|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الفكر - علوم الطاقة |
|||||||||
التجربة الرابعة: الجاثوم
المعرفة هي لا شيء عندما يتعلق الأمر بالتجربة, والنظرية جيدة ولكنها لا تمنع الحقيقة من الوجود, أعتقد بأن المهمة الحقيقية لأي إنسان هي أن يعي هذا التوازن الحساس بين العقل والجسد والروح, بين العلم والدين والوعي,لا أضع الروحانية تحت تصنيف الدين أو العلم, فالعلم لا يعترف بوجودها كونه مرتبط بالأدلة العلمية والشك البناء, ورجل الدين قد يرشدك إلى الطريقة الصحيحة في الصلاة ولكنه لا يستطيع جعلك خاشعاً فيها, هناك دائماً شيء يجب عليك القيام به بنفسك, وهي حسب رأي مسؤولية فردية, أعرف بأن هناك خوف عميق من الدخول إلى هذا البعد في أنفسنا بسبب تراكمات ثقافية أو دينية, وهذا ما سبب حقاً كل هذه المسافة بيننا وبين أنفسنا, وأنت من خلال السير نحو الذات تحاول إعادة إكتشاف الأشياء وليس إسقاط معتقداتك السطحية على الحقيقة لأن في ذلك المستوى من الصعب إخفاء الحقيقة, وهذا ما نجيد فعله في العالم السطحي, الروحانية سواء بالممارسات الدينية كالتصوف أو بالتأمل, ممارسة الأحلام الواضحة أو الإسقاط النجمي هي فقط ولوج نحو بعد عميق داخل أنفسنا, وهذا يترتب عليه في النهاية زيادة طبيعية في الوعي, تصبح فجأة أقل حماساً ورغبة في ترديد التفاهات التي يرددها الناس من حولك وتصديقها فقط لأن عدد كبير من البشر يفعل ذلك, ينمو لديك الفضول نحو العلم والبحث والمعرفة والذي قتلته في مرحلة سابقة أكوام الإعتقادات والأفكار التي صنعت الحقيقة غير القابلة للتشكيك بالنسبة لك وسببت لك إكتفاء عقلي مزيف, تقدّر أكثر المشاعر والأحاسيس وتكتسب فهم أعمق لتفاعلات الطاقة وأهمية قيم كالمشاركة والنزاهة وينمو لديك الضمير الحي الحقيقي فتفعل الخير ليس لأنك تخشى من نوع من العقاب, بل فقط لأنه يصبح طبيعتك الحقيقية, والعديد من الأشياء الآخرى.. كروح المغامرة, التسامح, الفهم, تقدير الذات, التكامل مع الكون والتغلب على الخوف. "الخوف هو قاتل العقل" ولا أذكر من هو قائل هذه العبارة ولكنني أوافقه الرأي تماماً ليس بالهوى العقلي بل بالتجربة الحية الحقيقة والتي حفرت في تفكيري ووعي بشكل دائم, تجربة الجاثوم هي من التجارب الأهم في حياتي والتي أقارنها بأهمية تجارب الخروج من الجسد الأولى أو حتى التجارب الروحية العميقة كتجربة السجلات الأكاشية أو تجربة المصمم الذكي, ببساطة هذه التجربة علمتني الكثير مما لم أكن إطلاقاً قادراً على تعلمه على كرسي الدراسة أو من قرآءة الكتب والتي ظننت في مرحلة ما أنها قادرة على تعليم أي شيء, كم هزّت كل إعتقاداتي ونظرتي إلى كل شيء حولي, وهذا ما علمني أحد أهم المبادىء في حياتي: "لا تصدق أو تكذّب أي شيء أقوله لك, بل إمتلك تجربتك الخاصة, الحقيقة التي تأخذها من تجارب الآخرين هي كذبة لك" وهذا مهم, من الغباء أن تحوّل ما أقوله لك إلى إعتقدات عمياء, ما الفائدة عندها؟ أنت تصنع المزيد من الشرانق حول نفسك وبالتالي تبتعد أكثر عن إدراك الحقيقة, إعتقادك لا ينفعني ولا يضرني كما هي إعتقداتي,نحن بشر وسنفنى في يوم من الأيام ولن يبقى من وجودنا سوى الوعي, وكلما إرتبطت أسرع بهذا الوعي كلما كان ذلك أفضل, أعتذر في هذه المقالة عن إقحام الكثير من آرائي الفلسفية ونظرتي الخاصة للأشياء كوني فشلت في عزل مشاعري العميقة المرتبطة بهذه التجربة الرهيبة, فقط أرغب أن تتوقف معاناة هؤلاء الذين يخضون لنفس التجربة أو خاضوها سابقاً وخاضوا معها ألآمها الفكرية أو النفسية, يعد الجاثوم والخوف بشكل عام هو الحاجز الحقيقي في الطريق إلى إتقان الإسقاط النجمي, فمعظم البشر بشكل عام يجيد الإسترخاء بشكل أو آخر, كما أنه ليس من الصعب تعلم تقنيات الطاقة الضرورية لتفعيل وتركيز الطاقة في الشاكرات, وهناك في العادة ما يكفي من الوقت للتمرين يومياً, هو فقط حاجز الخوف, هذا شيء أعرفه تماماً من طبيعة الإستفسارات التي تصلني بإستمرار حول تجارب خروج من الجسد تتم بالمصادفة أو بشكل شبه مقصود,هناك هذه النقطة التي يتوقف عندها الكثير من الأفراد عن مزاولة التأمل أو أي نوع من الإسترخاء نتيجة خوف مجهول المصدر, نحن نخاف مما لا نراه, نحن نخشى مما نجهله,وعندما يكون هذا الشيء الذي نخافه إلى أقصى حد هو ذاتنا فيمكن لك أن تتخيل أي مستوى من الوجود والوعي يعيش فيه معظم البشر حولك, لا أعرف إنك كنت بدأت في الشعور بذلك؟ لما قد تنجذب إلى الإسقاط النجمي وتعلمه؟ لما قد تحاول التأمل؟ أعتقد بأن لديك أسئلتك الخاصة والتي يجب أن تبحث عنها بنفسك.
التجربة:
التحليل للتجربة: ,في البداية هذا دليل بأن الشيوخ أو رجال الدين يعتبرون بأن الجاثوم نوع من الشياطين والمس: شيخ ينسب حالة الشلل الليلي لشياطين وعفاريت http://www.youtube.com/watch?v=BSU4dBF6Rqw وهذا ما قد تبدو عليه الحالة: http://www.youtube.com/watch?v=qUPFpleHDHc
فيديو لحيوان يتحرك أثناء الحلم http://www.youtube.com/watch?v=Y2QMVY1hDs4&NR=1
لقد
إكتشف العلماء أنه إذا تم إيقاظ الناس بسرعة فإنهم يختبرن الشلل لبضعة
ثواني قبل الإستيقاظ, وهنا أمكن دراسة الشلل الليلي بشكل أفضل عن طريق
إيقاظ الناس بصوت سريع ومراقبة الدماغ أثناء الحالة مما ساعد تقريباً
على حل معظم الأشياء الغامضة خلالها,لنتحدث الآن عن الأصوات التي تسمع
عند التجربة والتي في الحقيقة أغفلت ذكرها لأنني كنت مشغول بالصراع مع
"الجاثوم" ولم اركز عليها كثيراً,ولكنني بالفعل كنت أسمع الطنين... نفس
الطنين الذي إختبرته في ممارساتي السابقة قبل النوم, كنت أسمعها خلال
تجربة الجاثوم ولكن بشكل أقوى بكثير, ذلك أيضاً يشمل شعور الكهرباء
والإهتزازات وأيضاً الشعور بالتحرك من المكان! وأصوات غريبة تبدو
فضائية,كل ذلك كان يحدث بالتزامن مع إقتراب الجاثوم ودخوله إلى
الجسد, إن صوت الطنين سبق أن فسرناه في التجارب السابقة بأنه إهتزاز
لعظمات الأذن الداخلية, وهذا بالفعل ما وجده العلماء عند دراسة جسم
الإنسان خلال هذه الحالة, ولكن ما تفسير الجاثوم نفسه؟ والخوف والشعور
بأنك مراقب خلال هذه الحالة؟ لاحظ العلماء نشاط غريب في العقل خلال
التجربة لجزء في الدماغ يعرف بـamygdale هذا الجزء مسؤول عن الخوف وهو
ينشط بشدة خلال مرحلة الشلل الليلي, وهذا ما يفسر معظم الهلوسات التي
تشاهد خلال هذه الفترة, ولأن العقل لا يعرف بأن الجسد إستيقظ فإنه يبقى
في مرحلة الأحلام, ما يعني بأن الهلوسات التي تراها هي حقيقية تماماً
لأن عقلك في هذه الحالة لا يعرف بأنه مسيقظ ويظن بأنه مازال يحلم!, وهذه
نقطة سأتحدث عنها لاحقاً بالتفصيل عندما نتطرق إلى الواقعية في
العقل, ولكن كيف يمكن رؤية هلوسة الجاثوم أمام عينيك!, ببساطة كما تراه
في حلم! والذي يؤكد بان الجاثوم هو كائن خرافي هو ببساطة تنوع فصيلة
"الجاثوميات" ففي اليابان لا يشاهدون الجاثوم الذي نراه, بل جاثومهم
عبارة عن إمرأة ذات بشرة شبحية وشعر أسود طويل تتجول خلال الغرفة قبل
أن تحاول خنق الصحية هل تذكر فلم "The Grudge "؟ في الولايات المتحدة
وأمريكا الشمالية يصف الناس الجاثوم وكأنه مخلوق فضائي يقوم بخطفهم
وإجراء إختبارات عليهم وهذا مرتبط بتاريخ ظهور الحصون الطائرة هناك في
فترة الخمسينات والستينات, وفي الدول الأفريقية خاصة شرق أفريقيا لديهم
كائن أسطوري يشبه الخفاش وله عين واحدة يسمونه "popobawa" ولا أجيد لفظه
بالعربية, وفي أوروبا خلال العصور الوسطى كان لديهم نمطين للجاثوم, إما
العفريت, وهو قريب جداً إلى الجاثوم الإسلامي الذي نعرفه "بالجن" وجاثوم
آخر عبارة عن ساحرة مرعبة تجثم على صدور النساء العذارى, لكن
دقيقة... ماذا يعني كل ذلك!؟ بالنسبة إلى النظرة العقلانية فإن
الجاثوم ما هو إلا تجسيد للمخاوف التي يشعر خلالها الضحية بالمخاوف
الشائعة في مجتمعه وثقافته الخاصة أو المعتقدات التي يؤمن بها كمصدر
للخوف, ما هو أكثر شيء تخاف منه بالفعل؟! هذا هو ما ستشاهده خلال الشلل
الليلي أو "الجاثوم" هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى المزيد
من التفسير والشرح؟ الوسوسة. الحركة اللاإرادية والتي إعتبرتها دلائل قاطعة على
المس كوني قرآتها في كتب قديمة لم أتطلع عليها سابقاً, الحل في هذه
المسألة يكمن في الكلمات الأخيرة "لم أتطلع عليها سابقاً"
لاحظ جيداً أنه خلال تجاربي لم تظهر أي أعراض كالوسوسة. الحركة اللاإرادية إلا
بعدما قرأتها فعلاً في الكتب, وعندها بدأت في الظهور فعلياً, لم أفهم
الأمر بوضوح سوى عند دراسة التنويم المغناطيسي بعد عدة سنوات, إن
التنويم المغناطسي ما هو إلا زرع فكرة في العقل الباطن للشخص
المنوم, ويستخدم لذلك أدوات لتشتيت الإنتباه والولوج إلى اللاوعي كتحريك
شيء لامع أو إصدار صوت مفاجىء او نظرة قوية بالعين, أو ببساطة يطلب من
الشخص الإسترخاء العميق, وعندها يمكن أن يخاطب المنوّم اللاوعي الخاص
بالشخص ويدخل له فكرة معينة, واللاوعي لدينا لا يجادل ولا يفكر فهذه
وظيفة الوعي, فالفكرة التي تصل إلى هناك يتم تنفيذها على الفور, هذه
العملية تظهر بشكل بطيىء أيضاً خلال التربية والتعليم منذ الطفولة, لأن
الأطفال لا يمتلكون أي دفاعات واعية ضد البرمجة الثقافية أو الدينية من
قبل الوالدين, وهذا من وجهة نظر تطورية مفيد للغاية في حفظ الطفل, تخيل
بأن الطفل سيفحص كل معلومة تقال له من قبل والديه ك"لا تسبح في البركة
هناك تمساح قد يأكلك "بطريقة علمية, عندها فالطفل ميت لا محالة, لذا
فالطفل يقبل بشكل غريزي كل ما يقال له من قبل والديه أو المجتمع كنوع
من البرمجة العصبية والتنويم المغناطيسي طويل الأمد نابع من الثقة
العمياء, أنت الآن وفي هذه اللحظة مجرد خاضع لهذا التأثير بحيث انه
بإمكاني معرفة أي الأشياء التي قد تعجبك وأيها التي قد تستفزك بناءاً
على دراسة
لنعد الآن إلى الإعتقاد والمعتقدات,كما ذكرت سابقاً فالإنسان أول ما يولد يعتمد في الأساس على الإعتقاد وخاصة الإعتقادات التي يحصل عليها من الوالدين, وهي التي تشكل العالم من حوله, وهذا مهم للغاية,وذكرت كم من المفيد للطفل أن يتبع كل ما يقال له ك.."لاتقترب من البركة يمكن أن تغرق" أو"لا تعبث بأعواد الثقاب وإلا حرقت نفسك",أو"لا تأكل كثيراً من الحلويات وإلا آذيت أسنانك",لذا فالإعتقاد هو المرحلة الأولى والرئيسية لنجاة الطفل وتكيفه مع العالم الخارجي,الإعتقاد هو حرفياً "عملية من اللاتفكير" فهو عبارة عن القبول بما يقال على أنه الحقيقة المطلقة والتي لا تقبل الشك,إن العلم هو شيء مختلف تماماً عن الإعتقاد, العلم مبني على الشك ولا تعتبر جملة علمية صحيحة لأن الكثير من الناس يرددونها أو لأن شخص ما قالها,وهذا ما يجعل العلم من أقوى الأدوات المستخدمة للوصول إلى المعرفة, فإذا لم يعجبك ما يقوله عالم إذهب وأعد التجربة التي قام بها,لذا فالعلم في الأساس يعمل على هدم الإعتقادات التي لا دليل مادي ومنطقي عليها,وأريد هنا ان أوضح هذه الفكرة لأنه وجدت بأن العديد من الأفراد لديهم فكرة خاطئة عن العلم بأنه يحمل نوع من "الترجيحية" أو أن الحقائق العلمية متغيرة وماشابه,أو أن العلماء يختلفون في قضية علمية فينقسم العلم إلى قسمين حينها, والحقيقة أنه لا خلاف حقيقي بين العلماء عند إعلان حقيقة علمية,فوراً إذا ما ثبت أن نظرية ما خاطئة بدليل علمي صحيح فإنه يتم طرح النظرية تماماً كما حصل ل"نظرية الأثير مثلاً" فلا وجود اليوم لعالم فيزياء واحد يعتقد بهذه النظرية, إن من يختلفون حقاً هم الفلاسفة ورجال الدين, لأن المادة التي يعملون عليها هي الإعتقادات والتي هي أشياء لا مادية ولا أدلة مادية عليها,إن اليقين هو المرحلة الأخيرة نحو الحقيقة, وهو أن ترى الحقيقة أمامك تماماً, إذا أردت أن أشبه الأمر بشكل مبسط,فيمكنني طرح هذا المثال,تخيل بأن رجل ما شاهد غروب الشمس,واحدث ذلك في نفسه الكثير من المشاعر والأحاسيس كتجربة حية, الآن لو أراد العودة إلى المنزل ووصف ما شاهده من غروب فإنه من المحال أن تنتقل التجربة كما هي, بل كل واحد من أطفاله سيلقي على التجربة معتقداته الشخصية لما قد يرى أنه غروب للشمس, فبذلك لن يصل إلى التجربة الحقيقية التي وصل لها الشخص الأول. هكذا الأمر كان بالنسبة لي, فقد بدأت بمرحلة الإعتقاد والتي إنعكست على التجربة وتم تغذيتها بالخوف والجهل الناتج عن غرابة الموقف, هذه المخاوف هي التي تترجم إلى ما تراه من هلوسات مرعبة خلال الجاثوم, بل حتى خلال تجارب الإسقاط النجمي ككل,هذا ما يمكن تسميته مفهوم "التجسيد الأثيري" ففي الفضاء الأثيري لديك القدرة على تحويل وتغير المادة التي يتكون منها الفضاء حولك,هناك أمثلة وتطبيقات لا تحصى حول هذا المبدأ ذكر الكثير منها في كتاب روبرت بروس "الديناميكا الأثيرية",من هذه التطبيقات إنتاج كرات الطاقة أو حتى الأسلحة والتي تستخدم في الحروب الأثيرية,فمثلاً خارج الجسد بمجرد أن تتخيل سيف في يدك فإنه يظهر فوراً, وبمجرد أن تتخيل مكان ما فإنك تذهب إليه أو بالأحرى هو من يذهب إليك,لا شيء مستحيل في البعد الأثيري,في العالم الحقيقي هناك حاجز صلب بين عالم الخيال وعالم الحقيقة, قد تراودك فكرة معينة وتحاول ترجمتها إلى واقع ولكنها قد لا تكون بنفس جودة وجمال التخيل الذي راودك, في الفضاء الأثيري أنت تتفاعل مع الفكرة كوجود وليس هناك فاصل بين تخيل الفكرة وظهورها, التفسير العلمي للجاثوم لا بأس به, ولكنه يغفل الكثير من الجوانب الروحية في التجربة, هناك تفاعلات الطاقة الشديدة وهناك أيضاً الجسم الأزرق الذي شاهدته في التجربة الأولى, والأهم لماذا في الأساس يحصل الإستيقاظ في منتصف الليل؟ كان على جميع هذه الأسئلة أن تنتظهر حتى سنة 2006 تقريباً في ذلك الوقت كنت قد تعلمت كيفية الخروج من الجسد بشكل صحيح وأمضيت الكثير من الوقت في دراسة مسألة الشلل الليلي بالتجربة المباشرة,على عكس المتوقع فإن الجسد الأثيري ليس الجسد الوحيد غير المرئي لدينا ,هناك تقريباً 4 أجساد تعمل معاً من بينها الجسد النجمي وهو الذي يصل إلى الأبعاد النجمية البعيدة,هناك أيضاً جسد "الزمن الفعلي", والمميز في الأمر أن كل جسد يمتلك نسخة مستقلة من الذكريات والوعي, كانت الخطة أن أقوم خلال الشلل الليلي بمحاولة الخروج من الجسد لرؤية الجاثوم أو على الأقل التأكد إن كان له وجود أثيري أو أنه مجرد ترجمة لطاقة الخوف والتي تتشكل بفعل خاصية "التجسيد الأثيري" إلى مخلوق مرعب يتماشى مع ما يعتقد الشخص بأن شيء "مرعب" من الناحية الثقافية أو الدينية,بدأ الأمر كالعادة بالإستيقاظ مشلولاً إستغرقني الأمر ثواني بسيطة لأتذكر المهمة وأقوم بالفعل بمحاولة الخروج, لم أستطع القيام بالإنفصال بشكل جيد ربما بسبب تفاعلات الطاقة العالية, ظل الجزء الأسفل من جسدي الأثيري عالقاً وأصبحت أطفو فقط وأنظر إلى الفضاء أمامي,كنت أعرف ضرورة إتمام الإنفصال لأن الجسد الأثيري يتم سحبه بسرعة إذا لم يبتعد مسافة كافية عن الجسد الحقيقي, وبينما أنا مشغول في محاولاتي اليائسة للخروج شعرت بتفاعلات طاقة عالية جداً ونظرت أمامي لأرى جسد أثيري آخر أزرق اللون ويبدو نائماً يتحرك بسرعة ليصطدم بي وندخل نحن الإثنين معاً إلى الجسد الحقيقي. أعرف أنه من الغريب وصف الأمر بهذه الطريقة,لكن هذا ما يحدث خلال الجاثوم أو الشلل الليلي, أثناء النوم نقوم بالإسقاط النجمي بشكل طبيعي, وهنا أتحدث عن الجسد النجمي "أعلى أجساد الطاقة في التردد", في حالات نادرة عندما تمتلك طاقة عالية " وهذا هو السبب في حصول الجاثوم أثناء شهر رمضان بكثرة " فإن من يخرج من الأجساد الأثيرية ليس جسد الزمن الفعلي بل الجسد النجمي, بمعنى أنه يتم إسقاط نجمي نحو الأبعاد الأثيرية فوراً,عند عودة الجسد النجمي "عالي الطاقة" فإنه يعمل على تنبيه الشاكرات وحركتها بسرعة مما يعمل على إيقاظ الشخص ضمن مرحلة عميقة في النوم والتي يفترض أن لا يستيقظ فيها العقل,هنا يظهر الفرق بين الأفراد, الأشخاص القادرون على رؤية الهالات سيرون الجسد النجمي باللون الأزرق وهو عائد إلى الجسد الفيزيائي محاولاً الدخول إليه,طبعاً إذا إرتعبوا في ذلك الوقت فإن الجسد النجمي سيتغير شكله بمبدأ "التجسيد الأثيري" ليصبح بهيئة الوحش الجاثومي الأسطوري بالطبع,وهذا ما سيجعل عودة الجسد النجمي درامية ومرعبة, ولكن لو حافظت على هدوئك التام فسترى الجسد النجمي أزرق وجميل ويدخل إلى الجسد الحقيقي دون مشاكل, إن المشكلة ليست فيك "في الجسد الحقيقي" بل فيك في "الجسد النجمي", في العادة الجسد النجمي يكون نائم في الخارج, ولكن أحيانناً الصراع الذي يحصل عندما يحاول العودة إلى الجسد الحقيقي هي ما تؤدي إلى إستيقاظه وعندها تتعقد الأمور كثيراً, هل تعتقد حقاً أنك شخص واحد؟ أنت تمتلك داخلك عدة شخصيات,في المنزل لديك شخصية معينة, في العمل لديك شخصية آخرى, عند التواجد مع شخص تحبه تمتلك شخصية آخرى وهكذا,هذا الإنفصال في الذات لا يحصل سوى بعد مرحلة النضج,في الطفولة ليس لدينا سوى شخصية واحدة, لأن عقولنا لم تطوّر بعد مفهوم "التصارع مع الذات" في المرة القادمة التي تتصارع أفكارك معاً أو بالأحرى الشخصيات التي داخلك وتصيبك بالحيرة لاحظ هذا التقسيم,أنت تولد كفرد واحد ولكن يمكن أن تموت كشخصين, وكل شخصية قد تكون مختلفة تماماً عن الشخصية الآخرى, والأرجح أنك سوف تموت بعدد اكبر من الشخصيات,فقد تولد كفرد وتموت كحشد كبير من الأشخاص, أنت لا تعرف حقاً من أنت,عندما نتحدث عن الأجساد الأثيرية فإن لذلك مفهوم مشابه ولكن مع قليل من التغير, فالأجساد الأثيرية تمثل طبقات مختلفة من وجودك ووعيك, وليست شيء غريب عنك, أنت فقط غير واعي بها الآن, دائماً أحب أن أنصح الأشخاص المقبلين على تجارب الإسقاط النجمي بأن يتخيلوا انفسهم كشخصين يعيشان معاً, الجسد الحقيقي والجسد الأثيري, بالطبع فالعدد أعلى من ذلك, ولكن هذا جيد كبداية, أن تحاول مد وعيك إلى إولى الأجساد الخفية داخلك, ذلك الجسد الذي يعد مركبة لوعيك خلال الإسقاط النجمي في الزمن الفعلي وخلال الأحلام, كما انه أولى الأجساد التي تخرج خلال تجربة الإقتراب من الموت, هذا الجسد ليس من المستحيل رؤيته كما أنه شديد الإرتباط بالمشاعر والأفكار والأحاسيس التي ترافقك في الجسد المادي, تم تسجيل حالات يكون فيها هذا الجسد في نفس وضعية الجسد المادي قبل الموت, فمثلاُ لو كان شخص يحتضر ويتألم وكان الألم شديداً, فإنه قد يموت دون أن يعلم وينفصل جسده الأثيري وهو لايزال يتألم ويعتقد أنه لم يمت بعد, ويتسائل لما الأشخاص حوله يتجاهلونه, وهذا ربما هو السبب في ظاهرة الأشباح, لم أرى في حياتي شبح بالمعنى الحرفي, ولكن خلال إحدى تجاربي في الإسقاط النجمي رأيت جسد أثيري لقطة وكانت تسير على الطريق وهي لا تعلم أنها نائمة الآن, عندما حاولت الإمساك بجسدها الأثيري حاولت الهرب وكانت متفاجأة من قدرتي على الطيران والحركة السريعة نحوها, وعندما أمسكتها حاولت عضي, وكان هذا مؤلم بشكل كبير, الحديث عن طبيعة هذه الأجساد الأربعة والتي يقال بأن عددها الحقيقي سبعة طويل, وسأتحدث عنها في التجارب اللاحقة. لنعد الآن إلى الزمن حيث تعرفت على الجاثوم من الناحية العلمية, ساعدتني النظرة الجديدة على التغلب على الخوف الواعي, ولكنني لم أعد إلى التأمل أو محاولة الإسترخاء مجدداً وصممت على دراسة كل تلك الأشياء بطريقة علمية قبل محاولة القيام بأي شيء بشكل تجريبي, في هذه المرحلة نمى لدي حقد شديد نحو أي إعتقاد أعمى, وإنجذبت نحو منهج التفكير العلمي و التنوير والتفكير الحر بشكل عام, ومن الأشياء الطريفة التي فعلتها في ذلك الوقت هي كتابة "القوانين المئة" التي قررت الإلتزام بها في حياتي, فكنت أكثر من القول أمام زملائي في المدرسة: قانون1, قانون 71, قانون55 وهكذا, وكل قانون كان عبارة عن حكمة أو مبدأ وماشابه, ببساطة كان كل ذلك نوع من الرغبة في صناعة المعتقدات بدلاً من الإذعان لها دون مبرر,ربما أصف هذه المرحلة بنوع من التهيئة لإستقبال المعرفة الجديدة. "الإعتقاد الأعمى هو سجن للعقل وحدود لوعيه" "الإنسان تحت سيطرة من يصنع إعتقاده" "الحقيقة لا توصف بإعتقاد بل بتجربة" "لا أؤمن بإعتقاد مبني على الخوف أو الترهيب" "لا أؤمن بأن الحقيقة تصل عقول بعض الناس بطريق لا يمكن للآخرين إتباعه والوصول إلى نفس الحقيقة" "لا أؤمن بأن شيء موجود فقط لأنه لا يمكن إثبات عكس ذلك." "ولا أؤمن بأن شيء ما صحيح لأن الكثير من الناس يعتقدون أنه كذلك" إعتقدت بأنني أدركت من خلال مبادئي العلمية الطبيعة الحقيقية للمجتمع والثقافة والدين, وما يحصل حولي وما دوري في كل ذلك وفي حياتي, سببت تجربة الجاثوم صدمة شديدة في نفسي وكأن الأرض من تحتي زالت,كل ما بدا جميلاً ومستقراً وجيداً أصبح الآن قبيحاً ومزرياً ومنحطاً, فأنا لست حراً, أنا مجرد كيس للقمامة يلقي فيها أشخاص معينون فلاسفة علماء ورجال دين أفكارهم الخاصة عن الطبيعة الكون والله ووظيفتي الوحيدة هي قبول تلك الأفكار وكانها لي لأنني مجرد كيس قمامة لنفاياتهم الفكرية,كنت أسميها "نفايات" لأنها كذلك, حتى الكلمات هي عديمة المعنى,لو ذكرت لك اللون الأزرق فإنك تفكر بلون أزرق سبق ان شاهدته وليس اللون الأزرق الذي شاهدته أنا والذي قد يختلف في درجة شدته أو غمقه أو الأثر الذي تركه في داخلي,لذا لا يمكن أن يعرف الأعمى معنى الضوء أو اللون, لأنه ببساطة لا توجد في عقله برمجة "تجربة" يمكن له من خلالها فك معنى الكلمات التي يسمعها والتي لا معنى حقيقي لها وليست سوى مفاتيح تطلق إعتقاداتنا ومفاهيمنا الخاصة عن الأشياء لتشكيل صورة في عقولنا عن ما نعتقد بأنه الصورة المطلوبة, في ذلك الوقت دفعت التفكير المنطقي والفلسفي إلى أبعد مدى يمكن لك تصوره, والذي لا يمكن لك تصوره إذا لم تكن لك تجربة سابقه به,بالنسبة لي في ذلك الوقت فالأمر يتجاوز كثيراً كشف خزعبلة دينية بطريقة علمية, بل كان بوابة أدركت من خلالها ما كان يجب أن أفهمه منذ زمن بعيد جداً, العالم الذي أراه ما هو إلا إنعكاس لأفكاري ومعتقداتي, وإعتقدت بأنه كلما أسرعت في فهم هذه الحقيقة كل ما كان ذلك أفضل,كما إعتقدت بإن الصراع الحقيقي في هذا العالم هو بين رجال الدين والعلم, بين الخرافة والحقيقة, بين العبودية الفكرية والتنوير, بالطبع لم أحدّث الكثير حولي عن طبيعة هذا "التحرر الفكري" لأنه من الصعب أن يفهم ضفدع يعيش في بئر معنى المحيط, فهو سيحاول قياس إتساعه بإتساع البئر الذي يعيش داخله, ببساطة الأمر خارج قدرته على التصور والتفكير,لذا دائماً ما كنت أردد "فكر خارج الصندوق", وحتى اليوم أعرف الكثير من الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة طبيعية على الإسقاط النجمي أو قدرات روحية آخرى ويتهمون بالشعوذة أو السحر أو حتى بالضلال والإنحراف فقط لأنهم مختلفون, لهذا حسب رأي تأثير كبير في عدم تنمية قدراتهم الذاتية وتقديرهم لقيمة "إختلافهم" كنوع من التميز, ولنعد إلى الصندوق الذي لازال يعيش فيه الكثير من الناس, فبعضهم أدمن العيش داخل الصنوق إلى درجة "الفوبيا من الخروج", بالطبع فأنا لا أدعو إلى إلقاء كل المعتقدات والقناعات الشخصية فهذا جنون,جميعنا كالأطفال,نحن نحتاج القناعات للبقاء على قيد الحياة,ولكن في مرحلة ما إذا لم ينضج الطفل ويتعلم التفكير بنفسه وتقرير أي القناعات هي الصحيحة وأيها هي السلبية أو الخاطئة فهو على الأرجح سيصبح مجرد نسخة كربونية من والديه أو مجتمعه, وفي الوقت الذي تعتقد بأن الحقيقة تحت قدميك هي بعيدة كل البعد عنك,هناك جهود حثيثة وتطور جيد للوعي, من كان يجرأ على الحديث عن الإسقاط النجمي أو علوم الطاقة قبل 50 عام؟ وهؤلاء الذين يشعرون بالضيق بسبب قدراتهم روحية لديهم يجب ان يشعروا بالإمتنان لله لأنه خلقهم في هذا العصر المزهر بالوعي والعلم والتكنولوجيا والمنفتح قليلاً على ما هو جديد,كما أن العديد من الناس يختبرون هذه الظاهرة بشكل أكبر كل يوم بسبب تحول كوني سنتحدث عنه لاحقاً,ذكر روبرت مونروه في كتابه "الرحلات النهائية" بأن عدد المسقطين النجميين في عصره "حوالي 50 سنة في الماضي" كان نحو 6000, واعتقد اليوم أن عددهم بالملايين.
الإستحواذ
الروحي: خلال دراسة الجاثوم تعرفت على تجارب الخروج من الجسد من خلال الكثير من الكتب التي كانت تربط بين الظاهرتين, لم أفهم حقاً ما يعنيه الخروج من الجسد في ذلك الوقت, ولكنني كنت أشاهد الكثير من الأفلام حيث يخرج طيف من أجساد الناس التي تحتضر وما شابه وتخيلت بأن الخروج من الجسد لا يرتبط سوى بالإقتراب من الموت, كما أنني كنت على قناعة بالتفسير العلمي لهذه الظاهرة وهو "تفاعلات الدماغ العشوائية" والتي تشمل تفاعلات في المناطق المسؤولة عن الحركة مما يسبب إعتقاد الدماغ بأن الجسد يتحرك دون أن يتحرك بالفعل, كما أنني تعلمت الكثير عن الهالة والطاقة وحاولت بإستخدام المعرفة الجديدة تطوير تمارين الإسترخاء التي كنت أقوم بها دون أن أعرف حقاً إلى أين سيقودني الأمر, من الطريف أن هدفي الأول كان الحصول على قدرة باراسيكلوجية بتحريك الأشياء بقوة العقل لينتهي الأمر بي بحركة العقل نفسه حول الأشياء.
محمد العمصي 30 يوليو 2011
| |||||||||
|