|
|||||||||
> الصفحة الرئيسية - الفكر - علوم الطاقة |
|||||||||
التجربة الثالثة، المجال الحيوي
إن التأمل يحمل معه زيادة في الطاقة, لم أفهم الأمر هكذا بل في التجربة, إن كثرة التأمل مستخدماً التركيز على هرم النور كان يعمل ليس على رؤية الهالة فقط بل على زيادة تدفق الطاقة إلى داخل الجسد, وحتى الهالة كانت أكثر إشعاعاً في تمرين هرم النور أكثر من محاولة رؤيتها بالطريقة العادية, ليس لأن الطريقة الأولى أفضل بل لأنها تتضمن تركيز مستمر يعمل على إيقاف الأفكار السطحية وعدم حركة للجسد مما يؤدي إلى بدء دخول الطاقة في الجسد مما يجعل الهالة أكثر إضاءة وإشعاعاً. بدأت في ملاحظة الأمر بشكل التالي: بعد التمرين لمدة 20 دقيقة تقريباً أشعر بأن هناك نوع من الغلاف المشحون حول الجسد وداخله,عند إيقاف التمرين وإغماض العينين كنت قادر على الشعور بهذا الشيء (الطاقة الزائدة) وكأنه سائل عديم الوزن بارد يتحرك على الجسد بطريقة تستجيب للفكر, فلو شعرت أنه الآن في منطقة البطن أستطيع دفعه أبعد إلى القدمين أو تقريبه إلى أن يصل إلى أعلى الرأس وهنا أسمع طنين في الرأس وشعور بكهرباء ساكنة متفاعلة معه, لذا وصفته "بسائل مشحون", في أي منطقة يمر بها هذا السائل فإنه يحدث تفاعلات للطاقة, هذا شغل بالي لفترة, فكنت أنتهي من رؤية الهالة والتأمل بهرم النور ثم أغمض عيني وأبدأ في الشعور بهذا السائل, كما كان الأمر يتضمن ضعف بسيط بالإحساس بالجسد الفيزيائي, فعندما أدفع السائل إلى القدمين مثلاُ فأشعر وكأن جزء مني بالفعل يتحرك إلى هناك, كان لهذا السائل أثر إيجابي, فعند تمريره إلى القدم ذهاباً وإياباً بسرعة مناسبة يترك شعوراً كبيراً من الإسترخاء هناك, كما أنه له نوع من القدرة العلاجية, فمرة كان لدي إلتواء في القدم, كان يمنع قدرتي على الإسترخاء والنوم, فقمت بجمع السائل بقوة الإرادة وكأنني أحرك طرف من جسدي وحركته بعيداً إلى القدم وركزته هناك ذلك جعل القدم تتخدر قليلاً فأبقيت التركيز على السائل هناك إلى أن إستطعت النوم, وفي الصباح التالي وجدت بأن القدم لم تعد يؤلمني إطلاقاً, عندها بدأت في إستخدام هذا السائل بعد التأمل بهرم النور كل يوم خلال مرحلة إسترخاء شديد للجسد, فكنت مستلقياً على ظهري وهي الوضعية الأسهل في تحريك السائل والذي أسميته لاحقاً المجال الحيوي وظننت أن الهالة هي الجزء الخارجي منه فقط, وأن هذا السائل موجود طول الوقت في الجسد والتأمل يعمل على شحنه, كنت في ذلك الوقت مهتم بالفيزياء وظننت بأن ما يحدث هو شحن حقيقي للمياه داخل الجسد والتي تشكل معظمه حوالي 70%, وأن التأثير العلاجي هو ناتج عن هذا الماء المكهرب. كانت والدتي تتعالج من آلام الظهر بجلسات كهربائية في المستشفى حيث يتم إستخدام نبضات كهربائية خفيفة جداً في التأثير على العضلات التي تعاني من مشاكل في المنطقة المستهدفة, هذا ما جعلني أعتقد بأن التأثير العلاجي للكهرباء ممكن, كنت أعتقد بأنها نوع من الكهرباء الساكنة مشابه لما تحصل عليه عند دلك الزجاج بقطعة من الكتان, أو ما تشعر به عند إرتداء كنزة صوفية لتسمع صوت طقات خفيفة صادرة منها عند الإحتكاك بجسدك وهكذا, فإعتقدت في ذلك الوقت بأن التأمل يعمل بشكل ما على جمع الطاقة الكهربائية الساكنة من الجو وأن هذه الطاقة تخزن في الماء داخل الجسد وعندها أستطيع تحرك هذه الشحنة في مختلف أنحاء الجسد وهذا ما فعلته, مع الأيام والأسابيع تعلمت كيف أحرك سائل الطاقة هذا في أي مكان في جسدي, بل كنت في الجلسة الواحدة لا أترك شبر من الجسد إلا أدخلت له هذا السائل, لاحظت بأن بعض المناطق تتضمن مقاومة لدخول هذا السائل وبعد عدة محاولات تقل هذه المقاومة ويدخل السائل إليها مع بعض الألم, مشابه لوضع ملقط غسيل على اليد ثم إزالته بعد فترة لتشعر بتدفق الدم إلى المنطقة التي كان محبوساً عنها مسبباً ألامًا, أحياناً كان ذلك الألم شديداً إلى درجة أنه يسبب ردود أفعال لاإرادية, فتتحرك القدم بسرعة وحدها أو تنقبض بعض العضلات وخاصة عضلة الفخذ لأنها كانت تؤلمني كثيراً وكنت أركز عليها السائل لفترة أطول, كذلك تعلمت القدرة على تحريك السائل ذهاباً وإياباً بذهني لتقصير زمن العلاج وجعل السائل يمر على نفس المنطقة أكثر من مرة في فترة قصيرة, وهنا تعلمت من خلال حركة "الذهاب والإياب" للسائل القدرة على زعزعة الوعي, وهذا مهم للغاية, فلو تخيلت حوض للسمك فيه بعض الماء, إلى ربعه مثلاُ, ثم رفعت طرف الإناء الأول إلى الأعلى فسيتحرك السائل إلى الطرف الآخر بسرعة, فلو أنزلت الطرف الأول سيعود الماء مرة إخرى إلى المناطق التي إنخفضت, لو قمت الآن بدفع الماء إلى الطرف الثاني برفع الطرف الأول للحوض بشكل كبير جداً فإن الماء سيصطدم بالطرف الثاني ويرتفع للأعلى قليلاً ثم رفعت الطرف الثاني أكثر وهكذا, ستجد أيضاً أنه في مرحلة ما قد تفقد كل الماء الذي في الحوض لأنه مع عنف الرفع عند الطرفين يبدأ الماء في الخروج أكثر من الحوض, وهذا مشابه تماماً لما حصلت عليه عند تحريك السائل العلاجي ذهاباً وإياباً خلال الجسد ففي كل مرة تزيد فيها قوة وسرعة هذه الحركة أشعر في مرحلة ما بأن وعي الملتصق بالسائل يخرج قليلاً من الجسد بطريقة تكسبني إحساس غريب لا أجيد وصفه بالكلمات, ربما يشبه ما تشعر به في طائرة تنقلب أثناء الطيران بحيث يصبح سطحها الأسفل في الأعلى والعكس صحيح, أو ما تحصل عليه في في ألعاب الملاهي عند ركوب قطار الموت والدخول في تلك الإلتفافات الدائرية ففي قمة السكة الدائرية تشعر بشعور غريب من فقد الجاذبية أو تغير مركزها في جسدك, هذا ما كنت أشعر به للحظة, فأشعر بأن الوعي الذي يكسبني الشعور بالسائل بدلاً من أن يقف عند القدم ويعود إلى الرأس فيتجاوز القدم إلى الحائط يسبب لي شعور بالتمدد, وكأنه بشكل ما تنتهي قدمي عند الحائط وليس عند الطرف الحقيقي, كنت غير قادر فعلاً على تحديد متى تخرج بؤرة التركيز لدي من حدود جسدي الفيزيائي إلى الخارج, ولكنني كنت قادر عند تكرار حركة السائل الذي تقوده بؤرة تركيزي من الرأس إلى القدم والعكس على الشعور بشيء ما يخرج قليلاً خارج حدود جسدي, لم أشعر بأن الأمر شديد الأهمية ولم أفكر حتى الآن بتجارب الخروج من الجسد, فقد ظننت فعلاً بأن ما يخرج من حدود جسدي هو السائل المشحون ولأنه يتحرك بوعي فإنني قادر على الشعور به عندما يخرج, ولكن لم أفهم لماذا أشعر في ذلك الوقت بأنني أنا الذي أخرج وليس السائل.
