جهاز الدوران
ينقسم جهاز دوران الدم إلى سبع دورات
رئيسية:
1. دورة عبر القلب (الدورة الإكليلية).
2. دورة عبر الأطراف العلوية (الكتفان والذراعان).
3. دورة عبر العنق والرأس.
4. دورة عبر الصدر (الرئتان).
5. دورة عبر محيط البطن (أعضاء الجهاز الهضمي).
6. دورة عبر الكليتين (دورة كلوية).
7. دورة عبر الحوض والأطراف السفلية (الساقان).
يمكننا تشبيه جهاز دوران الدم بشجرة، ذلك أن كل دورة من دوراته الرئيسة
تتشعب إلى فروع صغيرة تنقسم بدورها إلى ملايين الشعيرات المحيطية
وتتخلق هذه الشعيرات في خلايا الجسم. ويمكن في الواقع تشبيه الأجزاء
المركزية من جهاز دوران الدم بغصن الشجرة الرئيس وجذعها، وتشبيه
الأجزاء المحيطية منه بفروع الشجرة وأوراقها. أما خلايا الجسم، فتشتمل
على أكثر جزء محيطي في جهاز دوران الدم وتشبه بثمار الشجرة.
الــــدم
يشكل دم الإنسان نسخة مطابقة عن البحر القديم الذي تطورت فيه الحياة
البيولوجية. وفي البدء، كانت مياه البحر حلوة نقية حتى عكرتها المعادن
التي تطفلت عليها من الأرض، فأصبحت شيئاً فشيئاً مالحة.
وطوال الأشهر التسعة التي يقضيها الجنين في رحم أمه، تتكرر عملية تطور
الحياة في المياه. فالجنين ينمو في محيط مائي ويشبه إلى حد ما السمكة.
وعند الولادة، تدفعه تقلصات المخاض خارج الرحم، فيصبح أشبه بالحيوانات
الأرضية التي تتنفس الهواء. أما تقلصات المخاض فتشابه تعاقب ارتفاع سطح
الأرض وانخفاضه. وبالتالي، فإن دم الإنسان المالح أشبه بالبحر المالح
الذي انبعثت منه الحياة.
ويتكون الدم من سائل في هيئة بلازما وعناصر أخرى متكونة من كريات الدم
الحمراء يانغ وكريات الدم البيضاء ين وصفيحات الدم. وفي حين تشكل
البلازما 55% من الدم، تشكل العناصر الأخرى 45% منه.
كريات الدم الحمراء:
يحتوي جسم الإنسان على ما يقارب 35 تريليون كرية دم حمراء. ويبلغ قطر
كل خلية من هذه الخلايا الصغيرة الأسطوانية الشكل 7.7 ميكرون في حين
تبلغ سماكتها 1.9 ميكرون. ويبلغ عدد الكريات الحمراء في كل مليمتر مكعب
من الجسم 5 ملايين كرية حمراء لدى الرجال و4.5 مليون كرية حمراء لدى
النساء. وفي الواقع، يرتبط عدد الكريات الحمراء بعدة عوامل. فعلى سبيل
المثال، عندما يكبر الإنسان، ينخفض عدد الكريات الحمراء لديه عما كان
عليه عند الولادة (أي 6 ملايين كرية) وهذا ما يجعل الرضّع والأطفال
يانغ أكثر من الراشدين. من ناحية أخرى، يزداد عدد الكريات الحمراء مع
تزايد ارتفاع المكان الذي نعيش فيه عن مستوى البحر. فالأشخاص الذين
يعيشون على ارتفاع 10 آلاف قدم أو أكثر عن مستوى سطح البحر هم يانغ
أكثر من الأشخاص الذين يعيشون في أماكن منخفضة العلو. وبالتالي، إن عدد
كرياتهم الحمراء يزيد بنسبة 30% تقريباً عن المعدل الطبيعي. أضف إلى
ذلك أن عدد الكريات الحمراء يتزايد لدى القيام بنشاط جسدي وينقص أثناء
النوم. كما ويتضاعف عدد الكريات الحمراء مع ارتفاع درجة حرارة الجو.
ويشتمل خضاب الدم الهيموغلوبين على 60 إلى 80% من كريات الدم الحمراء،
وهي نسبة تتفاوت بين الرجال والنساء. وخضاب الدم مكون من الهيماتين وهو
بروتين من نوع اليانغ يحتوي على الحديد، ومن بروتين آخر ين. والهيماتين
يجذب الأكسجين من الرئتين لينقله إلى الخلايا. وإذ يعود الدم الخالي من
الأكسجين عبر الأوردة، يجذب الهيماتين ثاني أكسيد الكوبون ويعيده إلى
الرئتين كي يتم زفره. وإن هذه العملية ضرورية للحياة، ومدى فعاليتها
يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان. ولدى الشخص الراشد الطبيعي، يموت في
الدقيقة الواحدة حوالي 20 مليون كرية من كرياته الحمراء لتحل محلها
كريات جديدة. وإن مقدار خضاب الدم في الجسم هو كيلوغرام واحد يموت منه
يومياً 20غراماً يعيد الجسم بناءها من جديد.
