Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - جـسـد - النظام الغذائي المتوازن

 

 

النظام الغذائي والسلوك الانساني

 

إن العقل والجملة العصبية، في بنيتيها ووظيفتيهما، تحفة حقيقية في التكامل والتوازن. فخلايا الجملة العصبية (العصبونات)، مختلفة الأشكال، لكنها تشترك بالبنية الأساسية ذاتها. وتصل التنبيهات العصبية إلى قطاعات العصبونات التي تحتوي على تفرعات عصبية: اليانغ والخلية المدمجة، حيث يتم تجميع التنبيهات ومعالجتها، ومن ثم ترسل إلى الخلايا المجاورة عبر الين، أي الاستطالات (المحوارات) العصبية.

كل خلية في الجملة العصبية، إجمالا تعمل كمستقبل ومرسل لتنبيهات والطاقة. عندما تصل التنبيهات العصبية إلى نهاية المطاف، ونهاية الاستطالة العصبية، تعبر نقاط الاشتباك العصبية، وهي المسارب الضيقة التي تفصل استطالات الخلايا العصبية عن التفرعات العصبية للخلايا الأخرى، وعندما تصل التنبيهات غايتها، تحث على إطلاق السيالات العصبية، المواد التي تحدد الطريق الفعال الذي ستسلكه الرسالة إلى الخلايا المجاورة. أي إطلاق المزيد من اليانغ، الذي ينشط مطلقات السيالة التي تحفز الخلايا العصبية وتولد تنبيهات بأعلى المستويات.

إن الأطعمة مثل الحبوب الكاملة، البقول، والخضر غنية جدا بالكيربوهدرات المعقدة التي تزيد من قدرة الدماغ على إفراز السيروتينين، مزيدا من السيالة العصبية السالبة، ين،  التي يعتقد أنها مسؤولة عن خلق حالتي الراحة والهدوء العقليين. بينما البيض والأغذية الحيوانية الاخرى تزيد من مستوى الأسيتولكولين، نوع آخر من السيالات العصبية. وهذا قد يساعد على تفسير حالة الهدوء العقلي التي يتمتع بها دائما، من يستهلكون الحبوب والخضر والبقول ولا شيء من الأطعمة الحيوانية، بالمقارنة مع من يستهلكون الكثير من اللحوم والأطعمة الحيوانية الأخرى ومشتقالتها.

إن إنخفاض كمية السيروتينين بسبب حمية غذائية غنية بالأطعمة الحيوانية قد ينجم عنه سلوك متهور. وفي دراسة على نزلاء سجن فنلندي، تبين أن من يتميزون بسلوك شديد التهور لديهم النسبة الأدنى من السيروتينين المستقلب في السائل الشوكي. بالمقارنة مع السجناء ذوي السلوك الهادئ. كما وجد أن السجناء المتهورين يعانون من انخفاض سكر الدم. فقد وجد الباحثون أن 81% من السجناء العدوانيين يعانون من انخفاض مستوى السكر في الدم. كما تبين أن 84% من السجناء المسجلين عدوانيين جدا لديهم انخفاض في مستوى السيروتينين وسكر الدم معا.

يؤثر النظام الغذائي على مستوى هرمون السيروتينين في الجسم. وهذا بدوره يؤثر على السلوك. في دراسة أجرتها جامعة يال، تبين أن استهلاك السكر المكرر يزيد مستوى الأدرينالين في الدم لدى الأطفال. وقد فحصت عينة من الأطفال بعد إعطائها قطعتين من الكعك، فوجد أن مستوى الأدرينالين في حالات الشدة، بدء القتال والاستجابة له. تتجلى آثارة فورا، في تنفس سريع ولهاث متقطع وعصبية زائدة. 

إن ارتفاع مستوى الأدرينالين في الدم ينتج عنه قلق وصعوبة في التفكير بوضوح. ويلاحظ الآباء غالبا أن أطفالهم يتصرفون بعدوانية، يزداد فرط نشاطهم وسلوكهم الغريب، بعد تناول الكثير من الأطعمة السكرية. وهذه الدراسة تقدم تفسيرا بيوكيميائيا محتملا لرد الفعل هذا. ويزداد وعي الباحثين بتأثير الأغذية العميق على الدماغ والجملة العصبية، وبالتالي على حالتنا العاطفية الذهنية والسلوك.

طبقا لنتائج المعهد الوطني للصحة العقلية، 5% من الأمريكيين يعانون من أمراض كآبة حادة، أما مرض الكآبة متوسط المستوى فهوواسع الإنتشار. وغالبا ما يكون الانتحار نتيجة حالات الكآبة الشديدة وينتحر قرابة 75,000 شخص سنويا في الولايات المتحدة. ويعتبر الانتحار ثاني مسببات الوفيات بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25-45، ويزداد نسبته بين الشبان الأصغر سنا.

غالبا ما تتكرر نوبات الكآبة بشكل دوري، وقد تدوم النوبة يوما إلى يومين، ولعدة أشهر وأكثر... بدأ الباحثون يلاحظون الارتباط بين حدوث الكآبة والتوازن العاطفي، مثل دورة الأربع والعشرين ساعة اليومية والدورة الفصلية. وتميل الكآبة إلى الشدة في فترة ما بعد الظهر والمساء خلال الخريف والشتاء، عندما تصبح طاقة الغلاف الأرضي أكثر كثافة ، أي يانغ أكثر.

تنتج الكآبة في العديد من الحالات عن نقص سكر الدم. وهذا ينتج عن حمية غذائية قاسية وغير متوازنة، وخصوصا بسبب الاستهلاك المنتظم للجبن، الدجاج/  أنواع أخرى من الأغذية الحيوانية.

هذه المواد القابضة. ومفرطة اليانغ تسبب انقباض البنكرياس وتمنعها من إفراز الغلوكاغون. ومضادات الأنسولين -وعو الهرمون الذي تفرزه عادة البنكرياس المنبسطة (ين)- فيرفع مستوى الغلوكوز في الدم. وعندما تتقلص البنكرياس وتنقبض، لا تستطيع إفراز الغلوكاغون الكافي، في الوقت الذي تتابع فيه إفراز هرمون الأنسولين الذي يخفض سكر الدم، فتكون النتيجة نقص سكر الدم، الذي يخلق بدورة حاجة إلى استهلاك المزيد من السكر، المشروبات الدافئة. الشوكولا، الكحول، والأدوية، وهذه كلها ترفع مستوى السكر في الدم.

كما أن  الدماغ يعتمد بشكل جوهري على الغلوكوز في عمله، وعندما تنخفض كميته عن الحد الطبيعي، تنغلق مراكز الدماغ الأعلى، بما فيها مراكز السيطرة على المخيلة والإبداع، لتوفر النشاط الدماغي الأساسي الضروري للبقاء. فتكون النتيجة إحساسا بالضعف وبالرزوح تحت وطاة الظروف. يغدوالشخص غير قادر على تخيل الحلول المناسبة لأي مشكلة يمكن أن يواجهها، وبسبب نقص سكر الدم، قد لا يمتلك الطاقة الكافية لتغيير ظروفه، وبالتالي تمتلكه الكآبة والشعور بالعجز.

يستطيع مبدأ الين واليانغ أن يساعد في تفسير الكيمياء الحيوية للكآبة واضطرابات المزاج الآخرى. عندما يرتفع سكر الدم، ين، تفرز البنكرياس الأنسولين اليانغ، وذلك كي تحافظ على توازن نسبة السكر بالدم، وبالتالي نسبة طاقة الين واليانغ للصحة العامة للجسم... إن إنتاج المزيد من السيالة العصبية اليانغ في الدماغ، يزيد النشاط وقوته المحرك، على العكس، فعندما ينخفض سكر الدم - أي حالة يانغ، تنخفض البنكرياس إنتاجها من الأنسولين، وتقوم بتسريع إنتاج الغلوكاغون الين ، وفي بعض الحلات، يخفض إنتاج السيالة العصبية المنشطة. في الدماغ إلى ما دون المستوى الطبيعي، مما ئؤدي إلى الكآبة.

... إن غذاء المكروبيوتك متوازن، يمكن أن يساعد على تصحيح اختلال التوازن في كيمياء الجسد الداخلية. ذلك أن حمية غذائية تقوم على الكربوهدرات المعقدة، مثل الحبوب الكاملة، البقول والخضر المحلية الطازجة تساعد على استقرار استقلاب الغلوكوز، كما يمكن أن تساعد على تخفيف حالات مثل الكآبة، الخوف والقلق. الجسد والعقل وحدة متكاملة، وتطبيق الحمية الغذائية لتخفيف اضطرابات المزاج تمثل كشفا جديدا في حقل علم النفس.

ويلعب اختلال توازن سكر الدم دورا هاما في حالات المرض الذهني الحادة، الفصام، الشيزوفرينيا. يفضي سكر الدم المزمن إلى رغبة شديدة في السكر المكرر، الكحول والشوكولاتة والعقاقير وأنواع أخرى من المواد مفرطة الين. والاستهلاك المتكرر لهذه المواد يمكن أن يتسبب بتوسع مزمن لخلايا الدماغ والجملة العصبية، وهذا بدوره يتسبب في نهاية المطاف بتدهور في وظيفة الدماغ. ويمكن أن يتجلى أخيرا في الفصام.

