|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - جـسـد - النظام الغذائي المتوازن |
|||||||||
السكر... سبب لجرائم العصر
إن الحمية الغذائية العصرية هي السبب الرئيسي وراء هذه الأمراض المزمنة، كالذبحة القلبية والسكري و السرطان، وهناك علاقة بين الغذاء والسلوك الإنساني، والصحة العقلية والجريمة... ولكن ما هو الدليل والحجة والبرهان؟ لا تزال الجهود مستمرة لإدراك العلاقة بين التغذية والصحة العقلية، ويبقى الإثبات العلمي هو هاجس عامة الشعب والعلماء، ووفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية، فقد يخضع 6.4 مليون أمريكي لأحد الرعاية الصحية العقلية، كما أن 10% أي 20 مليون من الأمريكيين يحتاجون إلى هكذا رعاية، وخصوصا بعد أن أصبحت الحمية الغذائية العصرية داخل كل بيت وكل أسرة وكل فرد في أمريكا، قبل اكتشاف علة الأمراض العصرية... وإذا استمرت البحوث الأخرى في مجال التغذية، يمكن أن نجد هناك كما هائلا من المشاكل الصحية العقلية التي يمكن علاجها أو منع حدوثها باعتماد تغذية أفضل.
والآن، كيف تؤثر الحمية الغذائية على التفكير والسلوك؟ إن انخفاض أو نقص مستوى سكر الدم هو أحد أكثر الحالات تأثيرا على السلوك. ذلك أن البنكرياس التي تضبط مستوى سكر الدم، تعجز عن إفراز الهرمونات الضرورية لذلك عندما تكون الحمية الغذائية غنية بالدسم والبروتينات الحيوانية. ونتيجة لذلك، فإنه يميل مستوى السكر في الدم إلى الانخفاض، ويتحول ذلك الانخففاض إلى حالة مزمنة تؤثر على مزاجنا. وعندما يحرم الدماغ من الغلوكوز (وهو اكبر عضو يستهلك الغلوكوز في الجسم) في الحالات الحادة، تبدأ المراكز الأعلى، أي المراكز العقلانية بالانغلاق، بينما تقوم المراكز الأخرى بتسيير وظائف الجسم. وهذا يعني وجود نزعة للعمل بطريقة أقل سلامة، أقل ضبط، وأقل اتساقا مع المنطق والعقل. وهذا لا يتعالج من خلال تناول المزيد من السكر البسيط كالسكاكر والشوكولاة والحلويات الأخرى، ذلك لأنها تعمل زيادة على خلخلة مستوى السكر في الدم... وهذه الحالة التي وصفناها، تخلق في المرء إلى السعي وراء أطعمة او مواد مثل الكحول و العقاقير والسكر لإعادة التوازن. فالكحول والعقاقير ترفع مستوى سكر الجسم وإنما بشكل مفرط جدا، كما يفعل السكر المكرر. ونذكر هنا أن العديد من الجرائم تعزى إلى الكحول وإسائة استخدام الأدوية. وهذه الشروط تحفزها حالة نقص السكر هذه، والتي تنتج بدورها عن نظام غذائي غير متوازن. وقد كشفت دراسات تمت على نزلاء سجن عن ارتفاع نسبة حالات نقص السكر في الدم بنسبة 80%، رغم أنهم يستهلكون السكر عدة أضعاف ما يستهلكه المواطنون العاديون. وقد يرى الماكروبيوتك أن الطعام الذي نتناوله هو المسؤول عن كيميائية الدم، وهذه بدورها تؤثر على الدماغ لأن وقود الدماغ هو التغذية التي يقدمها إله الدم. إذا لم يكن طعامنا مناسبا، فسوف يتغير تفكيرنا وسلوكنا تدريجيا من المستوى الطبيعي إلى ما نسميه المرض – العقلي والجريمة. لقد ذكرت قصة من كتاب "الجريمة و الانحراف السلوكي والغذاء" قصة لمشروع ماكروبيوتيكي في سجن برتغالي... تقول هذه القصة: كان هناك مجموعة مؤلفة من 24 شخص، في سجن لشبونة في البرتغال، أرادت أن تتناول غذاء مكروبيوتيكي. فوافقت إدارة السجن وسمحت لشخص ما عارف بهذا النظام أن يدخل السجن ويعلمهم طريقة الطبخ المكروبيوتيكي. في البدء لم يكن مسموحا للسجناء إدخال سكاكين إلى زنازينهم، لكن رغم ذلك راحوا يطهون الخضر والأطعمة الأخرى بدون تقطيع. لكن سلوكهم تغير بشكل ملحوظ بعد تناولهم الطعام المكروبيوتيكي، وأصبحوا سجناء نموذجيين مثاليين، وأطلق سراحهم بعد عدة سنوات... وقد قام السيد كوشي وزوجته بزيارة هؤلاء السجناء في سجنهم.. وقد ذهلا من اخلاصهم وحماسهم لهذا النظام، ورغبتهم في الدراسة. وجاء أحد السجناء وكان لص بنك، إلى بوسطن و درس في معهد كوشي، وبعد تخرجه ساهم في تأسيس مركز ماكروبيوتك في نيو بيدفورد، ماساتشوسيتس! وتزوج وكون أسرة، وعمل كمعلم لهذا النظام عبر أوربا كلها. فماذا لو يطبقون هذا النظام أو على الأقل أساسياته كل مطاعم رعاية الأحداث والسجون؟ ويتم تقديم دروس عن نظام الكون و توعيتهم له؟ إن من هذه الاقتراحات الغذائية أن يكون الطعام خالي من السكر المكرر وخالي من الدسم المشبع، أو الكلسترول، واستبدالها بالكيربوهدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخضر الطازجة. وهناك دراسة في العام 1981 أجراها فرانك كليم، الذي كان يعمل في اصلاحية أحداث فيرجينيا ويدرس في معهد كوشي، استمرت هذه الدراسة حوالي ثلاثة أشهر، حول الحمية الغذائية والسلوك في مركز تايدووتر دينتينشن، وذلك بمساعدة باحث في علم الجراحة. وهذه التجربة هي أنهم سحبوا مادة السكر من غذاء مجموعة من الأولاد الجانحين، من غير أن يعلم الأولاد أو إدارة المركز بذلك، وبقي غذائهم خالي من السكر مدة ثلاثة أشهر، والنتيجة هي: أظهرت 45% منهم احتراما أكثر للانضباطو تراجع عدد الأولاد الذين كانوا يثيرون المشاكل باستمرار إلى 80%. وهذه النتيجة تعتمر عظيمة بالنسبة لتغيير بسيط في النظام الغذائي، وهو الابتعاد عن السكر المكرر فقط. إن الحمية الغذائية هو أول خطوة يجب أن تخطوها الدولة، وذلك لإعادة تأهيل الاضطرابات السلوكية والاجتماعية... ويمكن أن تصبح السجون ورعاية الأحداث مستقبلا، مثل مراكز صحية يقصدها الناس لتأمل الذات! ما أجمل هذه الصورة في المستقبل. ولكل امرئ ما نوى، فانوي معنا ذلك، حتى يتحقق ذلك.
مقال منقول
____________________ المراجع: 1-يلشث 2-سفاصقف
| |||||||||
|