كريات الدم البيضاء:
إن عدد الكريات البيضاء التي يشتمل عليها جسم الإنسان أقل بكثير من عدد
الكريات الحمراء، إذ يشتمل كل مليمتر مكعب من الدم على 6 آلاف كرية
بيضاء وتكون الكريات البيضاء في العادة أكبر حجماً من الكريات الحمراء
وهي تشتمل على نواة وتتحرك على نحو شبيه بحركة الأميبة. وتنجذب الكريات
البيضاء إلى البكتيريا التي تدخل الجسم، فتحيط بها وتلتهمها. كما
وتتجمع هذه الكريات من حول الجروح الخارجية الملتهبة.
مقاربة
الماكروبيوتك لأمراض الدم:
1) ابيضاض الدم (اللوكيميا):
لدى الإصابة بهذا المرض يشهد الجسم انخفاضاً في عدد الكريات الحمراء
يرافقه تزايد هائل في عدد الكريات البيضاء. وفي بعض الحالات، يبلغ عدد
الكريات البيضاء لدى الأشخاص المصابين بابيضاض الدم مليون كرية في
المليمتر المكعب الواحد بدلاً من المعدل الطبيعي أي 5 إلى 6 آلاف كرية
بيضاء في المليمتر المكعب الواحد. وقد يكون ابيضاض الدم حاداً أو
مزمناً، إنما لا وجود لعلاج طبي شاف لهذا الداء الذي يؤدي إلى الوفاة
في غالب الأحيان. إنما من السهل التحكم بابيضاض الدم من خلال النظام
الغذائي الصحيح.
فكريات الدم البيضاء هي من نوع الين، وتزايد عددها يشير إلى الإفراط في
تناول أطعمة متطرفة وبخاصة السكر والمشروبات الغازية والمثلجات والحليب
و بخاصة المنتجات الكيميائية. من ناحية أخرى، يدل انخفاض عدد الكريات
الحمراء على نقص في المعادن والأطعمة من نوع اليانغ. أما التوصيات
الغذائية التي ينبغي اتباعها في هذه الحالة، فمطابقة لتلك الموصى بها
في ما يتعلق بأمراض السرطان من نوع الين. وكما هي الحال بالنسبة لأشكال
السرطان الأخرى، يتوجب على الشخص المصاب بابيضاض الدم أن يمضغ كل لقمة
بين 150 و200 مرة. أما إن لم يكن لعاب الشخص المريض من النوعية الجيدة،
فعندها يقوم شخص آخر بصحة جيدة بمضغ الطعام عنه ثم يقدمه للمريض
بالملعقة.
ويمكن أيضاً وضع كمادة زنجبيل ساخنة على منطقة الهارا بصورة يومية،
لأنها تحفز إنتاج كريات الدم الحمراء السليمة من قبل الزغب المعوي.
2) فقر الدم:
فقر الدم هو النقص في عدد الكريات الحمراء أو خضاب الدم، أو معدل الدم
ككل. وتشتمل عوارض فقر الدم على:
(1) شفتين رماديتين أو بيضاوين (ينبغي أن يكون لون الشفتين زهرياً)
(2) ابيضاض داخل جفن العين السفلي (وهو ينبغي أن يكون زهرياً)
(3) وجنتين شاحبتين أو بيضاوين
(4) أظافر بيضاء بدلاً من زهرية
(5) نقص في الحيوية
(6) انخفاض في النشاط الجنسي.
نميز بين ثلاثة أنواع من فقر الدم هي: فقر الدم الغذائي وفقر الدم
الخبيث وفقر الدم المنجلي.
"أ" فقر الدم الغذائي:
ينجم فقر الدم الغذائي عن النقص في بعض المواد الضرورية لإنتاج كريات
الدم الحمراء كالحديد والكوبالت والنحاس والبروتينات وبعض الفيتامينات
كالفيتامين ب 12 وفيتامينات ب المركب (أو حمض الفوليك). وفي العادة،
ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بتناول جرعات إضافية
من الحديد أو الفيتامينات أو بالإكثار من أكل اللحوم. وإن كانت هذه
المقاربة تعالج العوارض بصورة مؤقتة، فهي تتجاهل السبب الرئيس لفقر
الدم. فإن كان غذاؤنا اليومي ونشاطنا متوازيين بين ين ويانغ، يصبح
بمقدور أجسامنا أن تصنع ما تحتاجه من حديد من تلقاء نفسها ومن غير
اللجوء إلى الوسائل الاصطناعية. ويتم هذا التصنيع في الجسم من خلال
عملية التحول الطبيعي.
يشكل الحديد نواة خضاب الدم الذي يعتبر أساس الحياة الحيوانية. أما
الحياة النباتية فأساسها اليخضور ونواة اليخضور هو المغنيزيوم. وبما أن
العناصر المحيطية لكل من خضاب الدم واليخضور هي نفسها، يكمن وجه
الاختلاف بينهما في النواة، أي المغنيزيوم والحديد. وإن الحيوانات تأكل
النباتات المشتملة على اليخضور وتستفيد منه في إنتاج خضاب الدم.
وبالتالي، يتحول المغنيزيوم في أجسام الحيوانات والبشر إلى حديد. ويتم
هذا التحول بإضافة ذرتين من الأكسجين.