تعتمد عملياتنا الذهنية على مقدرة الدماغ على تركيز وتوضيح المعلومات. تكثيف مفرط للمعلومات، يانغ. يصف روبرت أورنشتاين وديفيد سوبل في كتاب إشفاء العقل، هذه العملية على النحوالتالي:

بما أن العالم يتغير باستمرار، يستمر تدفق المعلومات إلى الدماغ. فكيف له أن يعرف أيها المهم وأيها عديم الصلة بالموضوع? فيسترك الدماغ والجملة العصبية في اختراع استراتيجية لتحديد وتقييد المعلومات التي يسمح بمرورها إلى الدماغ.

تقوم الجملة العصبية بتنظيم المعلومات بحيث تسمح بحدوث العمليات الضرورية فقط. فتتضافر شبكة المستقبلات المعقدة، العقد العصبية، وخلايا التحليل في القشرة الدماغية، لتيسير ذلك. تختار الحواس من بين كل التنبيهات التي تصلنا العناصر ذات المعنى فقط، ترتبها وفق الترتيب الأرجح لحدوثها، ولا تتذكر مما حدث سوى عينة صغيرة منظمة.

وعندما تصبح خلايا الدماغ مزمنة، أي ين مفرطة متمددة، تغدومفرطة الحساسية وسريعة الاستجابة لمنبهات اليانغ، بما فيها السيالات العصبية المنشطة مثل الدوبامين. وتقول الفرضية الشعبية، إن فرط الحساسية للروبامين ينتج فرط تنبيه في الدماغ. فيصبح المريض مفرط الحساسية للتنبيهات الواردة إليه من محيطه المباشر ويفقد تواصله مع الاهتزازات القادمة من مسافات أبعد. وهذا يفضي إلى زيادة الحمل المعرفي وتدهور في القدرة على تنقية الأفكار. فيجد الشخص صعوبة في تنظيم العالم بالذهاب إلى ما وراء المعلومات التي يتلاقاها في اللحظة الراهنة.

لأن تنسيق مختلف وظائف الدماغ يحتاج إلى قوة جذب مركزية، يانغ قوي... لأن الدماغ مقسم إلى مناطق عديدة مستقلة وواضحة المعالم، كل منها مسؤول عن وظائف محددة. بهذه الرؤية التي تصبح أكثر رسوخا، لم يعد ينظر إلى الدماغ باعتباره عضوا وحيدا، بل كتجمع للعديد من المنظومات المستقلة، التي يحتوي كل منها على عنصر مهارات رئيسية.

وعند حالات الفصام، فإن قوة اليانغ تنهار، وهي التي تقوم بعمليتي التنسيق والضبط وقد تبدأ مراكز الدماغ الأخرى العمل باستقلالية، ويبدأ حلزون التنسيق بالتدويم الحلزوني خارج عملية الضبط، وينشأ غياب الضبط هذا حالة انبساط، أي ين مفرط في الدماغ والخلايا العصبية. وغالبا ما يظهر الفصاميون اشارات إفراط في استهلاك السكر. ويحدث السكر المكرر خللا في توازن الفيتامينات والمعادن في الجسم، ومن أعراض الفصام العامة هو وجود بقع بيضاء كثيرة على الأظافر، وهذه إشارة على نقص المعادن ناتج عن استهلاك مفرط للسكر. ويلاحظ لدى الفصاميين حالات نقص وخلل في توازن مختلف أنواع المعادن. خصوصا الزنك، والمنغنيز والصوديوم... وهذه تنتج في المقام الأول عن فرط استهلاك السكر.

إن الاستهلاك المنتظم للسكر البسيط يستنزف فيتامين B-complex الضروري لتسهيل وظيفة الدماغ.

اكتشف الباحثون، منذ أكثر من خمسين عام، أن هناك صلة بين نقص الفيتامين ب، والمرض العقلي. و10% ممن شخص لديهم الفصام وأدخلوا إلى مصحات عقلية كانوا يعانون من البلاجرا، أي نقص الفيتامين ب، وعندما وضعوا تحت حميات غذائية علاجية اختلفت أعراض الفصام التي أدخلوا المصحة بسببها.

إن المكروبيوتك يقدم غذاء متوازنا وغنيا بالفيتامينات والمعادن والكيربوهدرات المعقدة... ومواد مغذية أخرى، يمكن أن تساعد الكثير ممن لديه انفصام وخلل في السلوك والتجاوب مع الآخرين في تحسين حالتهم... من خلال توازن الين واليانغ في الكيان الإنساني. 

 

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية