|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - جـسـد - النظام الغذائي المتوازن |
|||||||||
أسس الماكروبيوتك (النظام الغذائي المتوازن)
أحد أهم مبادئ المكروبيوتك هي أن تأكل حمية غذائية متوازنة إحيائيا مع البيئة. وهذا يعني اعتمادا رئيسيا على الأغذية المنتجة في البيئة التي نعيش فيها. حتى عصرنا هذا المتطور، فإن المنتجات الزراعية المحلية كانت هي القوام الرئيسي لحمية هذا الشعب، لكن مع التقدم التكنولوجي والانفتاح على العالم والمواصلات مكنت الناس من الاعتماد على منتجات زراعية في بيئات مختلفة المناخات، وهذا ما يضعف الجسم، ذلك لأن كل طعام مشفر لأهل المدينة ومتوازن لطبيعتهم.. وذلك حتى في السنة النبوية مذكور هذا القانون للصحة البدنية والعقلية. والشائع هذه الأيام أن يستهلك الناس الموز المنتج في أمريكا الشمالية، والسكر من الكاريبي، والأناناس من جنوب المحيط الهادئ، والكيوي من نيوزيلندا، وعندما نعتمد في غذائنا على أطعمة منتجة في مناخ مختلف عن الذي نعيش به، فإننا نفقد القدرة على التكيف مع مناخ دولتنا.. وكلما ابتعد المجتمع عن الحمية الغذائية التقليدية المتوازنة إحيائيا مع البيئة، كلما ازدادت نسبة الأمراض المزمنة به، لذلك ومن أجل الصحة المثالية، فإنه يجب العودة إلى الأطعمة المنتجة في بيئتنا، أو على الأقل الأطعمة المنتجة في مناخات تشبه مناخنا الحار الصحراوي. تتوفر الأطعمة كثيرة اليانغ، أو الأطعمة القابضة أكثر وتحتمل طول مسافة النقل أكثر من التي تكون أكثر ين، أو الطاقة الباسطة. مثال ذلك الملح والأعشاب البحرية، فإنهما غنيان بالمعادن القابضة ويمكن أن تحصل عليها من المحيطات البعيدة في كل أنحاء العالم، بشرط أن تكون هذه المحيطات في نصف الكرة الذي تعيش فيه. الحبوب غير المقشورة، يمكن أن تبقى صالحة للاستهلاك لمدة طويلة حتى آلاف السنوات، ويمكن أن تحصل عليها في أي مكان في القارة التي تعيش فيها. كذلك البقول يمكن أن تحتمل النقل من مسافات بعيدة... لكن الفواكة والخضر هي اطعمة اكثر ين. فإنها تفسد بسرعة أكبر من الحبوب والبقول، وإن لم تكن مجففة أو مقطوفة بطريقة طبيعية، فالأفضل أن تكون من منتجات بيئتك المباشرة، شرط أن تنقعها بماء من الجرة الفخارية وقبضة من الملح البحري الكامل مدة ربع ساعة، حتى تقلل نسبة التلوث الطاقي لها. وننبه من الكيماويات المرشوشة عليها.
التغيير مع البيئة:
وكيف لنا أن نتكيف مع هذه التغييرات ؟؟ يجب أن نستفيد من المنتجات الطبية لبيئتنا. ففي الربيع والصيف تتوفر الكثير من النباتات في حدائقنا، وهذا يمكننا من تناولها طازجة على مدار الفصلين... كالخبيز مثلا. تتغير الطاقة الجوية من فصل إلى آخر، كجزء من دورة النهار. تكون الطاقة الصاعدة أقوى في الصباح، بينما تقوى الهابطة في فترة بعد الظهر والمساء. وكي يكون طعامنا منسجما مع هذه الدورة، يجب أن نتناول فطورا خفيفا. عندما تحتوي وجبة الفطور على البيض ولحم البقر تكون ثقيلة وشديدة التركيز، وتتناقض كليا مع حركة الطاقة. فيمكن سلق حبوب الفطور مما يجعلها أخف وأسهل في الهضم. ويمكن أن ننوع أطباق العشاء، حيث تتحرك الطاقة الجوية في ذلك الوقت نحو الداخل وتكون أكثر كثافة، أما وجبة الغداء فيمكن أيضا أن تكون خفيفة وسريعة، لأن الطاقة الجوية تكون أكثر فاعلية وشمولية في وقت الظهيرة، نعيد تسخين أطباقنا المتبقية تسخينا سريعا وخفيفا.
احترام الاحتياجات الإنسانية: فحصتنا المثالية التي تكشف عنها أسناننا يمكن تحديدها في الطبق اليومي الرئيسي. هذه النسبة من الحيوان والنباتات في طعامنا تكون 1/7 ، وهي غير موجودة في الحمية الغذائية العصرية، وبدل من أن تكون الحبوب الكاملة، أصبحت اللحوم هي القوام الرئيسي لغذائنا، ونجد أن النباتات أصبحت تستخدم فقط للتزين الأطباق، حتى أن الحبوب غالبا ما تؤكل كمتممات كالخبز أو الصمون الأبيض، وغالبا ما يستخدم الصمون كغلاف للهمبرغر السمين أو الهوت دوغ الطويل، وأصبحت الحبوب مجرد جزء ثانوي ليس إلا. إن الناس هذه الأيام يأكل نقيض ما يتوجب أن يأكلوا، وهذا هو السبب الرئيسي في مشاكلنا الصحية في عالمنا المعاصر. وأن الحمية الغذائية النباتية أعظم وأشمل قيمة غذائية من الحميات الحيوانية. وعندما أعلن جورج أوشاوا عن هذه الفكرة قابلها الأطباء وأخصائيو التغذية بالسخرية!! لأنهم كانوا يعتقدون بتفوق البروتيين الحيواني على النباتي، وأن الثقافات التي تعتمد الحمية الغذائية الحيوانية متقدمه على الثقافات المعتمدة على الحبوب والنباتات في غذائنا. إنما هذه النظرة لازالت مستمرة وتتغير لصالح الحمية الغذائية النباتية، وإذا قارنا بين صحة النباتيين ومن يأكلون الحيوانات، لوجدنا أن نسبة الأمراض المزمنة أقل بكثير لدى من يأكلون الحبوب النباتات الأخرى، وإن أردت أن تأكل اللحوم، فالأفضل أن تذهب إلى القطب المتجمد حتى تكون حياتك صالحة ومحتاجة لأن تأكل اللحوم الحمراء، ولكنك إن كنت تعيش هنا في الكويت حيث تصل درجة الحرارة 50ْ م في الصيف، فلا يمكنك أن تأكل اللحوم المشوية يوميا، وحتى قديما فإنهم كانوا يأكلون اللحم الحلال وكانوا يحفظونها في جرة مملوءة بالعسل، حيث يجعلونها متوازنة بين قوة الين واليانغ، وكانت حياتهم تتطلب بروتين حيواني لما يبذلونه من مجهود في الرماية والسباحة وركوب الخيل، أي نظرا للاحتياجات البيولوجية والحالة المنسجمة مع البيئة المحيطة. يقترح المكروبيوتك أيضا حمية غذائية تقليدية.. فإننا نجد في الكتاب المقدس (أعطنا خبزنا كفاف يومنا) والخبز رمز للقمح، لأن القمح كان مع الشعير والحبوب الأخرى قوام حياة الأجيال القديمة، وكذلك الفراعنة والصينيين والهنود الحمر والعرب... فأينما نظرت، وبصرف النظر عن تقاليدك، ترى أن غذاء أسلافك الرئيسي هو الحبوب، أما الخضر المحلية والبقول فقد كانت غذاءا ثانويا متمما، كان استهلاكهم للحوم أقل بكثير منه اليوم، وكانوا يمضغونه جيدا حتى يصبح قلويا أكثر.
الطعام
طاقة: في المكروبيوتك نعتمد على أداة بالغة البساطة لفهم حركة الطاقة. نفهم الطعام في ضوء الين واليانغ، فكل الأطعمة مكونة من درجة متباينة من هاتين الطاقتين، ونستخدم هذا المبدأ لفهم الآلية الديناميكية والعملية التي تؤثر بها الأطعمة فينا. وعندما نفهم الطعام كطاقة، نرى أنه لا يؤثر فقط على حالتنا الجسدية، وإنما على عقلنا وعواطفنا وحالتنا الروحانية.. هذه الأوجه اللامرئية في الحياة هي من فعل خاصية الطاقة الأشف والأرق.. عندما نطبخ طعاما صحيا، لا بد وأن نطبخه بنفس راضية متفائلة مطمئنة... بعض الناس يلجئون للطبخ عندما يصابون بحزن أو ضغط نفسي.. وبهذه العادة فإنه سيأكل حزن وهم وغم، وبدورها الوجبة التي تحتوي على طاقة الهم والحزن أن تزيد من حالته سوء ولا تفيده... إن نوايا الإنسان وأفكاره عند الطهي وتحضير الطعام تأثر في نفسية من سيتناول هذا الطعام، لأن الطعام طاقة... فاحذروا أن تحضروا الطعام وانتم تحت ضغط نفسي، واحذروا أن يحقد عليكم أو تكون علاقتكم سلبية مع من يطبخ لكم في المنزل –كالخادمة مثلا- وهذا ما يجعل أكل المطاعم خالية من البركة والفائدة، لأن نية التاجر ونية الطباخ هو إعداد الوجبة لزيادة الأرباح التجارية... لهذا وضع الإسلام البسملة حتى تحول هذه الطاقة إلى طاقة إيجابية... فاحذروا وتذكروا. كذلك عندما نأكل شرائح من اللحم، فهي كثيرة اليانغ المتطرف، فننجذب طبيعيا إلى الأطعمة المغايرة من الناحية الأخرى... فنلجأ إلى أعواد البطاطا، أو الكحول أو السكاكر والحلويات وغيرها من الين المتطرف... وهذه ردة فعل طبيعية من الجسم الذي يحاول أن يحقق التوازن، بين قوة الين واليانغ، لهذا وكي يوازن الإفراط عليه أن يضيف أشياء عديدة لسنا بحاجتها وان يعرف كيف يحضر طعام غني بالطاقة اليانج القوية، ويجعلها طاقة متوازنة تفيده ولا تضرة. ولكن إن طبخنا اللحم مفرط اليانغ بطريقة غير متوازنة فينتهي الأمر بنا إلى استهلاك مزيد من الدسم، والبروتينات والكيربوهدرات والماء، جهل الإنسان هو ما يضع جسده في تحد مستمر مع الأطعمة الفائضة عن حاجته. نعم، اللحوم الحمراء اطعمة تنتمي إلى الطاقة المفرطة باليانغ، والسكر أيضا طاقة مفرطة في الين، ولكن هناك بعض الحالات التي لابد من تناول أطعمة كثيرة الين او كثيرة اليانغ (كنوع من العلاج/لفترة زمنية قصيرة حتى ندعم الجسم ان يوازن نفسه) ومن ثم نعتمد على طعام متوازن نموذجي كما هو في باقي مقالات موقع بيت الصفا. من ناحية أخرى، فما الذي يحدث عندما يكون غذائنا الرئيسي متوازنا أكثر؟؟ إذا نظرنا إلى التحليل الكيميائي للحبوب الكاملة، والأرز الأسمر والشعير وحب الدخن والقمح، نجد أن نسبة المعادن إلى البروتين والبروتين إلى الكيربوهدرات هي تقريبا 1/7. ولا سيما القمح القصير والرز الكامل هو الأقرب إلى هذه النسبة، أي بالمعنى الغذائي فإنهما يشكلان نقطة التوازن بين الطاقة الين واليانغ في كوكبنا، وإذا أكلت حبوبا كاملة كل يوم سيكون طعامك الرئيسي متوازنا ذاتيا... وذلك في غاية البساطة وعندها ستستغني فطريا عن كل ما هو مضر بالصحة... أما عن نسبة 1/7 ، فإن جسم الإنسان نسبته واحد من سبعة على الشكل التالى ... يوصي المكروبيوتك أن يكون طعامنا طبيعيا قدر الإمكان، لكن البشر هذه الأيام يتناولون ملح مائدة سيء النوعية، ومياه معقمة بالكلور، وبروتين حيواني بدل من البروتين النباتي ودسم مشبع ومهدرج، والأطعمة الكيماوية بدل من الأطعمة العضوية، وكثير من السكر بدل من الكيربوهدرات المعقدة، لذلك لا تتعجبوا إن زادت حالتكم سوءا وازدادت وتنوعت الأمراض... انتبهوا على ما تكون حياتكم قائمة عليه. إن فهم الطعام باعتباره طاقة يمكن أن يساعدنا ليس على اعتماد الغذاء الأمثل وحسب، بل في استخدام العلاج المنزلي الشافي من الأمراض. ولنفترض أن احدنا يعاني من حصى في الكلى، فأي نوع من الطاقة هي تلك؟ باسطة ين أم قابضة يانغ؟ إن الحصاة في الكلة تكون طاقة كثيفة وصلبة ومتجمدة، ولموازنة تلك الطاقة نحتاج إلى طاقة نقيضة، طاقة منشطة، أنختار الحار أو البارد؟ يجب ان نطبق الطاقة الحارة، فالطاقة الحارة تنشط هذه الطاقة الجامدة وتجعلها تنصهر، تجعل الحصى تتفتت، ولهذا يمكن استخدام كمادات الزنجبيل لهذه العملية. كذلك الحمى فإنها طاقة من نموذج نقيض. فهي ساخنة وطاقة مفرطة، وما الذي يجعلها في توازن؟ إنها البرودة، أي الطاقة الين، لكن الثلج ضار جدا في هذه الحالة.. إنه أكثر برودة من أن يستخدم في علاج هذه الحالة، والبرودة الكبيرة تتسبب في انكماش الجسم، وهذا ما يجعل الطاقة الزائدة لا تخرج خارجا، فتزداد الحالة سوء.. إنما المطلوب هنا شيء أخف من الثلج، وبما أن جسدنا جزء من مملكة الحيوان، فإنه يحتاج لشيء من مملكة النبات.. وهنا الاقتراحات هي كمادات من أوراق الملفوف الأبيض أو أوراق أي نبات آخر يضع على الجبين... أو يمكن استخدام لصقة التوفو كي تسحب الحرارة من الجسم.. وفي الطب النبوي يستخدمون الماء، وذلك في العناصر الخمسة تكون الحمى من طاقة النار، والذي يطفئ النار هو الماء، فيستحم المريض بالماء الفاترة.
تنوع الحمية الغذائية: يجب أن نحترم أيضا الفروقات الفردية اللانهائية. فاشتراكنا، بوجه عام في العديد من الأشياء الجوهرية، لا يلغي الفروقات الفردية. فإذا كنا نمارس عملا مجهدا، نحتاج أن نتناول أطعمة معينة تساعد على استمرار فعاليتنا الجسدية. أما إذا كنا نمارس عملا مكتبيا، فيجب أن نتبع حمية أخرى. كما يحتاج الرجال والنساء إلى نوعين مختلفين من الغذاء. فالرجال يتفوقون على النساء في تناول الأطعمة الحيوانية، وتتفوق النساء عليهم في تناول السلطة النيئة والحلوى. كذلك حديثوا الولادة فإنهم يانغ صغار ومنقبضين بحكم الطبيعة، لذلك يجب أن تكون حميتهم الغذائية ين، أي خفيفة الطعم وحلوة المذاق، مع القليل جدا أو بدون ملح. وإذا كنت قد تناولت الكثير من الأطعمة الحيوانية في الماضي، فعليك أن تقصر حميتك الغذائية على النباتات فقط، إذا أردت أن تستعيد توازن صحتك.
فوائد المكروبيوتك:
"في النهاية سوف أموت، فدعوني أتمتع بغذائي كما يحلو لي..." كذلك الفائدة الثانية لغذاء المكروبيوتك، هي طمأنينة العقل. وهذه تأتي من إدراكنا أننا نعيش ونأكل بانسجام مع الكون. نعيش في انسجام مع حركة الطاقة. وهذا هو مصدر الطمأنينة الداخلية. فعقلنا وعواطفنا مشروطتان إلى حد كبير بما نأكله. إذا أطعمت طفلك كثيرا من السكر، أي عقل وعواطف سينتج من ذلك؟ يزداد فرط نشاط الطفل، وبكاؤهم وعنفهم أيضا. إذا تناولنا الكثير من النباتات مثل البطاطا والطماطم؟ نصاب بالكآبة فجأة، لأن وجد مؤخرا أن هذه النباتات تحتوي على النيكوتين، والنيكوتين مادة إدمانية، وبناء عليه يمكن تفسير الصعوبة التي يجدها الناس في التخلي عن هذه النباتات. وبقدر ما يستقر ويطمئن عقلك وعواطفك. بقدر ما يتطور لديك الإحساس العائلي الاجتماعي. أما القيم العصرية مثل التنافس والكبير يأكل الصغير، والبقاء على الأفضل، فهي مبادئ أقرها الإنسان عندما بدأ يأكل المواد الحيوانية. بينما يشكل النباتيون رأيا مناقضا تماما. وبدلا من رؤية الندرة فقط على هذا الكوكب، ندرك أننا نعيش في كون يتميز بالوفرة. ونستبدل الصراع على المصادر بالبحث عن أفضل وسيلة لتشارك ثورة كوكبنا الطبيعية الهائلة... إن أكل اللحوم يدفعنا إلى العزلة، مثل الصياد أو الذئب المتوحد، بدلا من الشعور بالانتماء إلى الجماعة، مثل حبات القمح المرصوفة بالسنبلة، فالصياد مثل الضباع أو الأسود يعيش في صراعا مستمرا مع الآخرين. بينما يطور النباتيون طريقة تفكير مناقضة تماما وتقوم على التعاون مع الآخرين كالشجرة التي تتكامل مع ظلها الذي يستريح تحتها المزارعين وعابري السبيل. يقود أكل اللحوم، أيضا إلى نمط حياة أشبه بحياة البدو، قواهما السعي وراء القطيع، بدون استقرار.. ما هو نمط الحياة الذي يشجع على حياة أسرية أكثر استقرارا؟؟ من الصعب تحقيق الاستقرار إذا كان الرجال يخرجون إلى الصيد على مدار الفصل، أو إذا كانت القرية كلها مضطرة إلى التنقل المستمر. يعمل المكروبيوتك على تعزيز حياتنا الأسرية والاجتماعية. إذ أن البشر في حاجة دائمة إلى مساعدة ودعم بعضهم البعض الآخر، فتستطيع عبر المكروبيوتك أن تصبح صديق الجميع. وعندما نواظب على هذا النوع من التغذية، يتسع مفهومنا للعائلة حتى يتسع للإنسانية كلها. وتتوثق أواصر علاقتنا مع العائلة الإنسانية على هذا الكوكب. يساعدنا العيش المكروبيوتيكي، أيضا على استعادة فهمنا في الجانب الروحي. هل تعتقد أننا يمكن أن نتأمل بسهولة إذا كنا نأكل اللحم؟ أو إذا كان عقلنا مضطربا جدا وغاضبا؟ أو عندما نكون منهكين كليا؟؟ أو هل نستطيع حقا أن نوازن ونركز طاقاتنا، إذا كنا نتناول السكر أو نشرب الكثير من المشروبات الغازية التي تسبب فرط نشاط عقلي وتشتت؟ هذه العوامل كلها تحول دون قدرتنا على تحقيق تأمل عميق، متوازن وهادئ. عن تناول الأطعمة المكروبيوتيكية هو الحل المثالي لتوظيف طاقاتنا الروحية والسماح لها أن تتدفق بسلاسة في جسدنا. يجب ألا ننسى أن كل التعاليم الروحية العظيمة تضمنت صيغة قاعدة حمية غذائية. في الشرق، كان الطبخ في الأديرة البوذية والطاوية يسمى بـ(شوجين ريوري) أي "طبخ من أجل تسامح روحي"، وفي المسيحية "خذو كلو هذا هو جسدي واشربوا هذا هو دمي" وفي الإسلام، هناك الصيام والتلبينة ونزع القشور خطوة إلى القبور... هذه التعاليم قامت على الفهم القائل بأن الأطعمة تعجل بوعينا الروحي. أي أننا باختيار الطعام المناسب نحدد اتجاهنا الروحي ومدى تفتحه ووعيه ونضجه. وأخيرا، فعندما نحقق طمأنينة العقل والصحة الجيدة، الحس الأسري والاجتماعي، والفهم الروحي ( جسد وفكر وروح) نحوز على القدرة التامة على امتلاك حلم أو مغامرة كبيرين وتجسدهما في هذه الحياة. يقوم المكروبيوتك على التغيير والتحويل، أي أننا نحاول حيازة القدرة على تغيير الأشياء إلى نقيضها وفقا لمشيئتنا الحرة.. لذلك فإذا كنا نواجه صعوبة ما، بوسعنا تحويلها إلى سعادة ومرح حقيقيين بتطبيق الفهم المكروبيوتيكي وفهم مبدأ الذكر والأنثى، وإذا كنا مرضى، يمكننا تحويل ذلك إلى صحة ووعي بالمرض، وإذا كان العالم مهدد بالخطر، يمكننا أن نحول هذا إلى الوجه الآخر وهو السلام, حتى أننا نستطيع أن نحوز القدرة على التحول أو تحويل أي نوع من الطعام إلى صحة وحيوية. ويمكن أن تحول خصمك ويكون صديقك، وكما قال جورج أوشاوا، فإن في النهاية لا وجود للتقييدات، إن إدراك الحياة الكاملة، أو حرية المغامرة اللامحدودة في هذا الكون اللامتناهي، هو الفائدة الجوهرية التي نجنيها من العيش المكروبيوتيكي... لأن المكروبيوتك يبدأ من الغذاء وينتهي إلى غذاء الروح.. هو طريقة حياة وليس فقط نظام غذائي...
مقال تم اعداده
____________________ المراجع: 1-يلشث 2-سفاصقف
| |||||||||
|