نستنتج مما تقدم أن فقر الدم الغذائي ينجم بشكل رئيس عن افتقار الغذاء
إلى اليخضور، وفي الوقت نفسه عن الإفراط في تناول أطعمة الين التي تعيق
إنتاج الكريات الحمراء بصورة طبيعية. وإنما يمكن معالجة هذه الحالة من
خلال إتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع التركيز على الخضر
الورقية مثل الكرنب وأوراق الدايكون وقرة العين، وغيرها من الخضر
المشتملة على كميات كبيرة من اليخضور. أضف إلى ذلك أن البقوليات
ومشتقات فول الصويا (مثل الميزو) التي تحتوي على نسبة مرتفعة من
البروتينات مفيدة في هذه الحالة لأنها تزيد من حيوية الجسم. ويتوجب على
الشخص المصاب بفقر الدم الغذائي أن يقوم بالكثير من التمارين الجسدية
للتزود بكمية أكبر من الأكسجين. وفي الوقت نفسه، من الممكن وضع كمادات
الزنجبيل الساخنة على المعى الدقيق لتحفيز عملية إنتاج كريات الدم
الحمراء السليمة.
"ب" فقر الدم الخبيث:
في هذه الحال، يكبر حجم الكريات الحمراء ويتقلص عددها. أما أعراض هذا
الداء، فتتمثل بالشحوب والوهن والاضطرابات المعدية المعوية والعصبية،
وكلها أعراض ترتبط بنقص في العصارة المعدية المشتملة على ما يعرف
بالعامل الذاتي. ويعتقد أن فقر الدم الخبيث ينجم عن نقص في الفيتامين ب
12 وهو فيتامين يشار إليه في بعض الأحيان بالفيتامين المضاد لفقر الدم
الخبيث. وفي الواقع، إن النقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى تأخر النمو
وارتفاع نسبة الوفيات بين حديثي الولادة. ويعتقد الكثيرون أن الفيتامين
ب 12 متوفر فقط في المنتجات الحيوانية كالحليب واللحوم و المح (صفار
البيض). ولكن ملايين الأشخاص عاشوا على مر السنين من دون أن يتناولوا
أي طعام حيواني ومع ذلك لم يصابوا بفقر الدم الخبيث. في الواقع،
الفيتامين ب 12 متوفر في حليب وكبد البقر، وهي حيوانات تتغذى بالأعشاب
التي لا تحتوي على الفيتامين ب 12. وإنما يبدو أن الأبقار قادرة على
تصنيع هذا الفيتامين في قنواتها الهضمية. وبالتالي، يبدو منطقياً أن
يتمتع البشر هم أيضاً بمثل هذه المقدرة. وبما أن الدراسات الغذائية
الحديثة قد أثبتت أن الفيتامين ب 12 متوفر في الأطعمة النباتية
المتخمرة كالميزو والتماري، وفي بعض الأعشاب البحرية، فمن غير الضروري
إذاً أن يأكل الشخص المصاب بفقر الدم الخبيث أطعمة حيوانية للتعويض عن
النقص في هذا الفيتامين. من ناحية أخرى، قد يتطور فقر الدم الخبيث
نتيجة فقدان الجسم قدرته على تصنيع الفيتامين ب 12 وإنما يمكن استعادة
هذه المقدرة لدى الامتناع عن الأطعمة الحيوانية. ويتوجب على الأشخاص
المصابين بفقر الدم الخبيث الالتزام بنظام الماكروبيوتك مع تناول قصعة
من حساء الميزو يومياً وبعض الأعشاب البحرية بصورة منتظمة.
"ج" فقر الدم المنجلي:
يشكل فقر الدم المنجلي داءً مميزاً في الولايات المتحدة الأميركية حيث
أن 10% من الشعب الزنجي في أميركا، أي ما يعادل مليونين إلى ثلاثة
ملايين شخص مصابون بهذا المرض الذي يؤدى في بعض الحالات إلى وفاة أعداد
كبيرة منهم. وينمو هذا الداء في العادة قبل بلوغ الشخص المصاب العشرين
من العمر. وهو يظهر بشكل حصري تقريباً في أوساط الشعب الزنجي. أما
العوارض الرئيسة لهذا المرض فتتمثل بنوبات دورية من الشلل مشابهة
للصرع، وبالإرهاق وتلف الدماغ. وإن الشخص المصاب بفقر الدم المنجلي
يبدأ في معظم الأحيان بنسيان الأمور البسيطة ويعاني من آلام حادة في
الأعصاب أو العضلات. وفي الحالات الخطيرة، يلتف المريض على نفسه في
وضعية الجنين ويعجز عن الحركة.
وتشير النظرية الأكثر شيوعاً حول سبب هذا المرض إلى أن الزنوج الذين
نشأوا في الأصل في أفريقيا الغربية التي اجتاحتها الملاريا (أو
البرداء) يحملون في دمائهم عاملا مضاداً لداء الملاريا. ويعتقد أن هذا
العامل ينشأ بتحول الكريات الحمراء إلى كريات منجلية. وتعتبر هذه
الحالة وراثية وهي تظهر لدى أبناء العرق الأسود في أفريقيا والولايات
المتحدة على حد سواء. وفي الواقع، يؤكد العلماء أنه ما من مشكلة تطرأ
في حال ظل السود في أفريقيا حيث داء البرداء شائع جداً، لأن المناخ في
هذه المنطقة من نوع اليانغ. ولكن ما إن ينتقل هؤلاء السود إلى منطقة
مناخية أخرى تتميز بعوامل بيئية مختلفة حتى يصبح فقر الدم المنجلي
خطراً يهدد حياتهم. وإنما نشأت نظرية أخرى تفيد بأن فقر الدم المنجلي
لم ينتشر إلا مؤخراً، وتحديداً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقد
ساهم استهلاك بعض الأطعمة المصنعة كالسكر والمشروبات الغازية والمثلجات
والطحين المصنع والمنتجات الكيميائية في ظهور هذه الحالة. وفي حين
تعتبر الكريات الحمراء من نوع اليانغ، تعد الكريات المنجلية من نوع
الين. وإن تزايد الحالات المرضية يتطابق مع تزايد استهلاك الأطعمة
المتطرفة. وقد يكون لدى الشعب الأسود
الاستعداد المسبق للإصابة بهذا الداء، إلا أن نوعية الغذاء السيئة هي
التي تعززه.
والكريات المنجلية تنجم عن الإفراط في تناول أطعمة ين فقيرة النوعية.
وإنما يمكن التخلص من هذه الحالة بالامتناع عن هذه الأطعمة واتباع نظام
الماكروبيوتك الغذائي النموذجي.
3) الناعور:
الناعور حالة تتمثل بعدم تخثر الدم عند معدله الطبيعي. والمصابون
بالناعور قد ينزفون على نحو مفرط من جراء جرح صغير جداً وعندما يتلقون
مجرد ضربة خفيفة، تظهر البقع السوداء والزرقاء الكبيرة تحت جلدهم. في
العادة، عندما يتدفق الدم من أي جزء من الجسم، يتخثر مباشرة. ولكن هذا
لا يحدث في حالة الناعور. فالدم وهو يانغ يشكل عادة نوعاً من مادة
صمغية عند احتكاكه بالأكسجين وإن لم يحدث ذلك يصبح الدم في حالة ين.
يعتبر الناعور وراثياً، باعتباره يتكرر بشكل مستمر في العائلة الواحدة.
وإن أفراد كثيرين من العائلات الإمبراطورية القديمة في أوروبا كآل
هابسبورغ ورومانوف كانوا مصابين بهذا الداء. ولكن الناعور لا ينتج عن
سبب وراثي بل عن الغذاء غير الصحي. ففي حالة هابسبورغ ورومانوف مثلاً،
نتج الناعور عن نمط حياتهم المترف ونظامهم الغذائي الدسم، وكلاهما يولد
حالة ين مفرطة تجعل الكريات الحمراء والأوعية الدموية ضعيفة. وبالتالي،
تفقد الكريات الحمراء مقدرتها على جذب الأكسجين الضروري للتخثر. وما إن
تنفجر الأوعية الدموية حتى تفقد قدرتها على الالتحام مجدداً. وتتسرّع
هذه الحالة بفعل بعض الأطعمة كالدهون الحيوانية والزبدة والبيض التي
تجعل الدم حمضياً أكثر. والناعور يصيب في الواقع الرجال أكثر مما يصيب
النساء لأن أجسام النساء يانغ أكثر من أجسام الرجال وبالتالي يمكنهن
معادلة الخلل.
يعتبر الأطباء أن لا دواء للناعور وأفضل نصيحة يقدمونها لمرضاهم تتمثل
بتجنب الإصابة بالجروح. وإنما يمكن معالجة الناعور من خلال نظام غذائي
صحي، بالرغم من أن الشفاء منه قد يستغرق سنوات عديدة. ودواء الناعور هو
نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع التركيز بعض الشيء على الأطعمة
المسببة للتقلص والمثابرة على التمارين.
التنافر الريصي
يحتوي دم الكثير من الأشخاص على مادة تعرف بالعامل الريصي (RH FACTOR).
والريص هو قرد صغير قصير الذيل استخدم في التجارب الأصلية المتعلقة
بهذا المرض. ويتوافر هذا العامل المعروف بالعامل الريصي الإيجابي في
حوالي 85% من سكان الأرض أما إن لم يكن متوافراً، فعندها يكون الدم
سلبياً. ويقوم العامل الريصي بدور المسترص، أي أنه يجعل الكريات
الحمراء يتكتل بعضها مع بعض. وعندما ينقل دم إيجابي إلى شخص ذي دم
سلبي، يطور جسم المتلقي مضاداً للمسترص بعد مرور أسبوعين على عملية نقل
الدم. وقد تنجم مضاعفات خطيرة إن خضع هذا الشخص لنقل الدم ثانية. فوجود
مضاد المسترص يؤدي إلى انحلال الدم أو إلى إبادة الكريات الحمراء مما
يسبب الوفاة. وفي حال كانت الأم تحمل دماً سلبياً وجنينها يعمل دماً
إيجابياً، قد ينتقل العامل المضاد للمسترص الذي يفرزها جسمها إلى
الجنين عبر المشيمة. وفي هذه الحالة، قد يعاني الجنين من انحلال الدم
وتلف كرياته الحمراء مما يؤدي في العادة إلى وفاته.
وبما أن العامل الريصي يسبب التراص، يعتبر الدم الإيجابي يانغ والدم
السلبي ين.
عندما ينقل الدم الإيجابي إلى شخص ذي دم سلبي، يتولد العامل المضاد
للمسترص. وهذا يعني أن الدم الين لا يمكنه أن يحتمل سوى نسبة قليلة من
اليانغ. ولكن في هذه الحالة، وعند المرحلة الثانية من نقل الدم، تزداد
نسبة اليانغ في دم المتلقي، مما يجعل الدم ينحل. وهذا يحدث في الواقع
لأن الكريات الحمراء لا يمكنها تحمل الدفق الثاني من اليانغ. ولكي
تعادل الكريات الحمراء هذا الخلل، تتمدد على نحو مفاجئ وتتفكك. ويمكن
في الواقع تغيير العامل الريصي في الدم من خلال النظام الغذائي الصحيح،
في حين لا يمكن تغيير فئة الدم، ذلك أن فئة الدم تعكس تركيبة الشخص،
بينما العامل الريصي يمثل الحالة. وبالتالي، من خلال بعض التعديلات
الغذائية، يمكن للدم الإيجابي أن يصبح سلبياً، وبالعكس.
وقد تزايد مؤخراً عدد الأشخاص الذين يحملون دماً إيجابياً. والتفاضل
بين الدم الإيجابي والدم السلبي سببه الأشكال الغذائية الحالية. وهذا
يعني أن النمط الغذائي الحديث متطرف في الحالتين. فحوالي 48% من الغذاء
اليومي في أميركا يحتوي على أطعمة حيوانية وضمناً مشتقات الحليب. وهذا
يفترض استهلاك كميات كبيرة من الكربوهدرات لإعادة التوازن. وفي العادة،
يتم ذلك من خلال استهلاك كمية كبيرة من السكر كسكر القصب المصنع وسكر
القيقب والطحين المصنع والفواكه. ولكن إن كنا نتبع نظاماً غذائياً
محايداً أو متوازناً، ينعكس هذا التوازن في دمنا، فيكون العامل الريصي
إما إيجابيا وإما سلبياً. وإن نقل الدم في ظل هذه الظروف لا يولد ردة
فعل متطرفة بين العاملين السلبي والإيجابي. وفي هذه الحالة لا يكون
الاختلاف بين دم الأم ودم جنينها كبيراً كفاية لإحداث ردة فعل متطرفة.
وبالتالي، يتوجب على الأشخاص الذين لا يتبعون نظاماً غذائياً صحياً
الاحتراس من هذه المشكلة.
4) الحماض والقلاء:
إن نوعية الدم الحمضية أو القلوية ترتبط بنسبة تركيز أيونات الهدروجين
والهدروكسيل في جسمنا، إذ ينبغي أن تكون هذه الأيونات متوازنة. وتقاس
هذه الحالة بواسطة الأس الهدروجيني الذي يتراوح بين 1 و12 فإن كان الأس
الهدروجيني أدنى من 7 يكون الدم حمضياً وإن كان أكثر من 7 يكون قلوياً.
دمنا قلوي بعض الشيء، بحيث يتراوح الرقم الهدروجيني بين 7.3 و 7.45 .
أما إن انخفض الأس الهدروجيني للدم عن مستواه القلوي الخفيف وأصبح الدم
حمضياً، فتنشأ عندها حالة الحماض الين. أما القلاء اليانغ، فيحدث عند
بلوغ الأس الهدروجيني للدم معدلاته المرتفعة. والحماض هو الأكثر
شيوعاً، لاسيما وأن البشر وهم من نوع اليانغ يسعون إلى الين.
بالرغم من أن العديد منا يأكل أطعمة حمضية بصورة مستمرة، إلا أن دمنا
يحافظ على طبيعة قلوية خفيفة نتيجة لبعض الآليات الجسدية. فعلى سبيل
المثال، عند الزفير، تغادر الأحماض الجسم مع ثاني أكسيد الكربون. أضف
إلى ذلك أن الكليتين تنقيان الدم من الأحماض وتخلصان الجسم منهما عبر
التبوّل. كما وأن دمنا يحتوي على مجموعة من الدارئات التي تعمل على
معادلة الأحماض. ولكن الطريقة الأمثل لتجنب الحماض أو القلاء تقتضي
الحفاظ على الدم في حالة متوازنة أو محايدة من خلال نظام غذائي صحي.
وإن اتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي على نحو صحيح يضمن
الحفاظ على هذا التوازن.
مقاربة الماكروبيوتك للأمراض
القلبية الوعائية:
1) تصلب الشرايين:
تنشأ هذه الحالة عندما تسد الشرايين من الداخل وتفقد مرونتها، نتيجة
تراكم الكولستيرول والدهون. وفي الحالات الشديدة الخطورة، تضيق مسالك
الشرايين، فتحول دون تدفق الدم مما يتسبب في العادة بنوبة قلبية ويؤدي
في معظم الأحيان إلى الوفاة.
وكما سبق ورأينا في فصل النمو التدريجي للمرض، تنجم تراكمات الدهون
والكولستيرول عن الاستهلاك المتكرر لبعض الأطعمة كاللحوم والدهون
المشبعة والبيض ومنتجات الحليب والسكر ومنتجات البذور المصنعة وغيرها.
وفي الماضي، كانت إصابة الأشخاص الذين لا يتجاوزون السن الخمسين بداء
تصلب الشرايين من الحالات النادرة. أما اليوم، فقد بات هذا الداء يصيب
حتى الأطفال.
وللتحقق مما إذا كنت تعاني من تصلب الشرايين، ضع أصابع يديك الاثنتين
معاً اضغط عليها نحو الخلف لتشكل زاوية قائمة. إن عجزت عن ذلك، تكون
شرايينك صلبة وغير مرنة. أما المقاربة الغذائية لهذه الحالة فسنناقشها
في ما يلي.
إنه نمط من تصلب الشرايين تتنامى فيه ترسّبات الدّهن داخل القلب وحوله.
تنطلق هذه الترسبات من المناطق الأكثر بعداً عن مركز جهاز الدوران
وتنقل تدريجياً إلى الداخل والسبب في ذلك هو السبب نفسه العائد إلى
تصلب الشرايين العام. أي بتعبير آخر، الأطعمة التي تسهم في تنامي
الدهون والكولسترول.
منذ خمس وعشرين سنة، كانت أمراض القلب تصيب شخصاً من ثمانية. وقد
ارتفعت هذه النسبة على نحو مروّع بحيث أصبحت أمراض القلب تصيب اثنين من
كل خمسة. إن واحداً من كل ثلاثة رجال وواحدة من كل خمس نساء يتوقع له
أن يموت من جراء إصابته بالسكتة القلبية قبل بلوغه الستين. وقد بات من
المعروف أن الدهون المشبعة والكولسترول هي في مقدمة المواد المسببة
لهذه الاضطرابات، وأن العديد من الجمعيات الطبية قد نصحت بتجنب الدهون،
وخفض كمية الأطعمة الغنية الكولسترول بشكل عام، كاللحوم والبيض. غير أن
هذه النصائح تغفل عادة عن أنماط أخرى من الأطعمة التي تسهم في إحداث
هذه المشاكل، كالسكر والفاكهة ومشتقات الحليب.
2) السكتة (النزيف المخي أو الخثار):
ينجم النزيف المخي عن ضعف الأوعية الدموية. وهذا المرض لا يشكل خطراً
عندما يكون الشخص المصاب به في حالة من الاسترخاء. ولكن أي ازدياد
مفاجئ في نشاط الدورة الدموية قد يؤدي إلى انفجار وعاء دموي ضعيف
وعندما يحدث الانفجار في وعاء من أوعية الدماغ الدموية، يعرف بالنزيف
المخي أو (السكتة). أما نوع السكتة الآخر فهو المعروف بالخثار المخي
الذي ينجم عن جلطة أو انسداد في أحد أوعية الدماغ الدموية.
وتنجم هذه الحالة عموماً عن استهلاك الأطعمة نفسها التي تسبب تصلب
الشرايين. وهي تحدث في غالب الأحيان عندما ينفصل الدهن أو الكولستيرول
المتراكم عن جدار الشريان ويستقر في وعاء من الأوعية الدموية القحفية.
ولمعالجة هذه الحالات، ينبغي تجنب الأطعمة التي تضعف الأوعية الدموية
أو تتسبب بتراكم الدهون أو الكولستيرول. وتشمل هذه الأطعمة الدهون
المشبعة كتلك المتوافرة في اللحم والبيض ومنتجات الحليب، بالإضافة إلى
السكر وغيره من أطعمة الين القوية.
وإن الأطعمة الغنية بالمعادن كالأعشاب البحرية والنباتات الورقية تعيد
للأوعية الدموية قوتها ومرونتها، في حين يعمل نظام الماكروبيوتك
الغذائي النموذجي على تذويب تراكمات الكولستيرول والدهون. وبالتالي،
يتوجب على الشخص الذي يعاني من هذه الاضطرابات الحد من استهلاك الزيوت
واستبدالها بزيوت نباتية غير مشبعة كزيت السمسم أو زيت الذرة. ويمكن في
الواقع تطبيق هذه المقاربة العامة في حالة تصلب الشرايين.
3) ضغط الدم غير الطبيعي (فرط ضغط الدم وهبوطه):
إن الإفراط في تناول السوائل وغيرها من أطعمة الين يجعل القلب ينتفخ
ويتمدد. وفي هذه الحالة، يصبح القلب مجبراً على العمل بجهد أكبر للحفاظ
على دوران الدم الطبيعي، مما يتسبب في معظم الحالات بفرط (ارتفاع) ضغط
الدم.
وان استمر الشخص المصاب بهذه الحالة باستهلاك أطعمة الين المتطرفة،
ينتفخ القلب ويرتخي بحيث يفقد مقدرته على الانقباض. وعندها ينخفض ضغط
الدم على نحو خطير مسبباً ما يعرف بنقص التوتر أو هبوط ضغط الدم.
ويعد فرط ضغط الدم أقل خطورة من هبوطه، بل و يمكن معالجته في غضون شهر
واحد من خلال نظام غذائي صحي. أما هبوط ضغط الدم، فيشكل عارض متقدماً
ويستغرق الشفاء منه فترة أطول وبما أن الحالتين تنجمان عن فرط التمدد،
لا بد من اتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع التركيز على
العوامل يانغ في اختيار الأغذية وطهوها.
4) توسع الجدار الشرياني (أم الدم):
تنجم هذه الحالة عندما يتمدد جدار أحد الشرايين مسبباً تكوّن كيس صغير
يمتلئ دماً. وهذا ما يحدث في الواقع عندما يضعف الشريان نتيجة استهلاك
أطعمة الين. وتتجلى هذه الظاهرة على وجه الخصوص في الأبهر لأن ضغط الدم
فيه يكون مرتفعاً جداً ولأن العوامل ين تنجذب بسهولة إلى هذه المنطقة.
وإنما يمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال اتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي
النموذجي مع إضافة المزيد من الملح أو الزيت إلى الطعام أثناء طهوه.
فالملح وقليل من الزيت يجعلان الشرايين أكثر مرونة.
5) تقطع الشعيرات:
عندما تنتفخ الأوعية الدموية وتتسع نتيجة الإفراط في استهلاك أطعمة
الين، تبدأ هذه الأوعية بالتقطع.
وخير مثال على ذلك نزيف الأنف. ويحدث هذا النزيف عندما يصبح الدم
رقيقاً جداً ويزداد حجمه عن معدله الطبيعي على نحو مفرط. وغالباً ما
يكون السبب الرئيس لهذه الحالة الإفراط في شرب عصير الفواكه والصودا
والمياه وغيرها من السوائل. وإنما يمكن معالجة نزيف الأنف سريعاً بجعل
الدم أسمك والشعيرات أكثر تقلصاً. ولتحقيق ذلك نرطب محرمة باللعاب
ونغمسها في الملح ثم ندخلها في المنخر لدقائق معدودة. ويمكن أيضاً أن
نأكل كمية قليلة من الجوماشيو أو قطعة من ثمار الأمبوشي مرة كل: 10
دقائق لحوالي نصف ساعة من الوقت لجعل الدم يتكاثف بسرعة.
الجهاز
اللمفاوي
يرتبط الدم والجهاز اللمفاوي بعضهما
ببعض ارتباطاً وثيقاً. والدم المتدفق هو في العادة يانغ ووظيفته
الرئيسة نقل الكريات الحمراء.
أما اللمف المتدفق، فيحمل سائلاً ين أكثر نقاوة من الدم ويختص بالكريات
البيضاء. ولكن الدم واللمف يشكلان معاً الجهاز الدوراني ككل، ويتدفقان
في اتجاهين متعاكسين وإنما متكاملين.
تبدأ الدورة الدموية في القلب لتنتقل إلى الأجزاء المحيطية البعيدة ثم
تعود ثانية إلى القلب.
أما اللمف، فيتدفق في البدء في أنسجة الجسم المحيطية ثم يدخل السيل
الدموي المركزي. وبخلاف السيل الدموي، لا يملك الجهاز اللمفاوي عضواً
مركزياً يضخ السائل اللمفاوي، بل إن تدفق اللمف يرتبط بعوامل عديدة
كنشاط العضلات وانقباضها، وأداء الرئتين والحجاب الحاجز أثناء التنفس
مما يسمح بامتصاص اللمف من الأوعية الصغيرة وتفريغه في الأوعية
الكبيرة، في حين يؤدي ارتفاع مستوى السائل الين إلى تدفق اللمف من
الأجزاء السفلية في الجسم نحو الأجزاء العلوية.
أضف إلى ذلك أن وظيفة الأمعاء، وضمناً حركة الزغب وتقلصات المعي تعزز
تدفق اللمف.
وبما أن الزغب تمتص جزيئات الطعام المهضوم باستمرار، تتدفق هذه
الجزيئات في الدم واللمف على حد سواء إلى جانب الكريات الحمراء
والبيضاء المكوّنة حديثاً.
ويتكون الجهاز اللمفاوي من شعيبات وأوعية وأقنية وعقد لمفاوية،
بالإضافة إلى بعض الأعضاء كاللوزتين والطحال. ونجد العقد اللمفاوية
منتظمة على طول الجهاز اللمفاوي في مجموعات من 32 زوجاً تطابق الأسنان
والفقرات الاثنين والثلاثين. كما ويشتمل الجهاز اللمفاوي على عضو رئيس
آخر يقع فوق القلب ويعرف بالتوتة أو الغدة الصعترية. وفي الواقع، يبلغ
هذا العضو حجمه الأقصر عند بلوغ الإنسان الثانية من العمر، ثم يصغر
تدريجياً إلى أن يختفي نهائياً. والغدة الصعترية هذه تنتج الكريات
البيضاء بالإضافة إلى بعض الأجسام المضادة.
ويبقى الطحال العضو الرئيس في الجهاز اللمفاوي، وهو يقع في مواجهة
الكبد في الجهة اليسرى من الجسم، ويقوم بالوظائف التالية:
1. تنقية وتطهير اللمف وسوائل الجسم. فالطحال ينقي هذه السوائل من بعض
المواد كالبكتيريا والكريات الحمراء المهترئة.
2. تصنيع الكريات البيضاء وخاصة اللمفاويات.
3. تخزين الدم والمعادن، وبخاصة الحديد.
4. إنتاج الأجسام المضادة (التي تشكل عوامل مناعة) وهي ضرورية جداً
لمقاومة البكتيريا على نحو طبيعي.
ه. إنتاج الصفراء.
وفي الواقع، إن الكبد والطحال يكملان بعضهما البعض: فالكبد، مقارنة
بالطحال، عضو يانغ ويعمل بصورة متناسقة مع السيل الدموي، بينما الطحال
وهو ين يشكل البؤرة المركزية للجهاز اللمفاوي.
أما الوظيفة الرئيسة للجهاز اللمفاوي فتتمثل بالحفاظ على نقاوة الجسم
من خلال إزالة فائض السموم.
مقاربة
الماكرويوتك لأمراض الجهاز اللمفاوي:
1) داء هودجكن والغرن اللمفي:
إن داء هودجكن والغرن اللمفي شبيهان باللوكيميا (أو ابيضاض الدم).
وفي حالة داء هودجكن، يلتهب الطحال والعقد اللمفاوية.
أما في حالة الغرن اللمفي، فيشهد الجسم نمو ورم خبيث في الأنسجة
اللمفاوية وانتفاخاً في الأعضاء اللمفاوية.
وكما هي الحال بالنسبة لابيضاض الدم، ينجم هذان المرضان عن ازدياد عدد
الكريات البيضاء نتيجة الإفراط في تناول أطعمة الين، ونقص في العوامل
الضرورية لإنتاج الكريات الحمراء.
وبالتالي فإن معالجة هاتين الحالتين شبيهة بمعالجة ابيضاض الدم وغيره
من أنواع سرطان الين، ويمكن الاطلاع عليها في فصل داء السرطان.
2) التهاب اللوزتين:
ينشأ هذا المرض لدى تراكم أنواع مختلفة من السموم في اللوزتين.
فلنفترض مثلاً أن شخصاً يأكل كميات كبيرة من المثلجات وغيرها من
الأطعمة المتطرفة، عندها يبدأ الجهاز اللمفاوي بتحديد الفائض للتخلص
منه.
فتنتج كريات بيضاء إضافية في اللوزتين لمعادلة البكتيريا الضارة التي
قد تتكون في هذه المنطقة، وتتجمع المعادن لتشكل دارئة للتخلص من
الأحماض.
في الوقت نفسه، قد تلتهب اللوزتان وترتفع حرارة الجسم. في هذه الحالة، إن كان الشخص المريض قد خضع لعملية استئصال اللوزتين،
قد يختفي الالتهاب والعمى ولكن سوائل الجسم المسمومة ستتابع دورانها في
الجهاز اللمفاوي وستضطر الأعضاء اللمفاوية للعمل بجهد أكبر لتقوم
بوظيفة اللوزتين. وعندها تنخفض مقدرة الجهاز اللمفاوي على تخليص الجسم
من الفائض السام بصورة فعالة.
وقد لا يشكل هذا الوضع مشكلة خطيرة في حال كان الشخص المريض يتبع
نظاماً غذائياً صحياً. أما إن لم يكن يتبع مثل هذا النظام، فعندها
يعاني من انعدام الحيوية.
3) الاضطرابات اللمفاوية العامة:
يمكن تلخيص هذه الاضطرابات بتصنيفها في نوعين من الاضطرابات:
1- توسع أو التهاب العقد والأعضاء اللمفاوية مما يؤدي في الحالات
الصعبة إلى انفجار الأوعية اللمفاوية. وتنجم هذه المشاكل عن احتواء
السائل اللمفاوي على كمية هائلة من الحمض الدهني.
2- تصلب العقد والأعضاء والأقنية والشعيرات. وللتخلص من هذه المشاكل،
لابد من اتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي. كما ويمكن وضع
كمادة زنجبيل ساخنة على المنطقة المصابة لتنشيط الدورة الدموية، ثم
استبدالها بلصوق القلقاس لتخفيض الحمى وتذويب الدهون والتصلبات من حول
الأوعية اللمفاوية. أضف إلى ذلك أن لصوق التوفو مفيدة في هذه الحالة
لتخفيض الحمى والالتهاب. أما إن كانت المشكلة مزمنة، فمن الضروري عندها
استخدام الكمادات واللصوق بشكل مستمر إلى أن تتحسن حالة المريض الذي
يتوجب عليه أن يتغذى جيداً في غضون ذلك. ونشير إلى أن إجراء عملية
جراحية لتصحيح هذه الحالة غير ضروري.
مقال
منقول
____________________
المراجع:
1-يلشث
2-سفاصقف
طباعة الصفحة
من أجل طباعة
الصفحة، تحتاج إلى قارئ
PDF |
|
|