تحليل التجربة: عند الإسترخاء الشديد أو التأمل يزيد تدفق الطاقة إلى الجسد مما يعمل على إحداث خروج جزئي للجسد الأثيري أو نسخة الوعي, هذه تشبه غلاف خفيف من الطاقة يحيط بالجسد ولكن يبقى ملتصقاً به, وحتى يكن تحريكه في أي إتجاه, ويقلل من الإحساس بالجسد الفيزيائي. تحريك الطاقة بهذه الطريقة التي كنت أقوم بها كانت تعمل على تنظيف مسارات الطاقة وحتى تفعيل الشاكرات وعلاجها وبالطبع لم أكن مدرك ذلك, أسميت تحريك السائل الطاقي"تفاعلات الوسط الحر" وفي مرحلة متقدمة والتي ثبت بأنها تقنية للخروج من الجسد, عندما يتم دفع الوعي إلى الأمام والخلف بقوة إلى أن يخرج الوعي من الجسد تماماً, إن جميع التمارين التي تتضمن تحريك السائل الطاقي مشابه لتمارين الوعي الحسي التي ذكرها روبرت بروس والتي حاولت شرحها في كتابي, ولكن أعتقد بان تقنية السائل الطاقي التي إستخدمتها كانت أقوى لأنها تتضمن تحريك الطاقة في مجال الجسد ككل وليس إستهداف منطقة واحدة, بل عمل نمط متكرر من الأمواج الطاقية إلى أن تتحول إلى إهتزازات عنيفة خلال التأمل السماوي, "تفاعلات الوسط الحر" كانت نسخة فوضاوية من التأمل السماوي حيث حركة السائل الطاقي إلى الأمام والخلف ثم الجانبين وفي النهاية بشكل دائري مرتكز على شاكرا العين الثالثة لإحداث خروج من الجسد غالباً ما يكون مرعباً للأشخاص في التجارب الأولى. أعتقد إن جمع الطاقة خلال التأمل ثم تحريكها أثناء الوصول إلى المرحلة الإنتقالية للوعي أو الترانس شكل 80% من المجهود المطلوب لحصول الإسقاط النجمي, ولا أستطيع أن أذكر شيء آخر مهم سوى القدرة على تحريك الوعي خارج الجسد, وهو ما كنت أقوم به جزئياً عند تحريك سائل الطاقة خارج القدم قليلاً, التحكم بالسائل وتحريكه خلال الجسد ضروري للغاية وكلما أنفقت وقت أطول في جمع الطاقة خلال التأمل كلما كان الشعور بهذا السائل أكبر وتحريكه أسهل, كما قرأت لاحقاً فإن تنظيف مسارات الطاقة وتفعيل الشاكرات يعد من العناصر الأهم في التحضير للإسقاط النجمي والتي يبدو بأنني قمت بمعظمها في هذه المرحلة.
محمد العمصي
| |||||||||
|