الملح
من أساسيات الحياة التي لا يمكن أن نعيش
من دونها هي التوازن بين نسب الأشياء، كالتوازن بين الخير والشر أو بين
البرودة والحرارة، أو بين الجوع والشبع..إلخ. ومن أهم أنواع التوازن هو
التوازن فالذي يحدث في معدة الإنسان، فلكي يحدث هذا التوازن يجب أن
تتناسب كميات الملوحة والحموضة والحلو والمر، وسنركز هنا على نسبة
الملح في جسم الإنسان لأنه يعتبر من المكونات الأساسية والمهمة، فمن
خلاله يستطيع الجسم الحصول على مواد معدنية مثل المغنيسيوم واليود
والزنك وكلوريد الصوديوم، وهذه المواد ضرورية في المحافظة على ضغط الدم
والحمض القلوي بنسبة طبيعية متزنة، وكذلك المحافظة على كمية السوائل
الموجودة بالجسم، وأيضا يساعد في نمو العظام والعضلات وتسهيل عمل
الأعصاب وأيضا له تأثير فعال في عملية الهضم.
لتستخدم الملح بطريقة مناسبة، يجب أن
تعرف بعض المعلومات التي ستساعدك على الاختيار، مثل الكمية والنوعية
الجيدة للحصول على فوائده وتفادي أضراره، فعند استهلاك الكثير منه يؤدي
إلى ارتفاع ضغط الدم واحتجاز الكثير من السوائل في الجسم مما يسبب خللا
في عمل الكليتين، وعند استهلاك القليل منه يؤدي إلى فقر في الدم وضعف
في العظام والعضلات.
الملح المصنع:
إن أهم الأخطار التي تواجهه الملح في وقتنا الحالي أنه يصنع كيميائيا
ويمر خلال عمليات تصنيعية كبيرة تؤدي لاختلال النسب وتحطيم الفائدة
اللازمة لجودته، فيكرر ويصنع للتخلص من المواد المعدنية (ومن أهمها
اليود) ثم يسخن ويبرد بسرعة عالية للحصول على بلورات التي لا تذوب ولا
تهضم بسهولة. إن تناول الملح المكرر عادة ما يسبب الشراهة في تناول
الملح لان الجسم لا يشعر بالكفاية من المعادن المحلية الأخرى، وبذلك
يتراكم كلوريد الصوديوم بالجسم مسببا مشاكل للكليتين. فالفرد البالغ
يحتاج ما بين 2-3 غرام في اليوم الواحد، لكن معدلات استهلاكه تصل إلى
18 غرام يوميا، و هذه الزيادة تسبب إرهاق وتعب الكلى والتمادي في ذلك
يسبب بضعف كفاءتها فتتراكم الفضلات في الجسم وتظهر أعراض زيادة الملح
على شكل توترات عصبية وعضلية ونفسية وصداع مستمر وشعور بالقلق والكآبة
والضيف والضجر، وفي الوقت نفسه يزيد نقص المعادن الأخرى في الجسم فتحدق
مشاكل صحية أخرى في مناطق أخرى من الجسم ومنها العظام.
الملح الطبيعي:
لقد استخلص الملح قديما بالطريقة التقليدية من خلال تبخر مياه البحر،
وتكون طبقة من الملح على سطح الصخور والذي تسببت الأمطار في تنقيته،
ولهذا السبب يكون قد خسر الكثير من المواد المعدنية واحتفظ بكلوريد
الصوديوم (الملح الصخري)، أو بالطريقة المباشرة، وهي عبر تبخر مياه
البحر فنحصل على الملح البحري. وهذا الأخير هو الأفضل لأنه احتفظ
بالمواد المعدنية. ويتصف بأنه أكثر تركيز ملوحة من البقية.
مقال حصري
طباعة الصفحة
من أجل طباعة
الصفحة، تحتاج إلى قارئ
PDF |
|
|