.. الحقيقة إنه مازال هناك من الناس لا يصدق حقيقية الاستمداد وذلك لاسباب منطقية ربما لكثرة انتشار الطاقة الظلمانية  لكن أخيرا انحاز العلم إلى الحقيقة وثبت أن الكلام والفعل له طاقة...

ناصر

 6 ابريل 2011  -  المغرب

 

 والله بعد اطلاعي على ما كتب أدهشني شئ جميل زادكم الله من فضله ونعمه انه سميع مجيب.

عبدالله

 9 مايو 2011  -  المغرب

 

شكرا لكم الان ادركت معنى الخشوع أحببت كل ما أمرنا الله به من فرائض.

فاطمة كربلا

 12 مايو 2011  -  الكويت

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية