Facebook Login JavaScript Example

 

 

 
 

> الصفحة الرئيسية - جـسـد - النظام الغذائي المتوازن

 

 

حمية غذائية لوقف الجريمة

 

إن ارتفاع نسبة الجريمة واحد من أكبر الهموم الاجتماعية الملحة في العالم كله اليوم... رغم ذلك، فإنه قلة مما ناقشوا هذه الظاهرة.

إن الكثيرين من البشر، دون الخامسة والعشرين، يكونوا قد ارتكبوا أو شاركوا أو حتى شهدوا أعمال عنف، إما جريمة، أو شبه جريمة، أو عملية حرق أو تخريب للممتلكات العامة.

ويقول سكوت ديكر، رئيس قسم القانون الجنائي في جامعة ميزوري، عن واقع الجريمة ويخص فيها أمريكا، في مقالة صحفية:

لقد تغير نمط القتل. ويكمن التغيير الأعمق في معدلات القتل منذ الحرب العالمية الثانية في تناقص عمر المجرمين والضحايا. إن نظرة مدققة في الإحصائيات تلقي المزيد من الضوء على تلك المشكلة. أولا، وجدنا أن معدل الجريمة العنيفة أقل كثيرا بين الفتيات منه بين الأولاد. ثانيا، الجرائم العنيفة قليلة، وتكاد تكون معدومة، بين الأطفال دون سن العاشرة، لكن النسبة ارتفعت، خصوصا عن الأطفال في سن الثانية عشرة، وبلغت ذروتها عند من هم في التاسعة عشر. وتنخفض النسبة جذريا من هذه الذروة فنازلا. تظهر هذه الاحصائيات أن الجرائم ترتكب. في المقام الأول، من قبل الأولاد المراهقين. والسؤال هو، لماذا يتزايد تعبير المراهقين عن أنفسهم بهذه الأساليب العنيفة المدمرة؟

يبدأ الجسد خلال سن البلوغ بإفراز الهرمونات الجنسية، الأندروجينات، و التستوستيرون على الأخص تفرزها غدد الأولاد، بينما تفرز غدد الإناث الأستروجين وغيره من الهرمونات الأنثوية بكميات كبيرة. وهذه الهرمونات تأثيرات حاسمة على التغيرات الجسدية، العاطفية، والسلوكية التي تطرأ في سن البلوغ. يمارس التستوستيرون تأثيرا قاضبا (يانغ) ومنشطا، بينما يمارس الأستروجين تأثيرا باسطا (ين) ومرخيا. تظهر على جسد الذكور أثناء سن البلوغ تغيرات تقبضة وعضلية، ويبدؤون باظهار مزيدا من السلوك التنشط والعدواني. بينما ينبسط الجسد الأنثوي بتأثير الأستروجين ويصبح أكثر تكورا وتميل البنات إلى إظهار سلوك بيعي وأقل عدوانية من الأولاد.

تأتي الحمية الغذائية في مقدمة العوامل المؤثرة في إفراز هذه الهرمونات. من وجهة نظر الماكروبيوتك، يزداد إفراز التستوستيرون مع تناول اللحم، الدجاج، البيض، الجبن، وأطعمة حيوانية أخرى تحتوي على المزيد من اليانغ، أو التأثير القابض. من ناحية ثانية، إن تناول السكر، الحليب، الشوكولا، والمثلجات، وأطعمة اخرى تحتوي على المزيد من الين أو التأثيرات الباسطة تعجل بإفراز الأستروجين.

في بعض الحالات، تدفع الحمية الغذاائية الغنية بالأطعمة الحيوانية الجسد إلى زيادة إنتاج التستوستيرون، لكنها، في حالات أخرى، تدفعه إلى إنتاج أشكال من البروتينات أقوى وأكثر فاعلية من الهرمون. فتناول المزيد من الأطعمة الحيوانية اليانغ القابضة، تخلق اختلالا، خصوصا في الاتحاد مع الأندروجينات الأكثر يانغ التي بفرزها الجسم أثناء فترة البلوغ، وغالبا ما تكون النتيجة فريغا انفجاريا لليانغ الزائد، الذي يتجلى هذه الأيام في السلوك والعنف.

ينطوي استهلاك الأغذية الحيوانية على تأثير هام آخر على السلوك، فالبيض واللحم والدجاج والجبن تبدل المستوى الطبيعي لإفراز هرمونات البنكرياس. وتفرز البنكرياس هرمونان، كما هو معروف، الأنسولين (يانغ) الذي يخفض نسبة السكر في الدم. والغلوكاغون أو مضاد الأنسولين (ين) الذي يرفع معدل السكر في الدم. فإن الإفراط في تناول الأطعمة الحيوانية يؤدي إلى انسداد وركود في البنكرياس. فهذه الأطعمة القوية اليانغ تتسبب بانقباض البنكرياس التي هي أكثر يانغ، أو عضو ضام، وتقلل من إفرازه مضادات الأنسولين. ينتج عن ذلك مرض الهيبوغليسيميا (نقص سكر الدم المزمن).

يؤثر نقص سكر الدم المباشر على قدرتنا على التفكير بوضوح. فالدماغ يعتمد كليا على الغلوكوز في عمله، وعندما ينخفض مستوى سكر الدماغ تتوقف معظم وظائفه البيلوجية الأقل أهمية موفرة كمية السكر الموجودة من أجل الوظائف الميكانيكية الأساسية التي لا استمرار للحياة بدونها. ومن الناحية البيلوجية، يعتبر المخيخ الذي يضبط مستويات السلوك عالية التهذيب، بما فيها الضمير والقدرة على فهم تأثير أعمالنا، أقل أهمية من المخ الذي ينظم عملية التنفس، ضربات القلب، والنشاطات العضلية الضرورية (للمواجهة أو الهروب). فيقل وضوح تفكي المرء، في ظروف كهذه، ويصبح أكثر عرضة للهلع أو التصرف بدون التفكير في النتائج.

ينتج نقص سكر الدم، الناجم عن إفراط في تناول الأطعمة الحيوانية، رغبة شديدة في النقائض المفرطة، مثل السكر والخدرات، وذلك لتحقيق التوازن. يرى الكثير من الباحثين أن سوء استخدام الكحول، الذي يحفزة نقص السكر، هو المسؤول الأول عن مشكلة المخدرات في الولايات المتحدة، إذ أن 60% من عمليات القتل و40% من عمليات الاغتصاب يقوم بها كحوليون. ويزداد في الوقت نفسه ارتباط المخدرات بالجرائم العنيفة.

كما يقول المتخصص في علم الجريمة، ألكسندر شاوس في كتابه الحمية الغذائية و الجريمة و الجنوح : "ترى العديد من الأدبيات الطيبة أن اضطراب مستوى سكر الدم يمكن أن يلعب دورا كبيرا في السلوك اللاإجتماعي". لقد بدأ الباحثون بالربط بين نقص سكر الدم والكآبة، فرط النشاط المرضي والسلوك اللاإجتماعي. كشفت دراسات على السجناء عن حالات تصل فيها نسبة نقص سكر الدم إلى 85%، كما أظهرت أن أولئك السجناء يستهلكون كميات من السكر والأطعمة والمشروبات المحلاة أضعاف ما يستهلكه الناس العاديون.

كثرة صور أعمال العنف في وسائل الإعلام وتمجيدها له. إلى جانب تحلل البنية الأسرية الإجتماعية –التفكك الأسري- واستهلاك الشبان كميات كبيرة من الهامبرغر، الدجاج الملي، وغيرها من الأطعمة الحيوانية قد تكون وقود وباء الجريمة والعنف العنصريين.

نقترح نحن كما عمل العالم  (ميشيو كوشي) في الولايات المتحدة، برنامجا شاملا لحل مشكلة الجريمة، يتضمن أحدها إدارة برنامج حمية غذائي تثقيفي كبير في كل البلد، ويتضمن محاضرات ودروس طبخ تطبيقية... ويمكن ادخال الحمية الغذائية في المدارس والسجون والإصلاحيات العقلية والنفسية... وإعادة النظر في نوعية الغذاء المقدمة في هذه المؤسسات.

وعلى الحكومة أن تساهم في اصلاح كل خطأ يكون في البلد، فعليها المشاركة و المساهمة في هذه البرامج، أو تأمين تلك الأموال... لأن تأثير الحمية الغذائية عميق جدا على السلوك. وتلاحظ المجتمعات الآن أهمية الحمية الغذائية الطبيعية المتوازنة في الوقاية من الآفات القلبية، السرطان والأمراض المزمنة الأخرى. كما أن الحمية الغذائية طبيعية كاملة قد تكون المفتاح الرئيسي إلى مساعدة الشبان في استجابة أكثر أمانا لضغط الحياة اليومية العصرية، وحلا طويل الأمد لوباء الجريمة والعنف العصريين.


مقال منقول
12/5/2012


____________________
المراجع:
1-يلشث
2-سفاصقف

 

طباعة الصفحة من أجل طباعة الصفحة، تحتاج إلى قارئ PDF

 

 

 

 

للاتصال بنا

ahmad@baytalsafa.com

أحمد الفرحان -الكويت.

 

 

 

facebook

أحمد الفرحان

مجموعة الاسقاط النجمي

مجموعة التحكم بالأحلام

 

 

 

 

 

"لو كان الفقر رجل لقتلته" رغم حجم الصدقات التي يدفعها الشعب البترولي. إلا أن لا زال الفقر والمرض والطمع موجود. نحتاج إلى حياة جديدة تنفض الغبار لتنتعش الإنسانية من جديد.

مالك أمانة، فانتبه أين تصرفه.. للسلاح أم للسلام.

 

الدعم المعنوي لا يقل أبدا عن الدعم المادي، لأن كلاهما يعبران عن قدرتنا على صنع واقع صحي جديد.

 

 

____________________________

جميع الحقوق محفوظة بالملح وبعلب صحية