|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الحكمة - مقالات أخرى |
|||||||||
الوصول إلى النهايات الادراكية
ھل واجهتك مشكلة فكرية في يوم من الأيام, وبعد التفكير الشديد تحصل على نتیجة معاكسة تماماً لما توقعته... وبشكل مأساوي أيضاً. في أحد دروس الریاضیات طلب مني صدیق أن أساعده في إیجاد تكامل لإحدى الدوال... والغریب أنه في كل مرة كنا نحصل على نتیجة مختلفة... وانتهى بنا الأمر في إحدى المرات إلى الحصول على قیمة صفریة وآخرى غير معرّفة للتكامل.. ما الذي یجعل الأمر ینحدر إلى تلك الدرجة... ھل التكامل یغیر نفسه في كل مرة... أم نحن الذین نغیر طریقة نظرتنا إليه... ونرتكب أخطاء مختلفة... ولكن في حالة التكامل لدینا الحل في نهاية الكتاب لنقرر إن كانت إجابتنا خاطئة أم صحیحة. لكن في حالة التفكیر المنطقي فلیست لدینا تلك الرفاھیة ولكن العملیة تشمل المبدأ نفسه... وعند محاولة إبطال مفھوم فكرة معینة بشكل منطقي نقع أحیانناً في نفس الأخطاء أو المطبّات التي یقع فیھا غیرنا.. مما یجعل النتیجة التي كنت تحاول الوصول إلیھا, تتحول للوجه المعاكس... تلك النقاط التي نصل فیھا إلى مرحلة نبدأ فیھا بالتشكیك في مفاھیمنا السابقة والمرتكزات التي انطلقنا منھا... ونشعر بنوع من الضیاع.. أسمیھا النهايات الإدراكية, قد تكون النهاية الإدراكية في أي مجال. الكتابة.. الفلسفة... الفنون.. الریاضیات. یخشى البعض من النهايات الإدراكية خوفاً على مرتكزاتهم الفكرية أو العقائدية, أو ینظرون إلى الوقت والجھد الذي يصرفونه في تلك العملیات... ویحسبون النتائج أو المردود. وكأنھا عملیة تجاریة فیھا ربح أو خسارة... والبعض یحب أن يؤمن بوجود افتراضات لا یجب إثباتھا... فذلك یبدو لھم أكثر راحة و "ربحية" على الصعید الفكري... ولقد نجحوا في ذلك. الـ90% مما تحويه عقول البشر الیوم لا قیمة لھا تقريباً... لأنھا إما معلومات "جاھرة" أمروا بتصديقها... أو أنھا معلومات أمروا بحفظها... وھذا سبب تدني القدرة العقلیة... لأنك لا تستخدمھا سوى لعملیتین "التصديق والحفظ" من أصل كل العملیات اللانهائية التي یتمكن الدماغ من القیام بھا, كأن یكون لك "كمبيوتر خارق" لا تستخدمه سوى في تشغيل "لعبة الورق"، وتلك بالنسبة لي هذه ھي الخسارة الحقیقیة, ولیست خسارة الوقت أو الجھد فقط. ومجال توسیع الإدراك والتحفیز الذاتي أصبح مجالاً تجارياً وتدفع الشركات في الولایات المتحدة وأوروبا ملایين الدولارات سنوياً في برامج لتحفیز موظفیھا ولتوسیع إبداعھم.. وتطویر شخصیاتھم، ولزیادة الكفاءة والإنتاج، ولم یسبق أن اعتبر أحد المدراء التنفیذیین ذلك إھداراً لرأس مال الشركة بل ضمانًا له. الأسالیب المستخدمة في تلك البرامج لا تتضمن أبداً أي معالجة أو معلومات لحفظھا... بل یطلب من الأشخاص "ابتداع" حل لمشكلة "خیالیة" كأن يبني مدينة سياحية في القمر... وتطویر حس الثقة بالنفس.. وھذا كل شيء. وأنت على الصعید الفردي كیف یمكنك الوصول إلى تلك المرحلة من المعالجة. ھل تفترض مشاكل خیالیة وتقوم بحلھا ؟؟ ولماذا لا تحاول حل مشاكل حقیقیة.. إن أثر الوصول إلى النهايات الإدراكية ھو حالة متطرفة من برامج التحفیز الذاتي... فالمشكلة الخیالیة تصبح حقیقة واقعة تؤرقك... وتدفعك لمحاولة حلھا وبأي طریقة، وذلك لیس أثراً فقط، بل یمتد إلى الحقیقة ، ففي الدماغ تنشط مناطق عدیدة یعلم الله كم من الوقت أبقیتھا خاملة دون نشاط. مناطق مختلفة عن مناطق الحفظ والإذعان الفكري، حالة التنشیط تلك ھي التي تدفع كامل الدماغ إلى القیام بجھود كبرى لحل المشكلة، وتفعیل الروابط الكھربائیة داخلها تغیرات كيميائية وحیویة كلھا تدفع الدماغ إلى العمل لأقصى درجة ممكنة واستخدام مساحات جديدة من سطحه. وھذا ھو السبب الذي یجعل الإنسان وعند صرف الكثیر من الوقت في التفكیر في حل مسألة ما... یجدها في النھایة، ثم یظن أن أنه وجدها لأنه فلان إبن فلان، ولا یعطي تلك العاصفة من النشاط الدماغي والتي عملت لیل نھار التقدیر الذي تستحقه. وتلك الآثار حقیقیة تشمل توارد الأحلام لأشخاص اعتادوا عدم مشاھدة أي أحلام خلال النوم لسنوات طويلة، أو الإحساس بالرؤیة المسبقة، أحلام الیقظة، الاستيقاظ من النوم في نشاط، القدرة على الوصول إلى حالة التركیز بسرعة ودون أي منبهات... وبنك لا نهائي من الأفكار والقدرة على الإبداع. أحیانناً استيقاظ بعض القدرات الباراسیكولوجیة، كلھا أدوات من أدوات العقل لحل المعضلات والمشاكل الفكرية. وما یمكن لعقلك القیام به في حالة النشاط تلك مدھش بالفعل. ألم تكن مشغولاً يوماً ما بأي عمل فكري وحولك شيء مزعج من إنتاجيات "الحضارة الحديثة" كإزعاج متكرر, صوت أو طنين, يقلق البال ويقطع سلسلة الأفكار ؟؟ ألم تشعر بالصوت قبل حدوثه بلحظة,وكأنك قادر على التنبؤ بحدوثه؟ وحتى ولو لم تعره أي اهتمام,فإن عقلك كان منزعجاً من هذا المؤثر السلبي لذا حاول التقليل من الأثر الناتج عن طريق تنبيهك قبل حدوثه بلحظة وترجمه على شكل إحساس,حيوانات أخرى تمتلك قدرة عالية جداً من الإحساس اتجاه أجسام تتحرك بسرعات عالية أو تصدر مجالات كهربائية أو صوتيه. لذا لا یجب أن تغفل الأحاسیس... فھي نتاج حساسیة دماغیة عالیة قد لا تفھما بشكل كامل... وكلمة الـ"نهاية" في مصطلح "النھایات الإدراكية" هي كلمة مضللة فلا نھایة إلى ما یمكن أن یصل إليه خیالك... فماھي المشكلة؟؟ ھل ھذا یعني أن أدمغتنا قاصرة ؟؟ لایكف خبراء الحواسیب والتكنولوجیا حول العالم بإقناعنا بأن الدماغ البشري خارق لدرجة أن حواسیبھم تبدو كألعاب أطفال أمام القدرة الإبداعی لتلك الصنعة الإلھية. وذلك یطرح سؤال أكثر مرارة، ھل أخفقنا كبشر في الوصول إلى قدرات عقولنا الحقیقیة... ولو جلس إلیك طبیب وأقنعك بالأدلة العلمیة أن دماغك یحوي بلایين الخلايا العصبیة التي -من المفترض- أن تكون قادرة على القیام بحل أي مشكلة، فھل تصدقه؟؟ ما رأیك أن علماء الدماغ یجمعون بأننا لا نستخدم سوى % 5-10 من قدراتنا الدماغیة الحقیقیة !؟ لعلماء اللغة تجربة یطلقون علیھا التجربة المحظورة... حیث یتصورون حبس طفل صغیر في حجرة معزولة عن المؤثرات الصوتیة، ثم يخرجونه منھا بعد سنوات... ھل سیكون الطفل قد طوّر القدرة على التكلم وإصدار أصوات قد تساعده في تكوین لغة, وحیث أن التجربة المحظورة مستحیلة لدواعي أخلاقية، وقانونیة.. لذا طور أحد العلماء طریقة فریدة لاختبار الأمر، فجربھا على نوع من الطیور المغّردة التي لا تزید دورة حیاتھا عن 18 شهراً وعزل الأفراخ في صنادیق عازلة للصوت، وعند إخراجھا كانت المفاجئة, تمكنت الأفراخ من الزقزقة ولو بشكل قلیل... وخلال فترة بسیطة أجادت التغرید بشكل عادي. إذن ما الذي حصل ؟؟ إن المعرفة والتي كان من المفترض أن تحصل عليها الطیور من مصدر خارجي وھو تقلید آبائھا, حصلت عليه داخلياً ودون خبرة, وھذا ما نطلق عليه أحیانناً بـ الغريزة, والتي لا یوجد لھا تفسیر علمي حتى الآن. لنفكر في تجربة محظورة أخرى تشبه التجربة السابقة, ولكن ھذه المرة سنعزل عن الطفل كل المؤثرات الحسیة بشكل كامل, فلا یرى أو یشعر.. أو یشم.. أو یسمع.. أو یتذوق.. ماذا ستكون حالة الطفل المعرفیة داخل ذلك الصندوق العازل؟؟ وكیف ستكون عند خروجه؟؟ وكانت تلك نھایة إدراكیة... ھل تصنع الحواس المعرفة؟؟ الإدراك؟؟ داخل الصندوق كانت المعرفة لدى الطفل لا نھائية, وفي اللحظة التي خرج منھا أصبحت صفر ًا, وھذا ھو حالنا كبشر ففي عالم الذر عندما أشھد الله الناس وقد كانوا جمیعاً أرواحا لا حواس لھا.. على وحدانيته... بقیت تلك المعرفة محفورة في كل إنسان, وتلك ھي أقصى درجة للمعرفة وأوضح صورة یمكن أن تبلغ عقل كائنً حي وھي المعرفة المطلقة, وعندما بُعثوا إلى الدنیا واختلطوا بأجسادھم بما فیھا من حواسھم, جھلوا كل المعرفة, ولكن بقیت تلك الغریزة أو الفطرة داخل أرواحھم, وبدئوا في بناء معرفة جديدة من حواسهم على شكل معرفة مكتسبة. ولذلك تدوم محبتنا للخالق طوال حیاتنا دون أن نراه, بينما معارفنا المكتسبة ننساها باستمرار رغم أننا نراها كل يوم. علینا الافتراض أن المعرفة الكاملة موجودة لدینا جمیعا, وأننا خلقنا مع الأدوات اللازم للوصول إلیھا, كل العلم الذي قدّر للإنسان أن يعلمه, وضعه الله داخل حدود مخیلتنا ولذلك, فالأمر أشبه بالوصول إلى الإنترنت, فھي فیض كبیر من المعرفة, ولكن فقط تحتاج إلى "مودم/مولد طاقة" للوصول إلى حقول المعرفة تلك, والأمر ینطبق علیك, فللوصول إلى المعرفة اللانھائية تحتاج إلى مودم, المودم هو عقلك, والوقت الذي تقضيه في التفكیر باستخدام عقلك وخیالك هو الذي يحدد القدر الذي تحصله من المعرفة, كم دقیقة تمضیھا في التفكیر, أو التحلیق في خیالك, نصف دقیقة؟؟ دقیقة؟؟؟ ساعة.. أم ساعات؟؟ حلّك للمشكلة یعتمد على الوقت التي تمضيه في التفكیر للوصول للحل. فالحل لابد موجود ولكنك تحاول (الوصول) إليه في أسرع وقت ممكن. والذي یؤخّر الوصول للحل ھو التشویش الذي یحصل من حولك, فلو أن الضوضاء كانت تعم بالقرب منك أو أن ذبابة تحلق فوق رأسك فلن تصل إلى الجواب بالسرعة التي تكون عندما یتوفر لك جو من الھدوء والذي یساعدك على التركیز. وبما أن الطفل الذي كان في الصندوق كان قادر على التفكیر بشكل دائم ودون أي قدر من التشویش فھو قادر على الوصول إلى أي شيء ضمن المعرفة المطلقة المقدرة للبشریة بسرعة مطلقة, وھذا یفرض أنه قادر على حل أي مشكلة أو معضلة, ولكن لنوصل إليه المشكلة كان یجب أن نخرجه من الصندوق لنسأله أو بشكل آخر نفصله عن المعرفة الصافية وننقله إلى المعرفة الحسية التي يجهل أدواتها, وفي تلك اللحظة فقد الاتصال بتلك المعرفة ولذلك لن یستطیع أن یجیبنا, وأفترض دائماً أن ھناك نقطة معینة في التركیز البشري یمكن الوصول إلیھا عند إلغاء التشویش بنسبة %١٠٠، فیھا یمكنك معرفة أي شيء في أي زمان أو مكان وحل أي مشكلة مھما كانت, ویبدو الأمر خیالیا ما ولكن ستراه لاحقاً, والتشویش ھنا لا یعني المؤثر الصوتي أو حسي فقط, فھناك العدید من المشوشات والتي لا تعد ولا تحصى وأبسطھا اقترابك من شاشة الحاسوب فھذا یفرض علیك درجة من التشویش صادرة من الأجهزة الإلكترونية, وحتى إدراكنا يخضع للتشويش بشكل داخلي في الإدراك الحسي وجزئياً في الإدراك المنطقي وحتى في أنقى أجواء الأرض ھناك نسبة من "النشاط الإشعاع" قد لا تشعر بھا تؤثر على درجة التركیز التي یمكن لأمواج الدماغیة الوصول إلیھا, وإحدى الموجات الدماغیة المشھورة وھي موجة ألفا α والتي تظھر في حالات التنویم المغناطیسي, أو درجات النوم العمیق أو التأمل الفائق والتي یحصل فیھا خروج طیفي للروح, ھي عبارة عن تغلیب للموجة الدماغیة على سائر موجات التشویش لتصل إلى حالة شبيه بالاتصال الكامل, وحتى في الحالات السابقة فلن نتمكن من التغلب على التشویش لفترة كافیة, ولكن نستطیع إختبار أشیاء عدیدة مثل تحطم قوانین الزمن والمكان, والقوانین الفزیائیة كالجاذبیة وغیرھا وقد تجد صعوبة في تصدیق مسألة "المعرفة المطلقة" لقناعتك أن الحقائق تخلق خلقاً داخل الدماغ المادي بطریقة ما, وكأنه مركز كل شيء ومركز الكون, ولذلك فتقبل فكرة أنه جھاز إرسال واستقبال إلى بعد غير مادي في داخله تبدو أكثر الأفكار جنونیة, ولا بأس في بعض الإنكار كبدایة فهذا سيزيد قناعتك عند اختبار الأمر بنفسك. تقبل فكرة أنه جھاز إرسال واستقبال إلى بعد آخر غير مادي في داخله تبدو فكرة غريبة، لنرى الأمر, إبحث في الإختراعات أو الإنجازات المئة الأهم في تاريخ البشري, جميعها كانت بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة الوصول إلى حالة عميقة من الوعي, كأحلام اليقظة أو الخيال, يقول توماس إديسون: "قفزت أفكاري من أحلامي", العظماء في العالم أمثال نابليون بونابرت, وينستون تشرتشل, ألبرت أينشتين, فرانكلن روزفلت ماهاتا غاندي, والفنانون أمثال ليناردو ديفينشي, بابلو بيكاسو كلهم منحوا الفضل في قراراتهم واكتشافاتهم واختراعاتهم إلى صورة تخيلية أو حلم أو شرود ذهني, العقل يصل في هذه المرحلة إلى الحالة "ألفــــــا" التي تصنع الاسترخاء التام, ثم ما تلبث أن تنتقل إلى الحالة "ُثـيــــتا" حيث يبدأ الدماغ بإنتاج موجات الابداع, وكأنه يستقبل المعلومات من مصدر ما, مشابه للطنين الذي يصدره المودم عند تحميل شيء من الشبكة, لماذا تصدر الموجة "ثيتا" عند إنتاج الاختراعات الإبداعية؟ إنها اللحظة التي تبدأ فيها موجات الدماغ بالتطابق مع موجات العالم الخارجي, فيتصل العقل الذاتي بالعقل الكوني أو "منبع الافكار", حيث يتم إيجاد الحل على شكل صورة أو حلم, والأمثلة على ذلك بالمئات, كـ"الياس هو" الذي أنتج النموذج الأول لآلة الخياطة من خلال رؤية راودته أثناء غفلته فرآي حربة مربوطة بحبل في ثقب قرب نهايتها, ليخترع إبرة الخياطة التي غيرت مسيرة صناعة المنسوجات حول العالم... كذلك النسبية التي اكتشفها أينشتين كانت أثناء الاستغراق في التخيّل وكان ذلك الرجل يجيد استخدام الألغاز التخيلية في إثبات افكاره النظرية، أما عن التركيب الذري لجزء البنزين رآه العالم الإنكليزي "ميشيل فراداي" في منامه, وأسس بذلك فرع الكمياء العضوية, هل كان كل ذلك صدفه!! إن كنت تعتقد ذلك فأنت تقر بأن العالم اليوم هو من صنع هذه الصدفة, وهذا يضعنا أمام عالم حزين ينتظر الصدفة لكي تحركه خطوة أخرى إلى الأمام على طريق التطوّر. لا يهم أين ننظر ولا يهم كيف ننظر, دائماً هناك الشيء الذي يسبق لحظة الإنتاج العبقري, ومضة ضوء سريعة تقذف الفكرة في عقول العلماء وكأنها لحظة وحي, أسماها إبن سينا العقل القدسي, ويقر العظماء بها ولكن لا يعرفون من أين تأتي. يطلق على هذا في علم النفس "قوة الإستدلال". هذا العقل أو هذا المجال من المعرفة مناظر للمعرفة والوعي المادي, يعيد هذا الأمر إنتباهنا نحو قضية ثنائية الإدراك, حيث نسلم بوجود نوعين من المعرفة, معرفة نعرف بالضبط كيف نشأت ونصدقها على أساس المنطق, ومعرفة آخرى لا نعرف من أين تأتي ولكن نشعر بأنها صحيحة لسبب ما, في دراسة الكون المحيط نخضع لهاتين المعرفتين.
محمد العمصي 27 مايو 2011
| |||||||||
|